الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن تنتهج سياسة السير على حافة الهاوية

جورج حداد

2018 / 9 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


إعداد: جورج حداد*


في جو من الضجة الاعلامية الصاخبة اعلنت اميركا عن الحزمة الجديدة من العقوبات ضد روسيا، بحجة اتهامها بتسميم عميل بريطانيا الروسي. وفي الوقت ذاته اعلنت اميركا عن النية في توجيه ضربة جوية جديدة الى سوريا، بحجة ان النظام السوري "سوف!" يستخدم السلاح الكيماوي في الهجوم القادم على تجمعات الارهابيين في منطقة ادلب بشمال سوريا، وتتهم روسيا في انها تدعم النظام السوري في هذا الهجوم الكيماوي المفترض والمزعوم. وقد تم تحضير مجموعات من "الخوذ البيض" ذائعة الصيت لاخراج مسرحية الهجوم الكيماوي المفترض.
ويتوقع ان يتم اخراج هذه المسرحية والضربة التي ستعقبها في خلال الايام القريبة القادمة، كما يقول ممثل وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف. وجاء في تصريحه انه لاجل اخذ الصور المطلوبة احضرت اعداد من السكان من المناطق المجاورة لساحة المسرحية. ويجري التحضير لتصوير نتائج الضربة المزعومة بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة للقوات النظامية السورية. وطبقا للمسرحية سيقوم رجال "الخوذ البيض" باسعاف "المصابين". وسيتم تحضير الفيلم المركب لتوجيهه الى بلدان الشرق الاوسط والبلدان الناطقة باللغة الانكليزية.
وأشار كوناشينكوف أن الهدف من هذه المسرحية هو "زعزعة" الوضع في البلاد، والحيلولة دون التوصل إلى حل سلمي للصراع.
ونشرت الصحافة الروسية ان الولايات المتحدة الاميركية قد استعدت سلفا لهذه المسرحية الاستفزازية: اذ انه قد وصلت الى قرب الشواطئ السورية حاملة الطائرات "The Sullivans"، وعلى متنها 56 صاروخا مجنحا. وعلى الاثر اعلن جون بولتون مستشار الامن القومي الاميركي ان اميركا مستعدة لتوجيه ضربتها الصاروخية.
والجدير ذكره ان روسيا كانت قد ارسلت الى مياه الابيض المتوسط مجموعة كبيرة من سفنها الحربية حاملة الصواريخ بالاضافة الى غواصتين.
وقد تحدث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن ادراك الدولة الروسية لمخطط الخصوم المحتملين لشن الحرب على روسيا.
وحسب اقواله فإن روسيا تمتلك المعلومات عن تحضيرات اميركا ودول الناتو للحرب ضد روسيا.
واضاف لافروف ان الحضور العسكري الروسي في انحاء مختلفة من العالم هو لتأمين الامن القومي لروسيا وقدرتها الدفاعية. وانه بالرغم من الاحداث المفاجئة التي حدثت او يمكن ان تحدث فإن الامن الروسي هو مضمون على افضل وجه. ولا حاجة للتذكير ان حلف الناتو يجري تدريبات متواصلة بالقرب من الحدود الروسية وخصوصا في منطقة البلطيق كما ان الاسطول الحربي الاميركي يكثف وجوده في البحر الاسود.
واذا اخذنا بالاعتبار تصريحات شتى العسكريين الناتويين، ومنهم الامين العام للحلف يينس ستولتنبيرغ، حول "العدوان الروسي"، يصبح مفهوما تماما تأكيد لافروف على الامن القومي الروسي.
والجدير ذكره ان وزير الخارية الروسية تكلم في شباط الماضي حول قيام حلف الناتو بالتحضير لضربة نووية "وقائية" ضد روسيا خلال مناورات عسكرية ناتوية واسعة قرب حدودها.
ولا ينبغي ان ننسى التوسيع المتواصل للحلف. وفي الاشهر الماضية تحدث ستولتنبيرغ عدة مرات حول امكانية ادخال جورجيا في الحلف. ولكن هذه التصريحات من الصعب جدا تحقيقها في الواقع، لانه ينبغي على حلف الناتو، من اجل قبول جورجيا في عضويته وعملا بنظامه الداخلي، ان يعترف بأوسيتيا الجنوبية وابخازيا (اللتين انفصلتا عن جورجيا في 2008) كجمهوريتين مستقلتين، وهو ما ترفضه جورجيا.
في نفس الوقت، يستمر برنامج تحديث القنابل النووية غير الاستراتيجية B61 في أوروبا. وهذا السلاح الاميركي ينبغي تجديده حتى سنة 2024. وكل ما هو موجود في اوروبا الان من هذا السلاح هو 150 قذيفة. وهذا، بشكل عام، لا يسهم في إزالة التوتر في حالة المواجهة بين روسيا وعدد من الدول الغربية.

من ناحية أخرى، هذا هو السبب في إيلاء الكثير من الاهتمام للأنواع الجديدة من الأسلحة النووية ومنصات الاطلاق لهذه القذائف، في خطاب رئيس الفيديرالية الروسية في إطار الرسالة السنوية إلى البرلمان الاتحادي. وقد تناول الخطاب على وجه الخصوص الصواريخ الفوصوتية، التي لا يمكن إسقاطها بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخية الموجودة حاليا.
وهذا السلاح ذو المسار غير الباليستي والسرعة الفوصوتية يساوي الفرص، ويعمل كضمان للتوازن النووي ، ولكن بدأ في الآونة الأخيرة ينظر اليه إلى حد ما انه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل.
وهنا تنبغي الاشارة ان الانواع الجديدة من الاسلحة الروسية قد اجتازت مرحلة الاختبارات، التي تمت بنجاح، وبدأ الانتاج التسلسلي لهذه الاسلحة ومنصات الاطلاق الخاصة بها، ودخلت في الخدمة في القوات المسلحة الروسية. وبشكل عام، ان معرفة التهديدات المحتملة الموجهة الى اي طرف هو وضع طبيعي لأي دولة متقدمة. وما اعلن عنه سيرغي لافروف يدخل ضمن هذا المعنى.
ان مسائل الامن وخطر "الحرب الكبرى" اصبحت في الواقع في الآونة الاخيرة تقلق قطاعا واسعا من الناس، بما في ذلك المواطنين الروس. ومع ذلك، من الواضح في الوقت نفسه أنه في حين أن القدرة الدفاعية الروسية هي طبيعية، ويجري تحديث الأسلحة، فلا يوجد خطر مباشر. ولذلك فإن المناورات ضد "الروس المنمطين"، التي يجريها حلف الناتو بشكل دوري، هي خطوات مسيسة واستعراضية. ولكن مثل هذا الاستعراض للقوة يكشف بدوره أن هناك حاجة لمزيد من التعزيز والتطوير للقوات المسلحة الروسية. وهو ما تقوم به بشكل خاص الدولة الروسية. وضمن هذا العنوان يدخل ليس فقط دفاع القوات المسلحة الروسية عن حدود بلادها، بل وكذلك مشاركتها في عمليات حفظ السلام على النطاق العالمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبنانيي مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في