الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة -هوليوود- مع العقل الإنساني

أيمن عبد الخالق

2018 / 9 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


معركة"هوليوود" مع العقل الإنساني
"الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلع , الدين والفن والأدب، وستسلبها قداستها"....كارل ماركس
لاشك أنّ الفن المتضمن للرسم، والتصوير، والشعر والموسيقى، والدراما، والسينما والمسرح ، من أعظم وأجمل المواهب الإلهية، والكمالات الإنسانية، وهو في الواقع تعبير رومانسي خيالي عن الذات والمشاعر الإنسانية.
ومن أجل هذا فقد اهتم الحكماء منذ قديم الزمان، لاسيما في اليونان، بالفن الذي مبدؤه الخيال المحرك للمشاعر والأحاسيس، كاهتمامهم بالفلسفة التي مبدؤها العقل، الذي يُمثل النور الطبيعي، والضمير الإنساني الحر.
وقسموا الفن إلى تراجيديا تأصيلية، وظيفتها ترسيخ مثالات قيم ومبادئ الخير والجمال الإنساني، وإلى كوميديا نقدية ساخرة، تسخر بأسلوب هزلي ضاحك، من قيم ومبادئ الشر. وبهذه الطريقة تمكن الحكماء من خلال الفن من عقلنة العواطف الإنسانية، وإحياء المشاعر النبيلة عند الإنسان، الأمر الذي يصب في مصلحته، وارتقاء المجتمع البشري، فاستخدموا الفن لأجل الحياة الإنسانية(ART FOR LIFE)
ولكن في الطرف المقابل، سعى أعداء الإنسانية من قوى الشر العالمي الرأسمالي، التي لاتؤمن إلا بفلسفة الربح والهيمنة، إلى استغلال الفن أسوء استغلال، وبنحو يصب في مصالحهم الشخصية والفئوية، تحت شعار حرية التعبير، والإبداع، والاستمتاع، وأنّ الفن لمجرد الفن، أواللذة لاغير
”ART FOR ART, ART FOR PLEASURE” ، فاستغلوا الفنون التراجيدية في ترسيخ قيم الشر والعنف والأنانية، وتحريك القوى والغرائز الحيوانية، واستغلوا الكوميديا الساخرة، في الاستهزاء بالقيم والمبادئ الإلهية والإنسانية.
وتقبع مؤسسة هوليوود السينمائية على رأس المؤسسات الإعلامية الكبرى التي استغلتها هذه القوى العالمية، من أجل تنفيذ مخططاتها الاستراتيجية للقضاء على العقل الإنساني.
وسنتكلم باختصار في هذه المقالة عن هذه المؤسسة السينمائية الهائلة، التي تمتلك أعظم الإمكانات الفنية والتكنولوجية الحديثة، وأشهر الفنانين والفنانات الكبار والمحترفين في مجال الانتاج السينيمائي.
مؤسسة"هوليوود" أو "العصا المقدسة، أو السحرية" ـــ ربما تكون إشارة إلى عصا النبي "موسى" ـــ تأسست في عام 1910 شمال غرب لوس انجلوس في ولاية كاليفورنيا. والأمر الجدير بالذكر هنا هو أنّ من قام بتأسيس أكبر استديوهاتها العالمية هم مجموعة من كبار الرأسماليين من اليهود الصهاينة، من المنتمين إلى الحركة الصهيونية العالمية على أغلب الظن.
وقد صرح الممثل العالمي القدير"مارلون براندو" في برنامج"لاري كنج شو" في عام 1996 (إنّ اليهود يحكمون هوليوود، بل يملكونها بالفعل)....وقد قامت قيامة الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة ضده، واتهمته بالعنصرية، ومعاداة السامية، وقررت كل شركات الانتاج السينيمائي الكبرى في هوليوود مقاطعته لمدة سنتين، ولم يجد أحد يتعاون معه في أي فيلم جديد، وقد اضطر للاعتذار أكثر من مرة عن تصريحاته السابقة، وأنه لم يكن يقصد أي إساءة لأحد، حتى عفوا عنه وسمحوا له بالعودة للتمثيل مرة أخرى.
وسأشير هنا باختصار إلى أصحاب شركات الانتاج السينيمائي الكبرى في "هوليوود"، لكي نعرف معا أنّ "مارلون براندو" كان صادقا في كلامه، ولم يتكلم من فراغ.
WARNER BROS. PICTURES صاحبها = اليهودي "جيفري بيكس"
FOX 20th CENTURY صاحبها = اليهودي "وليام فوكس"
PARAMOUNT صاحبها = اليهودي "لويس ماير"
UNIVERSAL صاحبها اليهودي"كارل ليميل"
METRO GOLDWYN MAYER صاحبها اليهوديان" لويس ماير" صاحب شركة بارامونت، و"صموئيل جولدن"
WALT DISNEY وصاحبها "والت ديزني"، وهو المتهم بميوله الصهيونية الواضحة، وقد قاطعته جامعة الدول العربية في الستينات أكثر من مرة، واتهمته عدة جهات بأنه يشغل منصب عال في المحافل الماسونية، واتهمته جهات أخرى في أمريكا بأنه كان عميلا كبيرا لمكتب التحقيقات الفدرالي”FBI”
"والت ديزني" هو المخترع المبدع للفأرة ميكي، أو مايعرف ب"ميكي ماوس"، بطل أجمل وأشهر أفلام الكارتون للأطفال، ويروى أنه قد عُرضت عليه في بداية التأسيس نماذج متعددة من الحيوانات الأليفة المحببة للاطفال كالفرس، والدب، والكلب، والقط، ولكنه رفضها كلها، ووقع اختياره على الفأر، وأضفى عليه لمسات جمالية خيالية جعلته في أجمل صورة، وألبسه القفاز الأبيض، الذي تلبسه الجماعات الماسونية في جلساتها الخاصة، وهناك من يقول إنّ سر اختياره للفأر هو أنّه كان رمزاً فلكلورياً لليهود قبل الحرب العالمية الثانية، حيث كان الأوروبيون والأمريكان ينعتونهم بالفئران تحقيراً لهم، فأراد "والت ديزني" تلميع وجه الفأر في الثقافة الغربية، وجعله حيوانا محبوبا.
وقد تبنّت من بعده أيضا شركة "مترو جولدن ماير" انتاج سلسلة أفلام القط والفأر "تو م و جيري"، حيث نجد فيه الفأرة "جيري" تتمتع بذكاء حاد، وأنها دائما ماتتغلب على القط "توم".
المهم هو أنّ مانريد أن نقوله، أنّ هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة، هي تحت السيطرة التامة للنظام الرأسمالي، والحركة الصهيونية، وهم ينفقون عليها مليارات الدولارات، ويستعملون أرقى التقنيات الفنية؛ للتأثير على المشاهد، انطلاقا من إدراكهم العميق لخطورة الفن، ومدى تأثيره على النفوس الإنسانية، والرأي العام العالمي والاجتماعي.
ونحن لو قمنا بتصنيف أغلب أفلام هوليوود، نجد أنها لاتخرج عن ثلاثة أصناف رئيسية، تصب كلها في تقوية وتأجيج القوى والغرائز الحيوانية المقابلة للعقل النظري والعملي، التي سبق وأن أشرنا إليها.
الصنف الأول: هي الأفلام الخرافية التي تقوى القوة الوهمية الحسية، المقابلة للعقل النظري، وترسخ العقلية الخرافية المضادة للعقلية المنطقية.
الصنف الثاني: الأفلام الإباحية المثيرة، التي تحرك القوة الشهوية المضادة للعقل العملي، بحيث يفقد الإنسان السيطرة على شهواته، ويسعى لتحصيلها بأي قيمة.
الصنف الثالث: أفلام العنف”ACTION”، التي تؤجج القوة الغضبية المضادة للعقل العملي، وتدفع بالإنسان نحو استعمال العنف والخشونة في قبال الاخرين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة، والعنف الاجتماعي والسياسي.
ومن وجهة نظري، فإنّ النتائج المترتبة على هذا النحو من الاستغلال السيء واللاإنساني للفن، هو ازدهار التجارات الكبرى للنظام الرأسمالي، وهي تجارة المخدرات، وتجارةالجنس، وتجارة السلاح، والتي تجني منها هذه القوى الشريرة، مئات المليارات سنويا، وبكل سهولة، لتعود وتستثمرها بعد ذلك في الوصول لمراكز السلطة السياسية والاجتماعية، وشراء الذمم والضمائر، وتشكيل الكارتلات الاقتصادية، ثم إنتاج المزيد من الأفلام السينمائية، للقضاء على العقل الإنساني، وتسخير الشعوب المستضعفة، والهيمنة عليها في نهاية الطريق.....فلنتأمل جيداً مايدور حولنا، ومايُحاك ضدنا، ويتحكم في مصائرنا، وكفانا إضاعة للوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في