الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)

داود السلمان

2018 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غاية محمد
يعتقد الرصافي أن دعوة محمد الناس الى عبادة معبود واحد لا شريد له، وهو الله وترك عبادة الاصنام والاوثان، ليست غاية دينية محضة، بل أن هدفه كان غير هذا أيضا. إذ يقول:" ان الغاية التي يرمي اليها محمد من الدعوة الى الله أو من النبوة ليست بدينية محضة بدليل أنه قبل الجزية من غير العرب من أهل الكتاب والمجوس، إذ لا ريب أن اخذ الجزية منهم وتركهم على ما هم عليه من الكفر والضلال ينافي أنه لم يرسل الا لدعوة الناس كافة الى التوحيد أي الى عبادة الله وحده لا شريك له" راجع ص 20.
ثم يسهب في شرح ذلك ويعززه بذكر بعض الآيات القرآنية وبعض المواقف لمحمد مع اليهود والنصارى ولمشركي العرب بهذا الخصوص.
ويذكر الكاتب أن قبول الجزية من اليهود والنصارى دون مشركي العرب " دلالة واضحة على أن الغاية ليست بدينية محضة، انما الغاية التي يرمي اليها محمد هي احداث نهضة عربية دينية اجتماعية سياسية". (نفس الصفحة السابقة).
ويعلل سبب أخذ الجزية من اليهود والنصارى، لأن الدعوة التي يروم محمد القيام بها تحتاج الى اموال ضخمة وتمويل مستمر لحين اتمام هذه الدعوة بأتم وجه، وبحسب المخطط المرسوم له مسبقاً، فلم يكن امامه الا هذه الطريقة وهي طريقة ذكية.
ويستشهد الكاتب ببيتين لأبي العلاء المعري قالها بخصوص الجزية، وهي:
المالُ يُسكِتُ عن حَقٍّ، ويُنطِقُ في *** بُطلٍ، وتُجمَع إكراماً لهُ الشّيَعُ
وجِزْيَةُ القومِ صدّتْ عنهمُ، فغدتْ *** مَساجِدُ القَومِ مَقروناً بها البِيَعُ
يقول الرصافي: لكن محمد حينما قويت شوكته واصبح له انصار ومؤيدين، فراح يأمر بدخول الناس للإسلام بالقوة للذين هم رافضين الطاعة وقبول الاسلام.
"ولكنه بعد الهجرة الى المدينة حصلت له تلك القوة، فصار يدعوهم وفي احدى يديه القرآن والاخرى السيف، فلا يرعى لهم الا ولا ذمة، ولا يقبل منهم عذرا ولا جزية الا الاسلام، فكان يدعوهم اليه فإن اسلموا فبها والا سل عليهم السيف فلا يغمده حتى يسلموا". (ص 21).
ويذكر أن الوثنية التي حاربها النبي طيلة فترة دعوته وهي ثلاثة وعشرون سنة بسيفه وقرآنه، قد عادت اكثر مما كانت عليه من ذي قبل في العراق على يدي الطواغيت من الذين تسلطوا على رقاب الناس بالحديد والنار، وقد انحرفوا عن جادة الصواب.
ومن القضايا التي اكد عليها محمد في نشر دعوته، هي الموت في سبيل الله، كما يذكر الباحث، وأن الذي يُقتل في ذلك سيدخل الجنة، حيث بانتظاره حور العين والغلمان المخلدون، الذين هم كاللؤلؤ المكنون كما وصفهم القرآن.
" وتفنن- أي النبي- بآيات القرآنية ما شاء الخيال أن يتفنن في وصف الجنة وما فيها من نعيم مقيم، وهذه الجنة التي جاء وصفها في القرآن وفي الاحاديث النبوية هي من مبتكرات محمد التي لم يسبق اليها، وفيها دلالة على ما في خياله من سعة ومن قوة". (الصفحة السابقة).
ويستنتج الرصافي من كل هذا أن العرب كانوا محرومين من هذه الرغبات المادية والمعنوية، ويعزو ذلك الحرمان وضنك العيش للفقر وقسوة الصحراء، مقابل بقية المجتمعات الاخرى التي كانت تعيش في افضل وضع واحسن حال، فالجنة التي وعد بها النبي المسلمين هي تعويض لما فاتهم في الدنيا، بحسب تعبير الكاتب.
ويعود الرصافي ويمتدح الدعوة المحمدية، كونها وصلت لأكثر مما كان يتوقع صاحب الدعوة نفسه، ذلك وزادت قليلاً. يقول: "دع الناس يختلقون المعجزات لمحمد، وانظر الى هذه النهضة وآثارها الباهرة فأنها معجزة المعجزات التي لم يسبق لها في البشر منذ عرف التاريخ الى يومنا هذا". (ص 23).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي