الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد مدارات جديدة في الذكرى السابعة لإندلاع الحرب في النيل الأزرق وجبال النوبة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 9 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تمر علينا اليوم ذكرى إندلاع الحرب الثانية بين ثوار الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ونظام المؤتمر الوطني الذي شن حربه علي سكان النيل الأزرق وجبال النوبة، وقد صادف العام السابع لإنفجار الحرب الإنقاذية يوم ميلاد صحيفة (مدارات جديدة) ونشر عددها الأول وهي صوت جديد للحركة الشعبية ومنبر لقوى السودان الجديد ولكل الديمقراطيين والوطنيين، وفي هذا اليوم التاريخي لا بد لنا أن نقف عند المشوار السياسي والثوري للحركة الشعبية لنقيم المراحل التي عبرناها في خضم القضية الوطنية بكل أزماتها السابقة والراهنة، فالحركة الشعبية منذ أن تم الإعلان عن إستقلال دولة جنوب السودان عبر الإستفتاء بادرت بالسلام لتوفيق أوضاعها في السودان تحاشيا لرجعة السودانيين إلي دوائر الحرب والفقر، ويتذكر الجميع الجهود المقدرة التي قدمتها قيادة الحركة الشعبية في حوار شجاع للوصول إلي حلول تجنب الوطن والمواطن كارثة الحرب، وقد تكلل ذاك الجهد بتوقيع إتفاق إطاري بين الحركة الشعبية والحكومة عرف في الأوساط السياسية والشعبية باتفاق (عقار - نافع) لكنه إنهار بعد ساعات من إبرامه وقبل أن يجف الحبر الذي سطر بنود الإتفاق الإطاري قرر عمر البشير وجنرالات نظامه خوض الحرب ضد الحركة الشعبية ومواطني جبال النوبة/جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكانت نتيجة المعارك التي دارت في الجبهتين حصاد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وتشرد الأسر وإعتقالات واسعة طالة عضوية الحركة الشعبية في الريف والحضر علي طول وعرض السودان تلتها محاكمات سياسية جرت بولاية سنار حكم فيها غيابيا وحضورا علي عدد من قادة الحركة الشعبية بأحكام جائرة بين الإعدام والسجن المؤبد قبل أن يتم إطلاق سراح المعتقلين المحكومين.

إنتهى فصل الهجوم الأول، ودخلنا الفصل الثاني وهو كيفية بناء وإدارة الحركة الشعبية وترسيخ مفهوم السودان الجديد في السودان وخوض المعارك السياسية والدبلماسية داخليا وخارجيا إضافة لمعركة الميدان العسكري، وتمكنت قيادة الحركة الشعبية من إجراء عمليات سياسية ودبلماسية وعسكرية إستراتيجية مكنت الحركة الشعبية من كسب ثقة المجتمع السوداني والقوى السياسية والحركات الثورية المسلحة وإقناع المجتمع الإقليمي والدولي بمشروعية كفاح ونضال الرفيقات والرفاق في الحركة الشعبية وقدمت رؤيتها المتجددة للعالم بكل وضوح وكسبت الجولة الأولى حينما تم التوقيع علي ميثاق الفجر الجديد بين الحركات الثورية وعدد من الأحزاب بالداخل، ثم توالت الأحداث والإنتصارات إلي أن تم تشكيل تحالف الجبهة الثورية السودانية وشهدت الساحة الثورية والسياسية بعدها عمل سياسي وعسكري منظم أدى لتفوق المقاومة علي النظام، ولعبت الحركة الشعبية دور أساسي في تأسيس أضخم تحالف في تاريخ السودان الحديث تحت مسمى نداء السودان، وكل هذه الأدوار تجري مع توسع الحركة الشعبية وتصاعد كفاحها في الميدان العسكري والسياسي وإمساكها بالقضية الوطنية بشكل محكم وتماسك عضويتها وقيادتها في طريقهم نحو السودان الجديد.

كانت النكسة الحقيقية التي لم يكن يتوقعها أحد وتمنى النظام أن تقع منذ عشرات السنين علي يده لكنها وقعت علي أيدي (أهل البيت)، فبعد أن دعى الإتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي لإجراء مفاوضات بين السودانيين لحل أزماتهم وتحقيق السلام في السودان تم تشكيل الآلية الافريقية برئاسة السيد/ أمبيكي لتلعب دور الوساطة، وجرت (15) جولة تفاوضية بين الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم بالعاصمة الأثيوبية - أديس أبابا، وقد تابعنا مواقف وإنتصارات الحركة في المفاوضات، وكنا لصيقين بوسائل الإعلام ونتابع عن كثب كل المؤتمرات الصحفية التي يعقدها كبير مفاوضي الحركة الشعبية الأستاذ ياسر عرمان لتوضيح ما يجري، وكنا واثقين بأن وفدنا قادر علي حسم كافة الملفات والخروج بسلام شامل وعادل لا يتجاوز قوى التغيير والتحرر الوطني بل يجعل الجميع صفا واحدا خلف السلام والحرية والديمقواطية لبناء وسقف دولة المؤسسات والمواطنة بلا تمييز، إلا أن بعض القادة لم يعجبهم هذا الإتجاه بكل تفاصيله السياسية والعسكرية فقرروا الإنقلاب علي قيادة الحركة الشعبية بقرارات مجلس تحرير جبال النوبة تحت تأثير مباشر من عبدالعزيز الحلو ومن معه، وكانت هذه الحادثة بمثابة نكسة في مشوار الحركة الشعبية لتحرير السودان، ورغم محاولات قيادة الحركة وقيادات سياسية آخرى لإعادة الوضع إلي المسار الصحيح إلا أن كافة المحاولات لم تثمر شيئ ولم تمنع وقوع الواقعة.

بعد الإنقلاب الذي وقع في صفوف الحركة الشعبية توهم الإنقلابيين وبعض من لا يحسنون تصور المشهد وتحليل معطيات السياسة أن الحركة التي لم يستطيعوا هزيمتها لسنوات خلت حان الوقت لتهزم نفسها بنفسها، لكن برزت الحكمة والحنكة والخبرة في خط وخطاب التجديد الذي تبنته قيادة الحركة الشعبية وتقدم القادة مالك عقار وياسر عرمان وقدموا أوراقهم لتجديد الرؤية وإعادة بناء التنظيم وإلتحق بهم القائد خميس جلاب وإنخرط الرفاق جميعا في عملية حوار عميقة للخروج بالحركة الشعبية إلي الساحة مرة آخرى كتنظيم سياسي وثوري عملاق لا يمكن تجاوزه في بناء مستقبل السودان، وبذات الفكر المنفتح تمكنت قيادة الحركة الشعبية من الإحتفاظ بموقعها داخل تحالف نداء السودان وبنفس الوزن والثقل، كما تمكنت من هزيمة إنقلابيو الخرطوم وكاودا وكسب جولة إقناع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بامتياز، وجاء الإعلان المشترك عن جهود متقدمة جدا ونقاش جاد يدور حول إعادة توحيد الجبهة الثورية تحت قيادة واحدة وبأسس جديدة، وبكل مسؤلية وإصرار علي الإنتصار تحمل الحركة قضية السودان وتخوض معارك الحرية والسلام والطعام بكرامة في مختلف الجبهات مع عدد من الحركات الشبابية والنسوية والطلابية والتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية والحقوقية والديمقراطية للوصول إلي دولة موحدة تقوم بتوفير التنمية المتوازنة والأمن والإستقرار لكل سكانها بالتساوي، وها هي الحركة الشعبية تعلن عن ميلاد صحيفة (مدارات جديدة) كواحدة من حلقات إنتصاراتها الباهرة، وها نحن اليوم نشاهدها تمضي نحو ميلادها الذهبي الجديد كأنها جوهرة في غلاف مائي شفاف يجتذب الأنظار بجماله وروعته، فمن هنا نرسل تحية الثورة لقيادة وعضوية الحركة الشعبية وأرفع وأسمى التهاني لهيئة إدارة صحيفتنا الجديدة مع أمنياتنا الصادقة لشعبنا وبلادنا بتحقق السلام والعدالة والحرية والأمن.


سعد محمد عبدالله
2 سبتمبر - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا