الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السّوري هو الأفضل. شعار عنصري
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2018 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية
العنصرية عن السوري لم تبدأ البارحة، أو مع حكم الأسد. هي ظاهرة موجودة عزّزها استبداد الأسد، واستبداد الأسد دعمته الطّبقة السّياسية" الجبهة الوطنية التقدمية" والفكر القومي، واليساري، وحتى أن السّجناء السوريين لازال قسم كثير منهم يتبنة تلك الأفكار. فقط يعادي الأسد كشخص. وهو يستحق طبعاً تلك الكراهية.
هناك طرفة تداولها السوريون من أجيال سابقة أنّ" سوري وأمريكي كانا يتناقشان حول الديموقراطية . قال الأمريكي نحن نستطيع أن نشتم الرّئيس الأمريكي لأنّنها أحرار، أجابه السّوري، ونحن نستطيع أن نشتمه أيضاً أي الرئيس الأمريكي"
تبين أن تلك ليست نكتة فالسّوري يشتم رئيس أمريكا ربما، ويشتم أكثر ما يشتم شعب الخليج العربي، وينعته بأبشع النعوت، وكأنّه متفوّق عليه في الحريّة أو الفكر، وقد نسي أن البحرين والكويت كانتا من أوائل الدول العربية في إنتاج الثقافة، وكذلك لبنان. سورية كانت دولة فقيرة تعتمد في إنتاجها الزراعي على الله إن أرسل أم لم يرسل المطر، ولا زلت أذكر المعونات الأمريكية حيث كانت تكدّس أكياس الطحين في مدينتي ، مكتوب عليها: هديّة من الشّعب الأمريكي. نعم كان هناك بعض الاقطاعيين الأغنياء، وبعض الصناعيين في المدن كالشركة الخماسية في دمشق.
اليوم تنتشر نزعة شتيمة الإسلام بين سكان الوطن العربي، وغيرهم من الشعوب، ونحن لن نتحدث هنا عن حقوق الأمازيغ، والأقباط. بل نتحدّث عن الفوقية في معالجة الأمور. لن نشتم رئيس أمريكا مثلاً. لذا سوف نبقى في سور"يتنا" المتفوّقة على حضارات العالم وفق ما يقوله الكثير من السّوريين الذين يمتدحون حضارتهم دون تمييز بين الحضارة السورية، والبابليّة، أو الآرامية ، وهنا سوف يظهر أمامي ألف بطل تاريخي يقنعني بسورية تلك الحضارات مع أنها" حضارات سادت ثم بادت"
هذا ليس حديثاً سياسياً خالصاً إنّه حديث اجتماعي أيضاً. هناك نوعان من السوريين: -العلمانيون الطائفيون ومهمتّهم إظهار مساوئ الإسلام قبل آلاف الأعوام، ووضع أحاديث بعض الجهلة على وسائل التواصل الاجتماعي ممن يدعون أئمة أو مفتين ليقنعوا العالم بسخافة الإسلام رغم أن بعض الطوائف مسلمة، وهم طبقة قد تحمل شهادة جامعية وبعضهم يقول أنه فنان .
-الفئة الثانية: المسلمون الذين خلقهم ساحر مختبئ في بيت الاستبداد ويسمون بالمتشدّدين، ومهمّتهم لا علاقة لها بالدين. فقط بالقتل. هم يشربون الكحول والمخدرات، ويمارسون الفاحشة لكنّهم ينفذون الأوامر ويتصرّفون.
الفئة الثالثة. الموضوعيون من الأقليات، وهم العنصريون ضد جميع من يخالفهم، لكن يستعملون منطق العنصرية، ولكل مجموعة عنصرية زعيم افتراضي يمجدونه.
أما من يدافع عن الأنواع الثلاثة، وينشر فكرهم فهم السياسيون، والسياسيون هنا إما مع النّظام، ومهمتهم شتم الإسلام والتطرف، وإما مع حكامهم الخليج، ويأتمرون بما يقال لهم، وربما يتبرعون بمقالاتهم لإرضاء مجموعة، وهؤلاء هم الأكثرية من الأقلام السّورية في جميع أنحاء العالم. يحصدون الجوائز، ينشرون دواوينهم بالمجان. لا تصدقوهم. ففي سورية لا يتم نشر أي عمل لكاتب إلا بعد إجراء مقابلة معه، أو أن يكون من عظام رقبة السلطة، وأحزاب الجبهة، وإمكانية سورية محدودة. بينما تموّل أكثر الصّحف الليبرالية العربية من السعودية، وبعض الدول الخليجية الذين يحاولون استيعاب المرحلة من خلال المستشارين الغربيين، إضافة إلى صحف، ومحطات تمولها إيران. عندما ترون كاتباً يفوز بجائزة خليجية احذفوا كلمة مبدع، أو لو رأيتم من ينشر كل عشرة أيام كتاب فاعرفوا أنّه قد فهم اللعبة، وهنا أتحدث عن السّوريين ، وليس عمّن يمنح الجائزة.
نحن نتعالى حتى على شعوب البلدان التي تمنحنا اللجوء ونؤمن بنظرية المؤامرة، فالأغلبية الشّعبوية تؤمن بوجود مؤامرة ضد الشعب، أو ضد السّنة، أو المسيحيين. تماماً كما يؤمن بشار الأسد بالمؤامرة الكونية ضدّه.
المجرم يحاول العودة إلى مكان الجريمة، ويمكن التّعرف عليه، وقد استطعنا التّعرف على المؤامرة من خلال الأقلام والعناترة الذين يشتمون الكرة الأرضية، ويعيشون على حساب الآخر.
ليس السوريين فقط من يعيشون هذه الحالة، فالأفغان والصوماليين، و وأبناء الدول الخاضعة للصراعات يحملون نفس الفكرة عن أنفسهم بأنّهم أغنياء لكنّهم خضعوا للمؤامرة، ويموت الآلاف في البحر ممن يقصدون الغرب من الفقراء لأسباب اقتصادية، فالسياسيين، والذين كانوا يحملون مناصب ثقافية أو اجتماعية يحملهم الغرب بطائراته، وعلى حسابه حيث يقدمون لجوؤهم في السفارات، وبعضهم يرشي موظف السّفارة ليكتب معلومات خاطئة عنه، وهكذا وصل إلى الغرب لبنانيون تحت اسم سوري، وأتراك أكراد وعرب تحت اسم انّهم من أكراد القامشلي، والتخبيص على أشدّه، لكن انكشفت الأمور عند الغرب، وربما لم تكن خافية عليهم، لكن في الغرب تيارات بعضها يرحب باللاجئين.
إنّني لا أكتب بحثاً هنا، وأتمنى لو وجد متخصّصون يكتبون ذلك البحث. هم موجودون، لكن لا أحد يتبنى عملهم. التمويل يرغب بطمس الحقيقة. لذا أعتبر أن تلك الكلمات ليست أكثر من فشة خلق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ماهي الثقافة التي أنتجتها البحرين
محمد أبو هزاع هواش
(
2018 / 9 / 4 - 12:30
)
سؤال يطرح نفسه
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة