الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبوءات واهمة ......

نضال عرار

2018 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش البلاد في حالة من الترقب والهمهمات واللامبالاة ، يرافق ذلك حوار مستنقع في الغالب ، الذاكرة باتت مثقوبة وشيئآ فشيئآ يتآكل دور الطبقة الوسطى و يتراخى المثقف عن دوره وتتراجع الحريات المدنية وتفقد منظمات المجتمع المدني قدرتها على دفع الجمهور .
ثمة بقايا لعناصر منظمة فوضوية الخطاب ليس لها دور سوى ارتياد المقاهي والشتائم والتعبير عن السخط ، هذه العصبة المتطرفه إن صح التعبير لا تملك برنامج واضح المعالم ولا خطابآ يقدم نموذجآ يحتذى به ، جل الأمر أنهم أضغاث لصدى الوجع والخراب .
إن حصافة اللغة لا تعطي خطابآ بالمعنى السياسي للكلمة !!!
وما زال الإنقسام سيد الموقف ، وهو اللاعب الرئيس في إدارة البلاد ، نعم بات الإنقسام مؤسسه ، وتغولت الحركات الدينية على الثقافة العامة والنظام السياسي كما تفعل حركة حماس في القطاع ، وتراجعت بفعل الإنقلاب الحياة الديموقراطيه في البلاد
وتوقفت مؤسسة التشريع عن العمل كتعبير صارخ عن سياسة الإنقسام و ضعف القوى والفصائل وعجهزها حتى عن أداء دورها المناط بها .
أما الطامة الكبرى فتأتي من دولة الإحتلال والتي وللحق تقرء دقائق الأمور وتبني سياساتها بناء على إستقرائاتها الخاصة القائمة على مصالحها ليس إلا ..... فتتسارع وتيرة التهويد والإستيطان للقضاء على حل الدولتين تماما يساعدها في ذلك الفوضى العارمة التي تجتاح جيرانها العرب تلك الفوضى التي خلقتها طبيعة الأنظمه السياسية الشمولية في البلاد العربية مع بدائل أكثر توليتاريه بذات السياق .
إن الرعب الوطني يحمل الجمع على وجع فقدان الأمل
تستطيع أن تقراء في الصحف كل يوم عن ممارسات جيش الإحتلال والتي لا تتوقف ولا تنفك وسائل الإعلام ترصد تلك الإنتهاكات وكذلك تفعل المنظمات المحليه والدولية المختصة ولا أرى غضاضة في ذلك إنما الهشاشة في إختصار الفعل الوطني على ذلك الدور .
سابقأ وما قبل الميلاد إعتقد اليهود في سفر يوشع إذا ما نفخوا بالأبواق سيهدمون أسوار أريحا واليوم ما زال البعض الفلسطيني يعتقد أنه بأناشيد السلام سيفتح أبواب القدس ، وتلك المقاربة صحيحة في فهم النبوءات الواهمة ففي الحالة الأولى كان العبرانيون يهمون بتحقيق الوعد الإلهي أما في الحالة الثانية فيعول الفلسطيني على تحقيق وعود المجتمع الدولي وكلا الحالتين هما وهم وخرافة ليس إلا .
لم يبقى في معرض الكتابه غير جدل عقيم ، وتتهاوى قيم وتقنيات الحواركلما لامست رأي الجمهور هذا ما ستلمسه سريعآ إذا ما أدير حوار سياسي على مواقع التواصل الاجتماعي يهبط المستوى المعرفي والثقافي في لغة الحوار وتعدوا الشتائم سيدة الموقف ناهيك عن جملة من الإتهامات المبتذلة والتي توزع على جميع القوى السياسية دونما إستثناء ، وغدا النقد محمل للعداء ومبرر حقيقي لسياسات الإقصاء كل ذلك ما هو إلا تعبير مبطن عن العجز عن الفعل والعجز وعن صناعة الأمل والإرادة التي شكلت في السابق رافعة للنهوض الوطني والثقافي على حد سواء .
لا بوصلة يهتدى بها وكلمة واحدة باتت تعفي الجميع من الوقوف أمام الوقائع من المواطن البسيط الى المثقف الى السياسي هذه الكلمة السحرية تلقي باللوم كله على المؤامرة ...إذآ لتسقط المؤامرة .
إن غياب العقل الجمعي رويدا رويدا سيزيد من سبل بريق الحلول الفردية ونجاعتها ، التي يلجئ لها الفلسطيني في البلاد والشتات معا وهو بالضرورة ما يعني تآكل دور المؤسسة الوطنية وتراجعها مما يفتح الطريق أمام البدائل العقيمة
والتي تعتمد في الأساس على قوى لا يلوح سواها في الأفق تتمثل في حركات دينية تجيد التحالفات المبتذلة والرخيصة وما تنفك تتغول على الواقع والمجتمع والثقافة في آن معا .
صه .... فثمة من سيلعن المؤامرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س