الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش لم يقتلنا

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


داعش لم يقتلنا

قد يستغرب القارئ من عنوان المقالة , ويقول أذن من قتلنا خلال السنوات الماضية ، سيارات مفخخة عبوات ناسفة عمليات انتحارية ، و الأسلحة الكاتمة ، وأخرها في إحدى قرى الموصل خمسة أشخاص من عائلة واحدة ومن بينهم رجل عجوز مقعد لا يستطيع حتى النطق .
لا يمر يوم علينا ولا نسمع خبر تفجير أو قتل ،أو عمليات خطف لمواطنين أبرياء في الطرق الخارجية ، وإذا مرة يوم علينا من دون تفجير أو قتل ، نبقى نتخوف من اليوم القادم ، لأننا حسب تجاربنا السابقة الهدوء الذي يسبق العاصفة ، والعاصفة القادمة الله يعلم كيف ستكون .
ليس هذا وحسب والتهديدات والمخاطر مازلت قائمة ، والمخاوف تزداد لدى الكثيرين بعد عودة نشاط داعش في بعض المناطق في الآونة الأخيرة ، وحقيقية لا يختلف عليه اثنان وضع البلد يساعد على عودة الجماعات المسلحة الإرهابية برمش العين ، والأسباب معروفة من الجميع .
في السنوات الماضية كانت حجة من في الحكم في عدم استقرار الوضع الأمني ، والسيطرة على نشاط الجماعات الإرهابية ، وضع البلد العام غير مستقر ، صراع سياسي محتدم بين القوى الداخلية وقوى خارجية ، ومدى انعكاسها السلبي على أوضاع البلد ، نقص في العدد والعدة بتشكيل القوى الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها , بينما إمكانيات وقدرات الجماعات المسلحة تفوق قدراتنا بنواحي كثيرة جدا ، ليكون شعبنا الضحية الأولى ويدفع ثمنها باهظ جدا من خيرة دماء شبابنا .
أما اليوم فما هي حجتكم يا ساسة ووضع البلد العام مستقر بنواحي كثيرة لم نشهدها في السابق ، وإمكانيات كبيرا جدا ومتطورة لقواتنا الأمنية من ناحية العدة والعدد ، ومعظم أرضينا تحت السيطرة بينما في السابق الكثير منها خارج سيطرة الحكومة المركزية ، و لا ننسى وجود قوات وطنية وضاربة ومهنية اثبت كفاءة قتالية عالية في ساحات الوغى , أنها قوات الحشد الشعبي ودورها يشهد له الجميع في الدفاع عن الوطن وعن المقدسات ، وأيضا شعبنا يذبح من الوريد إلى الوريد يا ساسة المنطقة الخضراء .
والدعم الخارجي للبلد من السقوط ليومنا هذا بمختلف أنواعه من أقوى الدول العظمى ، الأمريكي الروسي الإيراني وأبرمنا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي مع أمريكا ، والمشهد المأساوي مستمر وأيضا قتلنا بلغت الآلاف والأرمل واليتامى في أعداد لم نشهدها في تاريخ العراق من قبل .
إعلان النصر النهائي على داعش عسكريا ؟ وداعش يصول ويجول في عدة مناطق ومنها الصحراوية ، والحجة مناطق واسعة ومفتوحة يصعب السيطرة عليها،والقيادات الأمنية تهدد وتتوعد وعملياتها العسكرية مستمرة والحال نفس الحال ، آلا توجد قوات كافية للسيطرة عليها ، والقائد العام للقوات المسلحة يصرح بذلك ،وتوفر طائرات حربية ومسيرة مع العلم سابقا كانت الحجة عدم توفرها ،ومن يقتلنا يدخل إلى قرية ويخرج بسلام ، وينصب السيطرات الوهمية ويقتاد المواطنين ويقتلهم .
من قتلنا ليس داعش بل من في السلطة اليوم، لأنه القاتل الحقيقي لشعبنا حكام الأحزاب التى فشلت في إدارة الدولة ومؤسساتها ، تعين أشخاص ليس لديهم خبرة ولا كفاءة في كل المجالات ومنها الجانب الأمني ، رتب عسكري توزع بالمجان دون أي قيد أو شرط ،وإبعاد الكفاءات الوطنية ، جعلوا من داعش ورقة رابحة وضاغطة من اجل السلطة والنفوذ ، ومن اجل تحقيق مأربهم وأجندتهم ومن يقف ورائهم في الظلمات .
داعش لن يستطيع قتلنا لو كانت لدينا حكومة قوية وأجهزة أمنية قادرة وذات خبرة عالية في اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم ، ووضع الخطط المناسبة لمنع وجودهم والقضاء عليهم في أي رقعة من أرضنا الحبيبة .
دم من قتل في الكرسي المتحرك ومن قبله ومن بعده في أعناقكم ، مهما طال الدهر ستحاسبون عليها، ونهاية صدام لا تنسوها لأنه نهاية كل ظالم .



ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024