الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة المرحوم ابو علي يعود الى الحياة

سعدي جبار مكلف

2018 / 9 / 1
الادب والفن


ذكريات من ايام النضال
المرحوم ابو علي يعود الى الحياة
الحلقة الثالثة
ايام خريفية اسقطت كل اوراق الحياة سنوات صعبة السماء الصفراء ورياحها المثقلات بهموم الشعب العراقي اي اجرام واي موت اي طموح اي مد واي جزر اي نار واي ماء ثم اي احداث تتسارع واي مسارات سريعة رديئة يا لذلك الحوت الوحشي الذي التهم الانسان والانسانية على سواء اي حرائق اشتعلت في كل مكان وزمان وقلوب البشر اشتعلت في كل ماهو كائن ليصاغ الجحيم والموت والسجن لكل البشر وهم بين الموت عرايا من ثوب الختام ومن تابوت المنايا هكذا تهوى الشهب والنجوم لكانها ترسم على محراب السماء نورها البهي وضوئها السرمدي.
في مساء اثقله غبار احمر كثيف لف مدينة الجمهورية القابعة بالبيوت المزد حمه والاطفال المشاغبون الذين لا يعرفوا النوم اي مدينة مثل مدينتي الجمهورية تحمل اجمل اسم انتظره الشعب العراقي فقد كانت من قبل اسمها الفيصلية ولكنها لم تذوق طعم السعادة والفرح وضاعت بين ريح الجمهورية وعواصف الملكية فباتت قبور قيود الى الاحياء .. المدينة التي
لا تهجع مطلقا لا ليل ولا نهاراً بيوتها متلاصقة وابابها مفتوحة دائما وأبداً لانها غير مقفولة ولا يرهم لها اي قفل او مفتاح ولماذا تغلق او تفتح
ولا يوجد لدى اي دار منها مفتاح ، أهلها جياع يحملون موتهم بأيدهم ولم ينطفي عطشهم من مياه البصرة رغم كثرة انهارها ومياهها وسواقيها . عرايا تماماً كما خلقهم الله رافعين توابيتهم وكثيرة جدا المقابر في هذه المحلة . وجود شاحبة صفراء خريفية بكل معنى الكلمة خليط متجانس من المسلمين والمسيحيين والصابئة والسود (ذات البشرة السوداء ) فنلاحظ الجامع والكنيسة وحسينية العبيد وجامع السهلاني بأمكانك الدخول من اول دار والخروج من اخر دار حيث بيوتها متلاثقة من السطوح فلا عجب ان تتعب الشرطة السرية في ملاحقة الشباب حيث يدخلون من اي بيت ويخرجوامن اي بيت عن طريق السطوح ولكنها بنفس الوقت انجبت اعداد كبيره من المناضلين الشجعان والشباب والسفراء والكتاب لقد كان الفقير والعوز هو الرداء الوحيد الذي يستر جميع بيوت هذه المدينة الجوع والعطش والفقر والعوز وكل شئ ولاشيئ وتلاحظ في مقدمة الدور اسطوانة مثقبة زرقاء تسمى ام السبع اعيون تعلق فوق باب الدار لتطرد الحسد ماذا يحسدون منكم ابها الناس الغلابة انها نكتة العصر نلاحظ في كل بيت غرفة خاصة للخطار تحتوي على احسن الاثاث يتوسطها خزان كبير توضع فيه اعز الاشياء واغلاها من الزجاجيات الى
التحفيات وتسمى بوفية يحتوي انواع الاواني المصنوعة من الصيني الجيد واقداح الشاي المذهبية جميعها الى الخطار ولاينام في هذه الغرفة احد انما دائما حاضرة للضيوف يالكم من كرماء وجميع العائلة تنام وفي غرفة واحده ولا احد ينام في غرفة الخطار اي كرم عندهم كل شيء للخطار ومن ضمن عادات الكرم اقامة الموائد الغذائية فقد اقام الخال ابو عبد الله (زيدان شريف) وليمة كبيرة لصديقه القادم من الخليج وقد دعاني والاخ المرحوم الدكتور نبيل راشد الى هذه المؤدية وكان الوقت ليلاً كان الوضع السياسي في ذلك الوقت حرجا مع قيادة ثورة تموز وكان الحزب يطالب بوقف القتال في كردستان وقد اخبرنا الرفيق المسؤول عن خليتنا بأنه يستوجب عقد اجتماع طارئ وفي هذا الاجتماع سلمنا مناشير بأعداد كثيره العدد طلب منا توزيعها في منطقة الطويسة انا مع الرفيق نبيل راشد في نفس اليوم المدعون فيه الى العشاء .
كان الجو بارداً والرياح خفيفة هادئة وكنا حذرين جداً ونحن نحمل هذه الامانة ابتدأنا من معمل شربت اخضير والى نهاية منطقة المعلمين حيث اقوم انا بوضع الصمغ اللاصق على الحائط ويقوم الرفيق نبيل بلصق المنشور نتوقف لحظات عندما يكون هناك سببا ما مثل مرور الاشخاص والسيارات والمعروف ان هذه المنطقة معظم اهلها من موظفين الحكومة المرتبطين بعظهم بالشرطة السرية لم يخطر في بالنا الخوف ابداً وكأننا في نزهة كنا في ذلك الوقت نستطيع ان نهدم ونعمل اي شئ وبكل ثقة واتقان
ونشوة كبيرة انهينا المهمة عند الساعه التاسعة والنصف رمينا بقية الصمغ والفرشاة في نهر الطويسة وابتسم احدنا الى الاخ فقد انهيت هذه المهمة بنجاح تام وقد زينت جميع المنطقة بمنشورات الحزب لقد اضاءت الشعارات المعلنة شوارع الطويسة عدنا الى بيت الخال ابو عبد الله وشاهدنا الرجل في حاله عصبية وثورة عارمة لا توصف فقد تأخرنا كثيراًوعندما شاهدنا بدأ يوبخنا للتأخر وهنا اجابه الرفيق نبيل بأننا كنا عند بيت ام علي وهم اصحاب مرطبات معروفة في البصرة ومشهورة بسبب قدمهم في هذه المهنة التي يجيدونها تماما وعملهم معروف بجودته وحلاوته وطعمه
وهم من زبائن الخال الدائمين القدماء في شراء المصوغات الذهبية
وقال الخال انهم ناس شرفاء جيران العمرالاوفياء حيث تعود علاقته معهم من الخمسينات في محلة العشار القديمة سأل الخال ابو عبد الله الرفيق نيبل كيف حال ام علي اجابه بخير وتسلم عليك وهنا اردفته انا بجملة اعتراضية لا اعرف كيف تواردت الى ذهني اردفته ايضاً ابو علي يخصك السلام والتحية وهنا انتفض الرجل واجتاحه بركان تاثر من الغضب وهجم بدون وعي علينا بينما رحنا مسرعين انا ونبيل يأتجاه الباب الخارجي وانا لااعرف ماذا حدث واخذ الرجل يرمينا بأي شئ قريبا منه وهو يصرخ ويلعن تخلصنا منهو واتجهنا الى جهة الجسر ونحن نركض بأقصى سرعة للتخلص منه ومن جنونه الثائر وعندما ابتعدنا الى موقع بعيد اختبأنا خلف نخلة عالية على ضفاف نهر الطويسة استفسرت من الرفيق نبيل عما حدث اجابني ان ابو على ميت قبل عشر سنوات رحنا نضحك من الاعماق صور المناشير تقول لنا عشتم ايها الشباب فيكم الخير ومنكم العطاء .
لنا لقاء مع الحلقة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى