الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلا تخوين ولا تزكيات مطلقة: إنقاذ البصرة بإنقاذ الانتفاضة فيها وصيانتها !

علاء اللامي

2018 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حسناً فعلت بعض تنسيقيات التظاهرات في البصرة بقرارها وقف التظاهرات مؤقتا ليوم السبت الجاري لمراجعة ما حدث وتفادي أو استيعاب الهجوم الإعلامي المنافق الذي شنه إعلام الأحزاب والميليشيات الطائفية بعد عدد من الأحداث والأفعال المتسرعة والمشبوهة التي جرت خلال اليومين الماضيين، وهذا طبعا إذا صحت نسبة البيان إلى تنسيقيات المتظاهرين!
ولكن، وعلى افتراض صحة صدور البيان من جهات مؤثرة في الوسط الانتفاضي البصري، فمن الضروري الانصات إليه والتفكير والاعتبار مليا بأحداث الأيام القليلة الماضية مع بدء الموجة الثانية من الانتفاضة. أعتقد أن التفكير النقدي وطرح الأسئلة المثمرة بقصد الفهم ، بعيدا عن التثبيط ولوم المتظاهرين السلميين في البصرة بحق وبغير، وبعيدا عن مهزلة التنابز بين من يريدون إدانة انتفاضة ملايين المظلومين والمحرومين حتى من ماء الشرب وشيطنتهم وتخوينهم بنشر صور الحرائق وأخبار بعض الممارسات غير المنضبطة والمشبوهة فيرد عليهم الطرف المقابل الذي ينكر وجود أية أخطاء بنشر صور توزيع البرتقال والماء على الجنود وكنس الشوارع، هذا التنابز لا علاقة له بالوعي والتفكير السليم الذي يريد أن يفهم ما يحدث ويتطلع إلى المستقبل، فدعونا نستعيد ما حدث ونطرح بعض الأسئلة بقصد الفهم :
1-انحسرت الموجة الأولى من التظاهرات السلمية الغاضبة قبل شهر تقريبا وحدث عمليات إحراق للأحزاب والمليشيات حينها، وقد حذر الكثيرون من أعمال الحرق والنشاطات المنفلتة الأخرى التي تستهدف المؤسسات الرسمية.
2-مع بدء انشغال ساسة نظام المحاصصة بنتائج الانتخابات والاستيلاء على "الهبرة الأكبر"، وعدم الاستجابة الفعلية لمطالب المتظاهرين، تصاعدت الأحداث وبدأت الموجة الثانية من التظاهرات الغاضبة لجماهير البصرة وبمشاركة شبابية ونسوية فعالة. بعد أن شعر الناس بالإهانة التي وجهها النظام والطبقة السياسية العملية كلها لهم ولآلامهم.
3-منذ البداية كانت التظاهرات تعاني من فقدان القيادات الكوادر التنظيمية المتمرسة والكفؤة ولم تنتج الفترة القصيرة للموجة الأولى الكثير على هذا المنوال. ولكن بمقدار ما كان انعدام القيادة جيداً لجهة عدم التحكم بها والمتاجرة السياسية بالانتفاضة وناسها وكل هذا إيجابي، بمقدار ما كان سلبيا لجهة تشتتها ووقوعها بأخطاء لا معنى لها وتسهيل قيام عناصر مدسوسة من النظام أو الأحزاب والمليشيات ومن جهات رجعية وطائفية وعنصرية من خارج النظام بأعمال عنف وحرائق وتجاوزات.
4-أكثر تلك الاعتداءات سوءاً وتأثيرا سلبيا على التظاهرات هو إحراق مبنى محافظة البصرة، وقد حذرنا من ذلك منذ البداية، وتأكد بأدلة كثيرة أن المبنى أحرق من قبل عناصر مدفوعة من قبل مسؤولي المحافظة الفاسدين أو من قبل هؤلاء الفاسدين أنفسهم، وفي مقدمتهم المحافظ المشبوه والذي يواصل العبادي التمسك به وعدم المساس به وببطانه أسعد عبد الأمير العيداني. ترى ما سر عدم المساس بهذا المحافظ وبقائد عمليات البصرة طوال هذه الفترة؟ لماذا استبدل أخيرا وقبل ساعات بمن هو أسوأ منه رشيد فليح، جزار انتفاضة 1991، وصاحب التدخلات الدموية في مناطق عديدة بعد الاحتلال في الأنبار وغيرها؟ وقبل قليل نفى عبد الجبار الساعدي رئيس اللجنة الأمنية في محافظة البصرة خبر الاستبدال وقال إن حميل الشمري باق في منصبه... فأية حكومة هذه يا ...؟
5-أما الاعتداء الذي قامت به مجموعة من الملثمين وفتيان غير ملثمين على أحد مقرات الحشد الشعبي، ثم الاعتداء على مستشفى جعفر الطيار، فهو عمل مدان ومسيء للمتظاهرين ولتظاهراتهم السلمية وقد كان الهدف الأول والأخطر من هذه الأفعال المشبوهة وما يزال، هو تشويه الانتفاضة وحرفها عن مسارها السلمي الجذري حتى تنسحب الجماهير المتحفظة من الشارع وهذا هو هدف النظام وأحزابه وفصائله جميعا.
6-أما إحراق القنصلية الإيرانية فهو عمل طائش رغم كل المبررات والأسباب المحقة وغير المحقة التي قيلت عنه، ولن يكون له أي معنى طالما ظلت سفارات وقنصليات الدولة المعادية للعراق وخصوصا دولتي الاحتلال أميركا وبريطانيا والدولة المتسببة بأزمة وندرة المياه في العراق تركيا خارج دائرة الغضب الجماهيري وسيكون هذا العمل، أيا كان القائمون به، ومادة للتشنيع والقلق والتشكيك والاتهامات ضد المتظاهرين وانتفاضتهم.
7-إن دخول قوات من فصائل ومليشيات أخرى، من خارج المحافظة، بذريعة حماية المتظاهرين أمر خطير ومرفوض والمطلوب هو نزع فتيل الاقتتال وإخراج جميع الفصائل والمليشيات المسلحة من البصرة ومصادرة أسلحتها ومنع أية مليشيات من هذا المحور السياسي أو ذاك، من خارج المحافظة، من دخولها بحجة حماية المتظاهرين، لأن هدفها الحقيقي سيكون تصفية حسابات مسلحة بين أطراف المليشيات. إن حماية المتظاهرين والشعب كله مسؤولية الدولة، والدولة فقط: فإما أنْ توجد دولة أو يدخل المجتمع غابة الفوضى والانفلات المليشاوي على الطريقة الصومالية والليبية!
*ضعف الدولة ونظام الحكم التابع للأجنبي أو تفككهما ليس جديدا، وليس حجة للاستعاضة عنهما بالمليشيات المتصارعة على المغانم والمدفوعة بثارات قديمة بينها! لتكن البصرة أول مدينة عراقية خالية من السلاح المليشياوي وغير المشروع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد