الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير أمين رحلة طويلة من العطاء

فهد المضحكي

2018 / 9 / 8
سيرة ذاتية


بعد رحلة طويلة من العطاء، رحل المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين. رحل أمين بعد مسيرة حافلة بالعديد من الإسهامات الأكاديمية والمهام الصعبة، سواء في بلدان القارة الأفريقية أو بمحطات أخرى من العالم.
أمين الذي رحل عن عمر 87 عامًا الذي ناضل في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1951 عرف بصوته الجريء في الحقل الأكاديمي، إذ كان لا يتوانى عن توجيه النقد إلى بعض الخطط الاقتصادية التي تقترحها مؤسسات دولية مرموقة. مفضّلاً الانتصار لقراءته الرصينة للواقع بدل الأخذ بوجهة نظر تقنية صرفة (المصدر: سكاي نيوز عربية أغسطس 2018). ولم تتوقف إسهامات الراحل عند حدود الاقتصاد والمال، فطرح أسئلة عميقة في كتبه حول العلاقة الشائكة بين الدين والتاريخ، كما أصدر كتابه الشهير «في نقد الخطاب العربي الراهن» بعد نشر عشرين كتابًا.
وفي تتويج لمساره الأكاديمي المتميز ولإسهامه الغزير في احداث هيئات دولية والدفاع عن الفكرة الاقتصادية الحرة، منح أمين جائزة ابن رشد للفكر الحر سنة 2009، ويعد أمين من مطوري نظرية «المنظومة العالمية» التي ترى أن مشكلات بعض الدول النامية ناجمة بالأساس عن بيئة النظام الاقتصادي العالمي الذي تتحكم فيه قوى اقتصادية كبرى مثل الولايات المتحدة التي تشكل مركزًا، فيما تترك الهامش لباقي الدول النامية!
من أبرز مؤلفات أمين دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر عام 1957، والقومية وصراع الطبقات، والطبقة والأمة في التاريخ وفي المرحلة الامبريالية، أزمة الامبريالية أزمة بنيوية، أزمة المجتمع العربي، بعد الرأسمالية، نحو نظرية للثقافة، حوار الدولة والدين، في نقد الخطاب العربي الراهن.
قدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، والتبعية والعوالم الأربعة، ومحاولات لتجديد القراءة للمادية التاريخية وأنماط الانتاج.
وبشيء من التفصيل، ثمة دراسات وكتب علمية وفكرية تطرق إليها الكاتب محمد عبدالرحمن، من بينها «الاقتصاد السياسي والتنمية» دراسة اقتصادية صدرت عن دار الفارابي عام 2002، يدور محور هذه الدراسة حول الاقتصاد السياسي للتنمية في القرنين الواحد والعشرين والعشرين والأفكار التي يقترحها الباحث في دراسته تتناول «مشكلات التنمية» كما يجب ان تطرح مطلع الواحد والعشرين، ويقول الباحث إن قراءة النظريات والممارسات تحكمت بمعالجة هذه المشكلات خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وكتاب عنوانه «ما بعد الرأسمالية المتهالكة» صدر عن دار الفرابي 2003، إذ تحاول الدراسة مناقشة ما نشهده من علامات مؤشرة إلى تهالك الرأسمالية وضرورة انتهاج الطريق الاشتراكي ضرورة موضوعية للإنسانية برمتها.
ومن إصداراته نحو نظرية للثقافة نقد التمركز الأوروبي والتمركز المعكوس، وهي دراسة صدرت عن دار الإنماء عام 1989 يتناول فيها الايديولوجيا السائدة في العالم المعاصر، وذلك في ضوء دراسة تاريخية، بيّن من خلالها المؤلف النظم التي أسهمت في تكوين هذه الايديولوجيا التي تمحورت في التيار الاشتراكي (الماركسية) وايديولوجيته، والتيارات السلفية للعالم، خصوصًا (السلفية العربية الإسلامية)، وغاية عمل المؤلف هذا الوصول الى نظرية تقام على أساسها ثقافة عالمية الآفاق.
أما كتاب «ثورة مصر» الذي صدر عن العين للنشر عام 2011 فتناول فيه المحاولات الأمريكية الاسرائيلية لإجهاض ثورة مصر، ذلك إبان الثورة المصرية التي تفجرت على يد شبابها وبعض قواها الاجتماعية في يناير 2011 ومهدت السبيل لاستعادة شرف الوطن وتكريس استقلاله على الصعيد الدولي، وقوته على المستوى الإقليمي، بل ويتطلع جيل الثورة في مصر الى إنجاز إصلاحات اجتماعية ودفع عملية المجتمع.
في حين صدر له كتاب بعنوان «مذكراتي». يتحدث هذا الكتاب الصادر عن دار الساقي عام 2006 عن سيرة سمير أمين، ويورد ذكريات من طفولته التي لم تكن عادية، وإنما عاش بعضها في ظل حرب جعلته يكبر ويهجر طفولته، قبل أوانها، ثم تطرق الى نشاطاته في فرنسا أيام كان طالبًا فيها، والدور السياسي والاجتماعي الذي اضطلع به بين أبناء المستعمرات الذين كانوا لاجئين في فرنسا، كما يعالج الرؤية التنموية والاقتصادية التي حاول سمير أمين أن يطرحها على نطاق مصر، ثم أفريقيا من أجل النهوض بالاقتصاد.
وفي مقابلة أجراها معه الصحفي الفرنسي (روبن رامبوير) ترجمه سعيد بوخليط، يقول إن الأسباب الموضوعية التي قادت الى حدوث الأزمة المالية العالمية سنة 2007 قائمة في كل مكان. إنها هيمنة «لاحتكارات الأقلية أو الاحتكارات المطلقة» التي وضعت الاقتصاد في أزمة تراكم، إذ قلة الاستهلاك ثم أزمة الربحية. وحدها القطاعات الاحتكارية المهيمنة أمكنها تعزيز مستوى ربحها المرتفع، لكن مع تقويض لربح وكذا مردودية استثمارات منتجة، واستثمارات على مستوى الاقتصاد الواقعي، إذن فالشروط الموضوعية للأزمة ملازمة للرأسمالية تنتجها بطريقة متواترة بكيفية أكثر عمقًا خلال كل مرة، ولا ينبغي الوقوف عند كل أزمة على نحــو منفرد؛ لأن تلك الشروط لازمة للنظام الرأسمالي في كل مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو