الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن نختار غير الحرية

آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي

(Roubi Adam)

2018 / 9 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عودونا منذ الصغر على الاختيار بين أمرين، وعادة لا يكون لدينا الحق في مناقشة هذا الاختيار، عن سببه أو هل هناك اختيارات اخرى او رفضه.. ثنائيات لا يكون لهم معنى الا بنقاشهم وتحليلهم، لا بالقبول دون منطق وعقل وعلم، فكما قال إبن العربي لإبن رشد ذات مرة: وبين نعم ولا مثلما بين السماء والأرض.
لا يجب ان نميل للخلاصات الجاهزة اللامنطقية و الفاست فود المعرفي والقوالب الجامدة وللثقافة السمعية على حساب المعرفة العقلانية و العلمية.
ماذا تختار؟ الدارجة او العربية في التدريس؟ سجال يتكرر كل سنة او سنتين..
المشكلة ليست هل نحن مع عيوش أو العروي.. ليس بالضرورة يجب ان نكون مع هذا او ذاك، أو بعبارة اخرى مع الدارجة في التدريس ضد العربية او العكس، المسألة أعمق من ذلك، وإذا كنا نريد حل المشكلة يجب ان نراها في شموليتها وعمقها وليس في قشورها. إنها مسألة السياسة التعليمية المغربية القائمة على تكريس الطبقية واعادة إنتاج نفس علاقات الانتاج السائدة، عبر ضرب حق أبناء هذا الشعب المكافح في تعليم عمومي مجاني جيد للجميع، انصياعا لأوامر المؤسسات المالية الإمبريالية (منظمة التجارة العالمية، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي..).إنها مسألة نضال جيل بعد جيل. والمرحلة بكل وضوح لا تقتضي تشتيت الأنظار لأن ذلك ما يزيد الطين بلة و ما تريده الكتلة الطبقية السائدة ليتسنى لها الإجهاز على ما تبقى من مجانية التعليم سواء بالمدرسة او الثانوية و رمي أبناء الشعب المغربي كعبيد مأجورين بملحقات مصانع الرأسمالية الأجنبية بالمغرب التي ترعاها مع توفير فقط الحد الأدنى من المعارف البسيطة التقنية لهؤلاء العمال والموظفين الكادحين، أما المعرفة الأكاديمية ففي ظل اثقال كاهل الكداح برسوم التسجيل وما إلى ذلك من أشكال خوصصة التعليم التي فعل معظمها منذ بداية الألفية الجديدة ولازال التفعيل مستمر كل سنة، فلن يستطيعوا التمكين التام لأبنائهم منها.
المعركة الحالية هي ضد "قانون الاطار 51،17" الذي خصص لتصفية ابناء الكادحين من الجامعات والثانويات والمدارس، لن نستطيع خوضها الا في ظل تركيز الجهود والدعاية والتعبئة وانخراط كافة المناضلين الديمقراطيين الغيورين على قطاع التعليم بها ودعمها، تقتضي منا ان نكون في مستوى هذه اللحظة التاريخية الملقاة على عاتقنا جنبا الى جنب كافة ابناء شعبنا الأبي. ان نتنظم أولا و أخيرا وان ننبذ كل أشكال التشتت والتفرقة وخاصة في النقابات.
لا يجب ان نختار بين أمرين، ولهذا اختيارنا يجب ان ينطلق دائما من طموحات شعبنا، الإختيار الشعبي الذي لن يتأتى الا مع نظرة تنطلق من تحليل عام وشامل للمسائل والقضايا، وكل نظرة ضيقة لمسألة التعليم أو غيرها، فليست من سماة المناضلين الحقيقيين بل من سماة الانتهازية والانتظارية،فلا يجب التعويل على من ينظر لمثل هذه القضايا فيرى فقط أرنبة انفه. ويتيه بين الفينة والاخرى في نقاشات هامشية مقابل التطرق للقضية الحقيقية لشعبنا المرتبطة بمسألة التعليم وغيره من المسائل، إنها قضية تحرره وانعتاقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت