الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواطنة منقوصة رغم أحضان الكهان.

محمد حسين يونس

2018 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((في وطن عدد الاميين فيه يزيد عن 18 مليون مواطن ..و القادرون علي القراءة لا يفهمون معني الكلمات و عندما يكتبون تجد أن أغلبهم لا يتقنون التعبير عن أنفسهم..
في وطن ثقافة البشر فيه سماعية ملتقطة من الكهنة و التلفزيون و الاذاعة و السينما و الجيران و رواد المقاهي .. يزيد و يتزايد أعداد ما يمكن أن نسميهم بأنصاف المتعلمين ..الذين يمتلكون قشور المعرفة و يتمتعون بغرور يجعلهم يعتبرون أنفسهم كريم هذا الوطن .
للاسف كريم هذا الوطن أفسده التعصب و الشللية و إفتقاد أهداف حقيقية ..والتشرذم..مع الصراع علي لقمة العيش الضنينه الذى أدى إلي مخاوف من العزل و السقوط تتحول لهجوم غير مبررفي معظم الحالات يبدأ بالعدوان والاعتداء اللفظي مستخدما أحط الكلمات ثم الضرب و القتل و السرقة و النهب قبل أن يسمح لنفسة بالتفكير المنطقي للحظات.
المتعصبون لدين أو ملة .. مثل المتعصبون للعروبة .. مثل المتعصبون للمصرية القديمة .. مثل المتعصبون للأهلي أو الزمالك ..أو لناصر،السادات،السيسي ..كلهم ينطبق عليهم توصيف ((إنسان ذو بعد واحد)) لا يرى غيره .. و يعتقد أن علي العالم أن يغير من نفسة ليتناسب معه .
للاسف تعصبهم أعماهم عن رؤية حقيقة ما يقع حولهم و أنهم جزء من قبيلة إنسانية واسعة تسعي في سبيل أن تمتلك الوعي و المعرفة و القدرة علي تطويع الطبيعة و الحياة ....فجاءت رؤيتهم قاصرة...و أيديهم قصيرة ..و منطقهم معووج و لسانهم لا ينطق إلا بالسفالات .
عندما يتم حفر جزء من التربة التي تمثل ثقل ما يوازن ضغط المياه الجوفية .. يحدث ما يسمي ب( الهيف ) بمعني تندفع المياة الجوفية المحبوسة في باطن الارض لاعلي مهشمة الطبقات التي لم تعد قادرة علي كبتها .. .. هذا ما حدث لنا .. عندما إنزاح ثقل .. الديكتاتورية الامنية المباركية .. لم تكن الطبقات التالية قادرة علي كبت العنف و الجوع و الجهل الكامن وعدم الاحساس بالمسئولية السائدة داخل المجتمع .. فدمرته و جعلته يتشظي الي إقطاعيات و طوائف يحمل كل منها السلاح ضد الاخر .
و لكننا لا نستطيع أن نلوم المياة الجوفية التي دمرت الطبقات الحامية المتتالية .. فهي موجودة منذ قديم الزمان .. و لكننا سنلوم من أزالوا ثقل الموازنة عمدا .. و تركوا المجتمع تحت رحمة العشوائية و العقول المنحرفة الموصدة.
في الايام القادمة سنجول معا في تلك العقول المغلقة المتعصبة المتشظية.. و سنبدأ الحديث من مطلع القرن التاسع عشر حيث نمتلك أول وثيقة علمية تعتبر نقطة القاعدة و الاساس الذى نستطيع الاعتماد عليها في معرفة ماذا حدث للمصريين خلال القرنين الماضيين (( كتاب وصف مصر الذى كان نتيجة للحملة الفرنسية و من صحبها من العلماء )) هو الوثيقة التي سنبدأ بعرض جزء منها عن التكوين الطبقي و العرقي و الفكرى للمصريين في ذلك الزمن لنصل بتتبع التغيرات الاركيولوجية و الاسباب التي أدت لما يحدث في محافظة المنيا اليوم .. حيث يستقوى فريق من الصعايدة علي فريق أخرمن نفس الصعايدة .. فيسرقونهم و ينهبونهم و يطردونهم من أرضهم .. تحت نظر و مباركة من يحتمون ببردة الوهابية الذى غزت مصر منذ ثلاثة أو أربعة عقود .
هذه الكائنات العادية المعتدية ليست موجودة في المنيا فقط .. ستجدها أينما وجهت نظرك .. و مع أى تعامل في السوق والشارع والمدرسة والمحكمة ..و كلما شاهدت التلفزيون أو تحاورت علي وسائط الميديا ..سائق التوكتوك و الميكروباص ..المنادى الذى يفرض اتاتوات علي ركن السيارات أو علي عبور طريق.. النائب الذى يوافق علي إصدار قانون ظالم ..جارك الذى يمتنع عن دفع رسوم الصيانة ..الطفل الذى يؤذى مشاعر الفتايات في المدرسة..الافندى الذى يرمي القمامة في الشارع ....
لقد كانوا في يوم ما يعيشون في سلام .. ما الذى أصاب البعض منهم بالسعار ..بحيث يعقرون جيرانهم .. و هؤلاء الجيران كانوا في يوم ما قريب يتعاملون بثقة و كرامة فما الذى جعل ردود أفعالهم سلبية عندما يتم تعرية نساؤهم في الشارع بواسطة قطعان الضوارى .
في نهاية القرن الثامن عشر كان عدد السكان 2.442.200 نفس كما جاء في كتاب (وصف مصر ) وهذا لا يشمل العربان الذين يعمرون الصحراوات و لا يمكن إخضاعهم لتعداد دقيق و إن كان(( مسيو جوبر يقدر عددهم ب 130000 نفس ))
بمعني أن عدد سكان مصر في مدخل القرن التاسع عشركان يدور حول 2.6 مليون نسمة . لذلك كان الفرنسيون يقولون مصر بلد غنية و لكنها تحتاج إلي سكان ليعمرونها .
2.1 مليون من السكان يعيشون بالريف في 3600 قرية بواقع 534 فرد في كل قرية و الباقي يعيشون في المدن و الصحارى .
أى أن أغلب شعب مصر كانوا من الفلاحين الذين بقطنون قرى محاطة في الظهير الصحراوى بقبائل بدوية من الرحل ...في حين أن حوالي 20 % كانوا من سكان المدن .
القاهرة كان يقطنها من 250.000 إلي 260.000 أى حوالي 10% من سكان مصر كان منهم بالالف ((126 نساء و 75 أطفال )) لا يعملون إلا في مجال الخدمات المنزلية .. أما الرجال فكانت مهنهم ((10 من المماليك،6 تجار 4 حرفيين، 25 تجار سريحة ، 5 قهوجية ، 2 خدم ذكور 30 حمالين بالاضافة إلي 44 وظائف إدارية وخدمية ودينية و تعليمية )).
أديان المصريين في ذلك الوقت كانت إسلام سني (مذاهب أربعة ).. مسيحية ( أقباط ، كاثوليك ، أروام ،أرمن ،مارونية) .. يهود طائفة القرائين و لا توجد أديان أخرى .
هذا هو واقع الحال كما وصفه ورصدة الفرنسيون .. عدد السكان هو الاقل علي مدى التاريخ
بعد إستعمار عثماني طويل تم فيه إهمال تطورهم أو الاهتمام بتعليمهم و صحتهم ..وأغلب شعب مصر فلاحون مهددون و منهوبون من عربان يعيشون في الصحارى حولهم.. و مماليك يسيطرون علي المدن ولهم نظام جباية يصل إلي كل فرد في أبعد قرية ينزح ثروة البلاد و عرق الرجال من أجل رفاهية الباب العالي في إسطنبول .
وكانت هناك أديان و ملل متعددة كلها إبراهيمية لا تمثل تناقض رئيسي بين أفراد الشعب و إنما تتسبب في تمييز طبقي و سلوكي بين المسلمين و غيرهم من معتنقي الاديان المخالفة رضي به و إستسلم له الجميع ..
غالبية سكان القاهرة (كمثال للمدن ) نساء و أطفال و رجالة عواطلية يعملون في وظائف هامشية في الغالب هاربين من القرى المجاورة (حمالين و قهوجية و تجار سريحة ) أو في خدمات غير منتجة دينية و تعليمية و إدارية و ترفيهية.
سنستعير هنا ما كتبه الفرنسيون عن المماليك و العربان و الاقباط ..كوسيلة للتعرف علي ما كانت علية خريطة السكان بمصر في مطلع القرن التاسع عشر .
1- ((الاقباط لهم منشآت دينية بالغة الروعة كما أنهم أنشأوا في مصر العليا علي وجه الخصوص كنائس رائعة و يبدو الصعيد بمثابة مهد لهم فقد كانت أعدادهم هناك علي الدوام كثيرة و لهم مائة دير من بينها خمسة أديرة للنساء ..)).. (( ومهارة شعبهم هي مصدر حياتهم وإستطاعوا الاحتفاظ بجزء من العمل الادارى دائما و الخاص بمسك سجلات الضرائب و الدخول و الملكيات أى أنهم الملمون بمساحة مصر و هم كتبة مصر الحقيقيون كما أنهم مساحوها ))..(( وهكذا أمكن للأقباط أن يتماسكوا في شكل أمة متحدة داخل بلد مهزوم .. و هو أمر نادر في البلاد التي نكبت بالطغيان و الاستبداد )).
2- (( تتكون الكتلة الكبرى من الشعب المصرى من عرب إستقروا و إرتبطوا بشكل أساسي بالارض و لا تختلف عادتهم في شيء عن الذين نطلق عليهم إسم المصريين .. لكن العربان الرحل ينقسمون إلي قبائل جوابة تنقل خيامها من صحراء لاخرى و لا يخضع أبناؤها إلا لمشايخهم و يتجاهلون سلطة الباشا و البكوات )).. ثم يورد جدولا بأسماء القبائل و مجال حركتهم منهم الهوارة بين أسوان وجرجا و العبابدة جرجا و زناني طهطا .. مع أسماء شيوخهم في ذلك الوقت .
3- ((المماليك رغم قلة عددهم حوالي عشرة الاف مملوك إلا أنهم توصلوا بفضل جرأتهم و مزاجهم العسكرى إلي قيادة شعب كبير مع تقييده بالسلاسل من خوف و سحق تحت وطأة إسمهم (مماليك ) الذى يمكن أن يقال بأنه أصبح مثيرا للرعب بسبب كثرة ما أحرزوه من إنتصارات ))..((ففي كل عام كانت أسواق القاهرة تمتليء بهؤلاء التعساء الذين يتجاوز عدد النساء بينهم عدد الرجال و يميل المصريون إلي تفضيل الزنجيات و يشترى الرجل علي هواه و حسب قدرته إثنين أو ثلاثة أو حتي ستة )).
وهكذا كان المصريون يتكونون من عناصر مختلفة من الصعب إمتزاجها ..بعضها من أهل البلاد الاصليين مثل الاقباط .. و أخرون إما غزاة إستعمروا الارض و إستقروا فيها بعد إزاحة أهلها الذين هربوا بدينهم و تركوها أو قبائل رحل تتحرك في مجالات مختلفة محتفظة بسمات البداوة ..أو عبيد تم شراؤهم من سوق النخاسة .. بعضهم من حول بحر القزوين كمماليك . و البعض من إفريقيا السوداء كخدم وجوارى .
هذه الخلطة لم تذوب في بوتقة الوطنية إلا في الثلث الاول من القرن العشرين عندما إتحدت في مواجهة المستعمرين الانجليز ..أما في الحياة اليومية فلم يتوقف الصراع.
ما الذى جعل هذه الخلطة لا تندمج حتي بداية القرن التاسع عشر ؟..
لقد كانت الامور واضحة أثناء الاحتلال الروماني(( 30 ق. م حتي 600 م )) طبقة الحكام من المستعمرين وأعوانهم من الاجانب المتمصرين تتحصن بالمدن خصوصا الاسكندرية وتستغل شعب متجانس من( ال..لاوى) كما أطلق اليونان علي الفلاح المصرى مقهورا يعمل و ينتج و ينهب لسبعمائة سنة يعاني من الجهل (بعد فقد لغته الديموطيقية وعدم إتقان اليونانية ) وتضعفة الأمراض بسبب الاهمال و يفقده بصرة الرمد و يقعدة الفقر والعوز عن تطوير ذاته .
وهو رغم تشتت إنتماءاته الدينية في الصراعات بين مذاهب مسيحية مختلفة و متعارضة في بعض الاحيان..إلا أنه في النهاية كون لة قراءة مصرية أطلقوا عليها كلمة (قبطية ) المشتقة من إسم بلدة إيجيبت .
أو كما كتب جمال حمدان ((دخلت المسيحية مصر او دخلت مصر المسيحية كاستجابة و إستمرارا للتقليد الديني العميق الذى تأصل في طبيعتها النيلية الاساسية ثم هي لم تأخذ المسيحية دون تصرف بل في ترجمة مصرية خاصة فكانت القبطية هي النسخة المصرية منها وعند البعض أن هذه الترجمة ما هي الا تعبير عن الملائمة بين الديانة المصرية القديمة و بين المسيحية الجديدة ..لقد مصرت مصر المسيحية )).
و لكن مع الاستعمار العربي إختلفت الامور فلقد فرض المستعمر علي (أبو شادوف ) كما أطلقوا علي الفلاح المصرى ضرائب نوعية لا يدفعها إلا من كان علي دين مخالف للإسلام فيما يسمي (بالجزية )..و كانت الجزية نوعين أحدهما يدفعه الشخص البالغ عن نفسة وهو صاغر .. و الأخرى تدفعها القرية بالكامل بغض النظر عن حجم و مستوى الانتاج أو عدد الافراد المنتجين ..هذه الضريبة النوعية تسببت في ظاهرتين ..أحدهما أن أعلن بعض من فقراء القبط إسلامهم ( رغم أن هذا لم يعفيهم من دفع الجزية عن أرضهم الكافرة ).. و الاخر أن يهجر أعداد لا بأس بها منهم مهنة الزراعة و يمتهنون مهنا أخرى خصوصا بعد أن تم إزاحة أصحاب الارض تدريجيا ليحل محلهم إستعمار إستيطاني عربي في مواقع عديدة تغيرت فيها تجانس النسيج العرقي الذى كان للمصريين .
مع تصاعد الاضطهاد خصوصا في زمن الفاطميين وسلاطين المماليك تزايدت أعداد هاجرى الارض الزراعية من الاقباط واليهود و إمتهنوا التجارة أو حرف صناعية ( خصوصا تشكيل وبيع الذهب ) أوالاعمال المحاسبية و الادارية و الفكرية وأعادوا الحياة للديموطيقية (اللغة القبطية ) رغم أن البعض من الحكام أمر بقطع لسان من يتكلم بها .. فأصبحت أغلبية الزراع بذلك مسلمين إما بالاستعمارالاستيطاني ..أو بإعلان خروجهم عن دينهم و إعتناقهم للدين الوافد .
المسيحي المحتفظ بديانته .. برع في مهنته الجديدة و توارثها أبا عن جد و أصبح أكثر ثراء و أكثر قدرة و بذلك كان بوسع كنيستهم التي لها عشر دخل كل منهم (العشور ) بناء العديد من أماكن العبادة الضخمة والفاخرة خصوصا في زمن الخلفاء الاكثر تسامحا مع الديانات المخالفة .
وهكذا في بداية القرن التاسع عشر كان المصريون أغلبية مسلمة تمتهن الزراعة و أقلية قبطية أو يهودية تعمل في مهن أخرى حيوية تدر دخل أفضل ..وفي نفس الوقت تحافظ بها علي تقاليد العمل والهوية المصرية التي واجهت صراعا ضاريا مع الهوية البدوية الوافدة .
خلال زمن محمد علي باشا صادر كل الارض الزراعية لصالحه .. و سخرالفلاحين للعمل في مشاريعه دون أجر و بدأ في إنشاء جهازه الحكومي و العسكرى من المتعلمين أبناء الطبقة المتوسطة الناشئة دون تمييز ديني إلا القدرة و الكفاءة.
هذا الوضع تطور بطبيعة الحال خلال القرنين التاليين وأدى إلي أنه في الثلث الاول من القرن الماضي كان العديد من الفنانين و المثقفين و الكتاب وأصحاب الصحف و السياسين و كبار التجار من اليهود والمسيحين وكان في صعيد مصر أسر قبطية شديدى الثراء و كان منهم الباشاوات والبكوات وأعضاء البرلمان و كانت كنائسهم و قصورهم آمنة بصفتهم من وجهاء المصريين ذوى النفود المالي و السياسي .
عندما تسيد الضباط الاحرار الذين لم يكن من بينهم ضابط واحد مسيحي .. و الذين كانت ميولهم أخوانية .. بدأت نجوم المواطنة تأفل بطرد اليهود من مصر وليحل محلها(أى المواطنة ) علاقة مريضة مع المسيحي تعتمد علي نسب (المحاصة ) ومقدار تعداد كل فئة عند تولي مناصب الدولة .
قمة التحول حدثت عندما صرح رئيس الجمهورية بحديث يهمش فيه من هم ليسوا بمسلمين وهكذا لم يعد بمقدور أى منهم أن يكون رئيسا للوزراء كما كان بطرس باشا غالي (1908 ).. أو حتي وزيرا في وزارة سيادية لقد عاد المواطن المسيحي إلي المربع صفر ليصبح (قبطي ذمي ) يعاني من نتائج التفرقة بسبب الدين وتطبق علية الشريعة و العهدة العمرية و يحل لدى السلفيين دمه و ماله بحيث لا يعاقب بالاعدام من يغتاله
نشأت في حي السكاكيني حيث إختلط اليهودى بالمسلم بالمسيحي بالبهائي و لم يسأل أحدنا أخيه عن ديانته
نعم ..رغم الحواديت التي تتحدث عن ترحيب أهل مصر بغزو أهل البادية كيدا في الكنيسة الرومانية إلا أن ما حدث في بلدنا خلال الالف و اربعمائة سنة الماضية كان إضطهاد لاهلها و نهبهم و إرهابهم وإذلالهم بشكل مستمر بواسطة جنود الحكام ورجال دركة و مماليكه بمعاونة فقهاء السلطان وفي بعض الاحيان عن طريق الموجهين من الرعاع .
لمن يحاجي في هذا فإن أخبار المدونين العرب تقص الكثير و الكثير عن ذلك خصوصا ما وصفوه عن مغالاة خلفاء الدولة الفاطمية في الحط من قدر اليهود و المسيحين بتعليمات و قوانين مذلة و مجحفة.
أهل مصر قاوموا في ازمان محددة وثاروا..و نكل بهم الطغاة.. و إستسلموا في ازمان اخرى وتهربوا وتلاعبوا بالغاصبين في كثير من الاحيان .. حتي كانت ثورة 1919 عندما تحول الجمع الي مواطنين مصريين في مواجهة المحتل الانجليزى بغض النظر عن مذهب أى منهم الديني .
التطورات التالية للحصول علي المواطنة الكاملة في عشرينيات القرن الماضي جاءت مخيبة للأمال فقد ظلت تتقلص مع تنظيرات حضرات الضباط لتصبح (مواطنه منقوصة ) .. ومع ذلك فحتي يناير 2011 كان أقباط مصر لازالوا رسميا و شعبيا مواطنون يسعون لإسترداد ما ضاع منهم من حقوق .
ما الذى حدث و جعلهم يعودون للمربع صفرأى (ذميين ) في بعض الاماكن التي قد تتسع لتصبح محافظات يسيطر عليها الفكر السلفي .. رغم أنهم كانو متواجدين يتصدرون الصفوف دائما في كل عمل وطني ولا يترددون عن خدمة قضايا إعادة حركة بلدهم إلي درب المعاصرة .
هل هو سقوط أجهزة الدولة باليد السلفية .. أم أن تلك التيارات الباغية التي تستسهل نهب ثروات الاخرين أصبحت الاقوى .. أم هو ضعف غيرمبررمن المجني عليهم يجعلهم يتنازلون عن حماية مظلة المواطنة !!
في تصورى .. أن جزء من الاحداث المسببه للصراع كان طبقيا تنافسيا .. فألاقباط في الاماكن التي إبتليت بالردة كانوا متيسرى الحال و لديهم تجارتهم أو حرفتهم الناجحة نسبيا ..و أغلبهم متعلمين و ملتفين حول كنيستهم التي تنجدهم (ماديا و ثقافيا ) في وقت الزنقه .. مثل مساعدة الطلاب في الثانوية العامة .. و سيداتهم و صباياهم ..لم تغيرهن الارشادات السلفية فظللن علي طزاجتهن ..وهكذا لانهم كانوا الاقرب عند الرغبة في الاستيلاء علي الاموال السهلة إختلق السلفيون أسبابا واهية إستولوا بها علي ثروات جيرانهم ومدخراتهم و معداتهم و منازلهم ..وكل الشكر للمشايخ و للمتعاطفين الذين يقدمون لهم المبرر الاخلاقي ..الذى يجعلهم يجاهدون ضد (الكفار) .. ثم .. إذا كانت قد نجحت مثل هذه الهجمات في تغيير الوضع التنافسي في أماكن أخرى دون عقاب أو لوم فلماذا لا نجرب !!.
بالطبع لا أستطيع أن ألوم من يتم الاعتداء عليهم .. و لكن الوم هؤلاء الذين يشاهدون ولا يتحركون لنجدة مواطنين مسالمين شرفاء يعيشون مأساة لا قبل لهم بمواجهتها في قرى و كفور محافظات مثل المنيا أو إسنا أو أسيوط.
الان ومنذ أحداث الزاوية الحمراء ..لم أعد أتعرف علي هذا المكان الذى نعيش فيه .. هل نحن في بلد له دستور وقانون وحقوق للمواطن .. ام هي طابونة يديرها هواة المجالس العرفية التي تنتهي إلي قرارات ظالمة يصدرها بشر غير مؤهلين لصالح بشر غير معاصرين ضد بشر مستسلمين لقدرهم .
إذا أخطأ مواطن يحاسب بقانون الوطن مش قانون قبائل الصحارى .. و ليس من حق اى بشرى أن يطلب إخراجي من منزلي و عملي و الاستيلاء علي اموالي و عرق جبيني و كدى مهما كان ما املكه بسيطا.
ولكنه الطاعون الوهابي السلفي الذى غزا عقول المصريين مع الريالات و الدولارات الملوثة
بعض الاصدقاء من المسيحين أرسلوا لي ((سيدى لن نحول مصر الى غابة نتقاتل فيها من اجل امور فانية ... لاكثر من 1400 سنة وهم يظلمون ويقتلون وينهبون ... فلا هم استراحوا ... ولا نحن تعبنا ... فليواصلوا ..وسنظل نحن فى سلامنا ... فلا توجد قوة على الارض تستطيع أن تنزعه منا ))...
و لكن اصدقاء مسيحين (أيضا) سواء من المهجر أو يعيشون بيننا لهم راى أخرسجلته في الحوارات التالية
((بماذا تنصح يا صديقي ...الاقباط في هذه المناطق لاحول لهم ولاقوة والاسلاميون مع الامن يفترسونهم لعدة اسباب دينيا وماديا ومعنويا )).
((ما تسمونة في مصر بالتهجير والمجالس العرفية يعرف تاريخيا وسياسيا تحت مصطلح "التطهير العرقي" والصورة المرفقة لكتاب هتلر وبجانبة كتاب دولة الخلافة التقطت على رصيف في مصر دليل على مصدر ثقافتهم البدونازية.)).
((المخطط بدأ في نهاية السبعينات ومحاصرة سكان المقطم وزبالين القاهرة و ذبح الخنازير ..ما يحدث اليوم هو نتيجة هذا المخطط الذي باركه رئيس الجمهورية وبناء عليه تم طرد عدد من اقباط الصعيد من ديارهم وارضهم ولازال المخطط السلفي مستمر)).
((نعم انها الفاشيستية بجميع صورها زاولها المسلمون في اغلب الحقب التاريخية))
الموقف هكذا اصبح شديد الصعوبة ..انا اتكلم عن مواطنه ومواطنين و اصدقائي يتكلمون عن تمييز ديني واضطهاد ، اتكلم عن فئه ضاله علينا مقاومتها وهم يتكلمون عن مجتمع ضال عليهم الصبر علي بلاويه حتي يزيح الرب الغمة..
((المساله الطائفيه كما يعيش ويتعايش معها المسيحى المصرى ..الذى يعرف بالتجربه العمليه ان السلفى ليس بجلباب قصير ولحيه فقط بل من الممكن ان يقابل سلفى مرتديا الكاب الميرى سواء كان شرطه او جيش أو حتى عسكرى مرور يكرمك بمخالفه سمينه لانك تضع الصليب فى السياره. .. من الناحيه العمليه ..المسيحى المصرى من عيويه الجوهريه أنه يسلم بسهوله للمتعصب بينما فى كثير من الاحيان قد يحل المشكله التعصبيه شئ من التحدى والنديه)).
((المسيحى المصرى يبحث عن الحل عند الكنيسه ورجل الدين المسيحى ويجلدهم اذا لم يجد الحل عندهم وهم ليسوا أطراف فى المشكله بل ايضا عندهم نفس المشكله وأكثر ويجلدهم لانهم لايحلون له مشكلته وفى نفس الوقت يقول لهم ابقوا فى معابدكم ولا تتكلموا فى غير الشان الدينى بإختصار المسيحى المصرى جزء أيضا من المشكله)).
في راى نحن جميعا نشكل المشكلة لو ان جارا مسيحيا تعرض لضغوط السلفيين الواضحين أو المختفيين فلن اتردد للحظه واحدة عن مساندته وهذا تكرر لأكثر من مرة اذ وقفت كحائط سد امام اضطهاد بعض الزملاء القبط ولكنني كنت افضل ان يكون هذا من خلال جمعيات المجتمع المدني التي تضم مصريين وليس متدينين
فعلا جزء من المشكلة استخدام الاسلام كسلاح يتراجع امامه الجميع .. الظاهر إنها تقاليد مصرية لقد إستخدم قمبيز تقديس المصريين للاله (بس ) و وضع طابورين من القطط امام قوات الغزو فجعل المصريين يتراجعوا أمام مقدساتهم
((نحن شهود الواقع والشهادة للحق فرض وواجب خلقي علينا جميعا ..لسنا اغبياء لنعتقد ان كل الاقباط ملائكة وكل المسلمين شياطين ، نحن نعرف ومتأكدون ان مؤسسات الدولة ضالعة في الجريمة ولديها مرتزقة من الجانبين يعملون على طمس الحقائق وتهدئة وتخدير اقباط المهجر بنوع خاص. وهذا ايضا ليس بسبق تاريخي، فالنازية الهتلرية كانت تستخدم اليهود الخونة والمرتعدين لخداع اليهود والرأي العام في الداخل والخارج بالتظاهر بالدفاع عن القضية اليهودية لتفتح لهم الابواب وبعد ذلك يمكنهم دس السم في العسل كما خطط لهم اسيادهم))
التأمر الحكومي ضد فئة معينه يبعد قليلا عن تصوراتي فالحكومة محتاسة فقط في مصائب السلفيين وغير قادرة علي مسايرتهم او ردعهم مما يجعلها تبدو انها تدير طابونه مش بلد
((اي الحكومات محتاسة؟ حكومة السيسي ام الحكومة السابقه، ام حكومة مبارك ولا حكومة السادات ولا عبد الناصر؟؟معلومة على الماشي المخابرات الامريكية لم تخاطر بخيرة جنودها لتقتل بن لادن في سريرة بباكستان بالقرب من اكبر معسكرات الجيش الباكستاني. الهدف كان دفاتر وكمبيوتر ومخازن معلومات زعيم الارهاب لمعرفة جميع خيوط المخطط الارهابي الاسلامي العربي.))
((لن ياتى الخلاص الا من خلال الكنيسة القبطية .... هذا ليس تعصبا منى او عنصرية دينية .... بل ان هذا يعنى ان تعود مصر لسابق عهدها ... عندما كانت ملاذا لابراهيم ابو الانبياء ... وليوسف الصديق ولكافة الاسباط ... ولكليم الله موسى ... وللمسيح وامه العذراء مريم ... وهذا لن يكون الا من الكنيسة القبطية ...)).
صديق أخر علماني أرسل يقول ((ما جدوي المسيحية للمصريين. هل انجزت شيئا علي طريق دفاعهم عن انفسهم او وطنهم او للارتقاء بثقافة المعرفة استخلاصا لها من بين انياب الكهنة الفراعنة محتكروا المعرفة والتي اخذها منهم اليونانيون. ؟ اسئلة تحتاج الي حفر من نوع آخر في العقل الباطن لهذه الكتلة البيولوجية المسماه المصريين )).
الصديقات و الاصدقاء الذين تبادلت معهم الحوار.. هذا الموضوع يؤرق ضميرى (شخصيا ) منذ مدة .. عندما خرج زبانية (حسان) علي الاقباط في الجيزة و سرقوهم و هجروهم .. وأكلوا عليهم باقي ديون التقسيط .. ثم تكرر مرات و مرات و كنت أتخيل أنها البطالة و الجوع .. و التستر ببردة الدين .. و لكن عندما تحول الموضوع لمطاردة الاقباط حيثما كانوا .. في ليبيا او في بحرى او الصعيد .. في الاسكندرية او القاهرة او مدن القناة أو سيناء .. اصبح الموضوع إستسهالا و إستعباطا ..و له مدلول سياسي يتلخص في الاستخفاف بالحكومة و القانون .. والدستور .. وبنا كمثقفين و متعلمين ..(( يخرب بيت ابوكم )).. شغل الهبالة علي الشيطنة اللي مستمرين فيه ده بسبب إن اى من المعتدين لم يلقي جزاء لفعلته ..
علينا الان .. والان فورا أن نطالب بمحاكمة كل من يعتدى علي امن مواطن و يطلب تهجيرة او يهددة في منزله او مكان عملة لانه يخالفه في الدين ....هذا في راى ليس هما قبطيا بقدر ما هو همنا جميعا .. لا تتركوا الجهلة و الانتهازيين والبلطجية و الارزقية يدمرون مجتمعنا
قراءة المصريين للمسيحية أثمرت عن (القبطية ) .. و لكن هذا لم يحدث مع الدين الجديد فلقد جاء محصنا بنواهي و تابوهات و نصوص من بشروا به والتي كانت في شكليها السني أو الشيعي غير مسموح بتعديلها إلا في حدود الشكليات .
بمعني إسلوب تلاوة القران بالقراءات السبع أو رفع الاذان مع إضافة إبتهلات الفجر ..أو تكبيرات صلوات الاعياد ..أو التقاليد المصاحبة للوفاة والدفن و سبوع المولود أو حلقات الذكر و إحتفالات الطرق الصوفية ..أو توقير أهل البيت و أولياء الله و إحتفالات مولد النبي ..ورغم أنها أمور لا تتصل بصلب العقيدة إلا أن هناك من حولوها إلي معارك إستنفذت الكثير من الجهد لنزع الصبغة المصرية عن مزاولة الطقوس الدينية..بالاضافة إلي تحريم إرتداء دبلة ذهب للرجال ووضع الساعة باليد اليمني أو الحض علي إطلاق اللحي و كث الشارب و إرتداء ملابس الاعراب .
بداية الصراع في العلن كان مع تكفير الدكتور نصر حامد ابو زيد ..طلقوة من زوجته وهجروه ورحل عن البلاد فنجا من اهدار دمه ..وقبل ذلك سلبت حياة الراحل فرج فوده بواسطة شخص يجهل القراءة بسبب ما كتبه الفقيد ..ونجا نجيب محفوظ من نفس المصير وحتي الان يحاولون تكرار فعل الطرد والتهجير مع البعض من المعارضين لهم امثال الدكتور خالد منتصر وابراهيم عيسي وكل من يرفعون عليهم قضايا الحسبة .
كان من الممكن أن تأخذ الامور مسارا أخر أكثر إيجابية لو أن المنطق الذى بدأ مع إبن رشد و إستمر حتي نصر حامد عن إعمال العقل في النص قد إستكمل و لكن كان لإبن حنبل والغزالي و إبن تيمية الغلبة ..التي جعلت من أقوال السلف تابوهات لا يقترب منها المنطق أو الفلسفة مهما بعد الزمن .
أفكار السلفيين هذه عاشت معنا في أروقة الازهر يتغذى بها الدعاة حتي القرن التاسع عشر عندما بدأ الخطاب يتأثرتدريجيا بالفلسفة الغربية و يتجدد ثم عادت للظهور بقوة مع فقة ألاخوان المسلمين و مخططاتهم لإغتيال القضاة و السياسين و إشاعة الذعر بين المخالفين .. كتب أحد الاصدقاء (( يوم 6 يناير 1952 تم قتل أكثر من 20 مسيحى و حرق مجموعه من الكنائس، و هذا كان الحادث الأبرز بعد مجموعة من الحوادث المماثله، مما دعي احد رهبان الكنيسه (البابا شنودة فيما بعد) أن يكتب مقالا حادا عن هذا الموضوع و يتم الغاء الاحتفال بعيد الميلاد، هذا غير حوادث الاعتداء على الممتلكات اليهودية..الخ ))..إنها نفس اليد التي عبثت بمصر بعد ذلك و حرقت القاهرة و حاولت فرض الوصاية علي الضباط المنقلبون علي الملك ثم إمتلكت عقل وروح مصر في نهاية السبعينيات من القرن الماضي .
المصرى الذى لم يكن ملتزما بأداء الصلاة في موعدها أو صوم ما دون أيام شهر رمضان والذى كان يمتلك ضميرا حيا و إخلاصا و مروءة و علاقتة طيبة بجيرانه و لا يمل عن ترديد أن الدين المعاملة ..أصبحت لدية وساوس أن هناك من يريد أن يسلبه دينه و يقينه ..لذلك تمادى في إظهار إنتماؤه بالمبالغة في تمثل حياة السلف الصالح و منها الغزو و الاحتلال لارض الغير و الاستيلاء علي ثروات (الكفار) كحق موثق لا جدال فيه .
وهكذا بدأ الامر مع المسيحيين بعد ظهور الرسومات الكاريكاتوريه المسيئة للمسلمين في بلاد الواق الواق ثم مع قانون ازدراء الاديان(الدين) ثم مع المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الدولة مسلمة لتزيح المسيحي إلي مستوى (زمي) (أقلية ) يحكم عليه مرة بالمصاطب وأخرى بالمحاكم .. مرة بالشريعة و أخرى بالقانون لنفس الحدث ..
ما سبب هذا الانقلاب الذى لحق ببعض أقباط مصر .. فلنستأنف فحص وجهات نظر الاصدقاء المسيحيين برأى أحدهم الذى أثق في رجاحة عقلة و نزاهة مقصده ..علنا نفهم .
((تحياتي استاذي العزيز بما ان الاستاذ .. و الاستاذ .. تكلما عن احوال الاقباط فانا لي رأي لا يرضي اي من الطرفين و هو ان الاقباط ايضا يتخذون السلفية القبطية منهجا و يبحثون عن الحل دائما عند الكنيسة و افعال وكلام الاوليين و ليس في القانون و الاسلوب الدنيوي
افهم ان المسيحية تدعوا لحياة السماء علي الارض و ان يكون الرد بتعاليم الانجيل ولكن الانجيل يقول ((اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله)) فلماذا نلجاء للكنيسة لتحل مشكلتنا مع قيصر
اذا عدنا للتاريخ الحقيقي و ليس ما هو متعارف عليه كتاريخ سنجد ان الكنيسة و تصالحها المتكرر مع السلطة اصابت المسيحيين بالقهر علي مر العصور و اضرتهم اكثر مما نفعتهم فمثلا الانبا بنيامين ( اعتقد هذا هو اسمه ان لم تخني الذاكرة) هو من عقد اتفاق الجزية و معاهدة عمرو ابن العاص في مقابل سلطانه علي الكنيسة المصرية مع ملاحظة ان مصر لم تكن كلها مسيحيين و ليس كل المسيحيين اقباط ارثوذوكس حيث ان الانبا بنياميين و اتباعه كان يعتبر خارجا عن الكنيسة الاولي و هذا ما ادي لانشقاق الكنيسة المسيحية
وقبل الانبا بنيامين بالاحتلال العربي واذلال الاقباط و امر الاقباط بالاستسلام بعد ان ظل الغزو غير قادر علي دخول مصر و اوشك علي التراجع من مقاومة الشعب له (سنتين ) بل امر ملك النوبة القادم علي رأس جيوشه من الجنوب بالعودة لانه صار صلحا.
نفس الشئ حدث بالاسكندرية مع اختلاف الاشخاص و ادي لمذابح و اذلال كما نعرف جميعا ثم مع ثورة الدلتا حدث نفس الشئ بعد سنوات طويلة من الحرب حتي قدوم الخليفة اعتقد المأمون علي رأس جيوشه ولم يمكن (المأمون )منهم الا تدخل الكنيسة التي طلبت من أتباعها الاستسلام مقابل السلام و قد ادي ذلك لمقتل مئة الف ( ثائر ) و اسر عشرات الالاف و بيعهم عبيدا و سبي الالاف .. ومازال نفس السيناريو الي اليوم
عندما يحدث شئ يهرول الاقباط للكنيسة و تقوم الكنيسة بحكم فكرها بالموافقة علي الذل حفظا علي الارواح و تنتظر الحل من السماء
الن يفهم الاقباط ان الحل في ايديهم و ليس في يد الكنيسة الن يفهموا ان لي ذراع الكنيسة يؤدي للرضوخ
افهموا انكم الحل و لستم المشكلة نظموا انفسكم و كونوا كيانا سياسيا قويا قادرا تنظيميا وماليا للدفاع عن حقوق الاقباط و طالبوا بها... قد لا تنجحوا في البداية ولكن ستصلون علي الاقل لافضل من الجلسات العرفية
والي ان نصل لدولة المواطنة فإن الكنيسة لها الشأن الديني اما الدنيا فلقيصر اسف علي الاطالة و التجرؤ علي تاريخ قد اكون غير مصيب فيه و لكن تكرار الشكوي بلا عمل يؤدي للملل الكنيسة ليست مؤهلة لما يطلب منها عمله بحكم فكرها الديني .
تطالبون بفصل الدين عن الدولة و متي حدث لكم شئ تتساءلون اين الكنيسة؟؟)).
وها هو صوت قبطي أخر
((الكنيسة القبطية هزمت الامبراطورية الرومانية وهى فى اوج قوتها وذلك من خلال رفضها الخضوع لمعبوداتها والتمسك بمسيحيتها ... اما كنيسة الانبا بنيامين ومن تلاه من بطاركها فقد تاجروا بعقيدتهم كى يكسبوا كرسى البطريركية ... فضاعت الدولة وضاعت قوة الكنيسة .. وهكذا استمر الحال منذ الاحتلال العربى لمصر ... وحتى الان ..))
زميل ثالث
((كلنا مضحوك علينا و مسروقين من الكهان و السماسرة و حكامنا الصامتين ..يا جماعة ..أصل الخناقة في الغالب إختلاف شريكين صديقين ..علي أمور تجارية إيه الحكاية !!
روحوا شوفوا الصراع علي اللحوم و الفراخ و الارز و باقي الاصناف التي تبيعها عربات القوات المسلحة أو الجمعيات .. هل تفرق بين مسلم و قبطي في اللي واقفين
فلنطالب بالعدل عن طريق القانون .. إحشدوا رجال القانون مسلمين و مسيحيين .. وناضلوا من أجل العدل .. و نكسب مرة و نخسر مرات .. ولكن في النهاية .. سنكون مواطنين .. ولسنا طائفيين.))
صديق أخر يسير علي نفس الدرب و يشير إلي كتاب كارل ماركس ( المسألة اليهودية )1844و يقول أن المسألة القبطية تأخذ الان نفس الاتجاه
(( يرفض ماركس التعامل معهم كقومية، بل يتعامل معهم كمواطنين، يفترض اندماجهم في أممهم مع علمنة الدولة وتكريس حريّة المعتقد الديني، ورغم أن هذا الموقف صحيح ومهمّ. فأن رفض الرأسماليات الأوروبية لهذه المسألة (1844 ) هو الذي جعلها تُصدِّرها إلى الوطن العربي، عبر فرض تهجير اليهود (الذين هم أوروبيون، أي فرنسيون وألمان وإنجليز ....) إلى فلسطين. وبالتالي لتتحوّل " المسألة اليهودية " من مشكلة أوروبية إلى مشكلة عربية، دون أن تُحلّ.... ثم يجمل بأن التحرّر الاجتماعي لليهودي، إنما هو في تحرير المجتمع من اليهودية)).
حرصت من بداية النقاش ..الا ألوم المظلوم المقهور الذى يتأمر علية العالم باكملة ويخرجه من بيته و أهله قسرا ويستولي علي أغراضه و نقودة و ممتلكاته عوضا عن إغتيالة .. وحرصت الا أتحدث عن القوانين الجائرة التي لا تحكم بالاعدام علي المسلم إذا قتل مسيحيا .. و حرصت الا أتحدث عن ظلم السنين بابعاد المسيحي عن الوظائف القيادية لكونه ؟؟ مسيحيا .. و ذلك لانه في يوم ما من مارس 1919 خرجنا جميعا نهتف ضد الانجليز و نؤيد الثورة ضد من ظلمنا قائلين ((إشكي الذل لسعد يا ويصا )) لقد كنا جميعا مذلولين .. وعندما إكتسبنا تحررنا إكتسبناه معا بتضحيات مشتركة لا تعرف فيها الرصاصه لاى صدر سوف تستقر .... عودتنا الي ريتم المواطنه معناه نسيان الماضي بحلوة و مره والبدء من جديد تحمينا مظله التساوى و القانون العادل و الامل في مستقبل أفضل .
لقد كان علي الاجداد و الاباء إستكمال مسيرة المواطنه الكاملة لولا عقبتين .. احدهما حكم الضباط محدودى الوعي و الثقافة و القدرة علي الرؤية الصحيحة .. والاخرى فشل الحلم الناصرى .. وإستسلامنا لفكر حرافيش المسلمين .
ما حدث قد حدث و لكن المستقبل لازال إبنا للحاضر ..أطلب الالتجاء للعقل و الاحتماء بالعدل .. العقل في تحديد من هو العدو .. والعدل في تنقيه الاجواء التي تؤدى إلي قهر المخالفين لدين الاسلام .
في كل يوم لنا قضية .. تهز مشاعرنا .. و تجعلنا ننفعل بعنف ..أو نحزن بشدة.. أوندافع بحماس عن الجانب الذى قد نراة صحيحا . .. ثم وبمرور الوقت تخفت الاضواء و ننسي ما حدث إلا مع تداعي أحداث مشابهه .
زمان كانت ماتشات كرة القدم .. و المشاركات القارية و العالمية .. و النادى الذى ننتمي إليه .. ثم تطورت الامور لتصبح الفساد الذى يكافئة الحاكم بالنياشين.. ثم عدم العدالة في توزيع المكافئات و الدخل ثم تطور هذا للتهيج الديني و مظاهرة و لبس النقاب و الجلباب و الاشارات المخزية لوضع المرأة في المجتمع مع فصل الجنسين ..
ثم إنتهت الامور لصراع بين (الثوار ) و (الحكومة ) ثم بين الثوار اليسار و اليمين ثم بين الجميع و بتوع ( جايبين الخير لمصر ) ثم تأييد حماس و الحرص علي صلاوات الفجر و الجمع بمظاهرات أمنية و إعلامية ، ثم الاقتتال و إغتيال جنودنا في سيناء .. ثم الصراع بين (الجيش و الشعب إيد واحدة ) مع ( الشرعية ..الشرعية و عودة مرسي ) .. والخوف الذى يصل الي (بانيك ) من بتوع داعش ..ثم إبراز كل قضايا التفتت بين الاقباط و المتعصبين المسلمين .. و قصص لا تتوقف واحدة خلف الأخرى عن حجم إضطهاد الطلاب القبط .. و التجار القبط .. و المواطنين القبط .. والجنود القبط ..وقتل قسس القبط .
وأصبحنا لنجد يوميا قضية يمارس فيها الاعتداء الصارخ علي مواطنين مسالمين اقباط .. فتغلي دماؤنا .. و ندعو إلي الردع .. و تأكيد قبضة السلطة التي نصفها بالميوعة .. و الليونة و الهلامية و التعصب .. و الدولة غير محددة الملامح .. ونزعق طالبين حماية الريس .. وعدلة و قوته .. و إنحيازه للجانب الضعيف .بعد زيارة العيد.
و ننسي أساس المشكلة ..أننا نعاني من إقتصاد مهترىء ..وراسمالية صاعدة لعينة .. وإستغلال مرعب للفقراء و متوسطي الحال .. وجنية ينهار يوما بعد يوم .. وديون أصبحت تلالا( 92.64 مليار دولار حتي نهاية يونيو 2018 ).. وناتج قومي متواضع ، و تعليم شديد التخلف عبارة عن رخص يحصل عليها الطالب حتي بالغش .. و الغش أنواع تنتهي بمسئولين عديدين من الباحثين عن دخل إضافي بالسجن وسوق من الضوارى يمتص عرق و دماء المخلصين
هذا هو الواقع .. إنه ليس صراعا إثنيا و تهميشا لفصيل من أبناء الوطن متفوقا و مظلوما ...إرجعوا لوحدة 1919 .. و أقيموا مجتمعا عصريا .. تنتهي أسباب الشقاق .فالتحرر الاجتماعي للمصرى إنما هو تحرير المجتمع من نفوذ كهانه... أم أن مسألة مسيحي الشرق سيتم تصديرها تطبيقا لرؤية برنارد لويس إلي مكان ما داخل تقسيمات المنطقة المقترحة . أرجو ألا يحدث هذا ..إنتبهوا من فضلكم . ولا متنتبهوش إنتم أحرار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل؟.......
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 9 / 12 - 09:18 )
ملحوظة ع الهامش: تلك الموجات التى حصلت فى مصر منذ 2011 أظهرت اقذر ما فينا ، الصراحة هى بالوعة -بكابورت- قديمة العمر جدا وجدت الفرصة لتطفح اكثر، ما علينا
الحل ليس عند الكنيسة و لا عند الجامع ، الحلول التى عندهم مجرد مخدر يخدم مصلحة الكبار و يخدُر بعض المتضررين و ياكل جزء من حق باقى المتضررين، الحل هو كيان ذو طابع مدنى علماني متحرر له نفوذ قانونى أو سياسي -اعرف، اعرف، انه سيجد الف من يتصدى له بحجة أنه ينشر الكفر و الانحلال و الخ من حججهم التى يرددونها كالبغبوات-
مسألة سيتم تصديرها وفقا لرؤية برنارد لويس؟ نعم بصراحة ، بل و اتصور هذه المرة أن كل عوامل نجاح هذه المهمة متوفرة بسخاء هذه المرة، الا اذا.... مافيش الا اذا؟!


2 - لك وحدك يا استاذنا
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 9 / 12 - 10:20 )
استاذنا هذا التعليق لك وحدك لكنى لا اعرف بريدك ، لذلك كتبته هنا
اعرف انك تركز ايضا على جزء كبير من صلب المشكلة متعلقا بالوضع الاقتصادى المنهار و ازدياد هذا الانهيار مؤخرا مع استجابة اسيادنا لطلبات و مصالح الاغنياء على الطرف الآخر من المحيط، لا انكر مدى اهمية هذا الامر ابدا لكن أضف له الكارثة انه لو الوضع الاقتصادى اصبح جيد هل سينتشر معه تلقائيا نموذج مدنى حديث فيه مواطنة و حريات؟ ام سيصدرون لنا نسخة مشوهة من المجتمعات الحديثة معاها فلوس و احدث وسائل المعيشة و لا تجرؤ ترفع صوتها امام صوت المسبحة و المصحف و الصليب؟؟
اعرف انت مدرك حجم المخطط العام المرسوم لنا بكفاءة من كل جانب، وراءه متخصصين مغسول عقلهم بخرافات أصولية مسيطرة على اطماعهم السياسية و متحالف معاهم اصحاب مصالح لا يهمهم الا الثروة ، و هنا المعظم ردهم عليك و على هذا الخطر اما بالتماهى فى الخبل بعيد عنك، او تشويه الحدوتة كلها لتأخذ تفسير و شكل آخر غير الحقيقة، و ربما بيشتموك او يهنيوك بذكاء و الهدف يخرسوك.


3 - مجرد وجهة نظر
عدلي جندي ( 2018 / 9 / 12 - 10:52 )
في الأربعين عام بداية صحوة البدو وأتباعهم
تمكنوا من المرأة وتم إسكات وتهميش نصف مجتمعهم
ثم اليوم يريدون إخراس وتركيع الخارج عن ولا ينتمي إليّ تخاريفهم 
ثم يتم لهم تحقيق الحلم في إعلان دولة الخلافة
وجهة نظركم في تأسيس حراك مدني التي ذكرها وتبناها الأخ حازم مهمة جدا للتغيير
تحياتي

اخر الافلام

.. -لم يقل لنا المسيح إن العين بالعين-.. -أسقف سيدني- يسامح مها


.. رحيل أبو السباع .. 40 عاماً من إطعام زوار المسجد النبوي




.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام