الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة: خلوة الارميتاج

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2018 / 9 / 5
الادب والفن


بلاغتي لم تشفع ان اترجم
صالات متحف الارميتاج
على شفتيكِ
ان تمتماتهما اقوى من دهشتي
امام منمنمات الفراعنة
و اعقد من مجوهرات فابرجيه
في عينيكِ تحف فنية
تنوء امامها ريشة دافينشي و بيكاسو
ورمبرانت
ورينوار..
..........................
لينيغراد شاهدة ان غيم الصقيع انزاحت
اهدتني خلوة الارميتاج
حيث افتتحت احداقي حرائق حب
يزداد اتساعا في ثياب جميلة
اذا فعلت ممارسة فانها لا تكرر نفسها..
هي المرايا توفد ذراتها
على فضائي المنعزل الحزين
فأبكي فوق نهديك
يمتلأ كأسي ثم يمتلأ
حتى تزدهر فنونك في معارض متحفي
.........................................
يا سيدتي اختلطت مدارس الفن
فما عادت جراحي قادرة
على النزف
اكثر فأكثر..
وحرياتك الشقراء تحيا
فوق حوار متمدن ينزرع
في لحم عمري الرمادي
اللاجئ..
بالونات حديثي الفارغ عن ويسكي
يسكب نفسه في عشق يحملني
ويترنح
انفجرت
فكيف اخترع انوارا تناسب زمنك اليتيم
وانا وحدي انزف
وتتناسل تضاريسك العاطفية
بكل شراستها حول ازقتي المتشعبة
التائهة
.......................................
عندما تعرفت الى اطلس كرتك الأرضية
حملت على اكتافي قاعة الاطالس
وهممت بايقونات قديمة متألمة مغلولة
بين ثنايا رقصات الباليه الدامعة في عينيك
وسحر جمالك
و ها هو نهر نيفا الذي يخترق احساسك
بكل اتساعه ينساب كالحليب بين امواجك..
قليل من مقتنيات ثغرك العذب
ترسم حضارات وحقب يونانية وفرعونية
ومعاصرة
ومن وحي خيال نادر
لم اعرف مثله..
وانا لغاتي لا تصل الى اشعارك الفارسية
ولا الى حلاوة قصائدك الروسية
ولا الى قصصك التشيخوفية
ولا الى معطف غوغول بحبكته
وهلوساته
على ثمانمئة جسر
حتى اعبر
ولا اعبر..
........................................
ظننت انك امرأة يختصرها متحف الارميتاج
ظننت ان كل لوحة وكل حوض فارسي
وكل تحفة فرعونية
تساعدني ان افهم طلاسمك
فخرجت من قصر الارميتاج محلقا
بأسفار لم تخطر على بالي
فمتى اتخلص من اسحارك
التي لا تخفف حمى تلك الأيام
التي عرفتك بها
.......................................
سيدتي كل شؤون الانسان
تحتج امام خليج فنلندا
تطلع وتنزل
تثور وتهمد
وانا غير قادر على حياكة دستور
ينظم علاقة ديمقراطية بيني وبينك
فمن استشير ؟
وحدك
من تقدم غلال نهديها
فأتكور على نفسي
فلا اكتب
ولا اعلق وسام حبك على صدري
ولا تنام جنيات الاساطير بين ذراعي
فمن اين شرائع استلهمت ضفائركِ وحيها
حتى تسترخي بهذا الذهول
في حدائق لينيغراد وجنوني..
وهل مناجم خطوط جسدك تعرف ضياعي
وانا ارقب فناجين القهوة
تستريح بين شفتيكِ
فأتقههقر
واتناثر كورق الجرائد
فوق جسور لينيغراد العالية المتروكة كورق اللعب
تكفر بالمغامرة
وانت تمتطين اللوز والفستق مذاقا وتلهثين
.......................
سيدتي
وحدك في مملكة السحر والجمال لينيغراد
وحدك في رقص الباليه مزقت كل حجبي
واكتشفت انني عاشق مسكين
واني فوضوي بائس فقير
لم ارتفع لمستوى انوثتك
ولم اعرف ان اهجي مستوى ثقافتكِ الرفيع
الذي لا يليق الا بالمحاربين
في كل حقول علوم معرفة النساء والانسان
فهل صعب امتلاك
متحفكِ المتجول في دمي
الذي لا يستبقي
أي شيء عندي
.......................................................
فليمال – بلجيكا
أيلول سبتمبر 2018

بقلم الشاعر الشيوعي احمد صالح سلوم
................................
من اصدارات مؤسسة - بيت الثقافة البلجيكي العربي - فليمال - لييج - بلجيكا
La Maison de la Culture Belgo Arabe-Flémalle- Liège- Belgique
مؤسسة بلجيكية .. علمانية ..مستقلة
مواقع المؤسسة على اليوتوب
https://www.youtube.com/channel/UCXKwEXrjOXf8vazfgfYobqA
https://www.youtube.com/channel/UCxEjaQPr2nZNbt2ZrE7cRBg
شعارنا -البديل نحو عالم شيوعي
.........................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق