الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغلبيه الصامته مهمشه لا رأي لها

محمود الشيخ

2018 / 9 / 12
المجتمع المدني



في عالمنا العربي السلطة السياسيه كونها غير معنيه ان يكون للاغلبية الصامته اي دور في الحياة السياسيه،تشجعها على عدم التدخل في الشأن السياسي،لأنها غير معنيه في مشاركة الأغلبيه في اي امر،ففي الحالة الفلسطينيه هناك اغلبية لا رأي لها سبب ذلك كما اسلفنا ان السلطة السياسيه غير معنيه بأن يكون لها موقف او رأي،فالمجلس التشريعي معطل من العام 2007 وحتى اليوم يتقاضى اعضائه مرتباتهم دون ان يقدموا اي خدمة لمن صوت لهم وفوزهم ليكونوا اعضاء في مجلس يشرع ويقرر سياسات تخدم من فوزهم ونجحهم،يضاف الى ذلك ان القوى والأحزاب السياسيه الفلسطينيه،دورها محدود لم تعد مثلما كانت مثلا في الأنتفاضة الأولى،لها شأن ووزن ودور وموقفها مسموع تحترمه عامة الناس،اما اليوم فهي محصورة العدد والدور ولم يعد لها اهتمامات كما كانت قبل اوسلو الذى قسم ظهر البعير،واصبح جسرا للذين اتعبهم النضال الوطني واخذوا منه جسرا لراحتهم.
ان مجتمعنا الفلسطيني يتميز بأن اغلبيته المطلقه صامته لا دور لها انما السؤال هل ستبقى صامته لن تهب رياحهم ليكونوا بركانا مثلما كانوا في انتفاضة شعبنا في العام 1987 اعتقد بل اجزم بأن هذه الأغلبيه ستثور يوما لكن متى ربما بدأ العد التنازلي ولم يدرك قادة شعبنا ان اسباب ثوران البركان قائمه لم يبقى غير لهب فتيل لتشعل النار وتهب الجماهير منتفضه دفاعا عن مصالحها سواء الحياتيه او السياسيه.
ومن الملاحظ ان الأغلبية الصامته حتى اليوم ليس لها دخل في معظم قضايا شعبنا رغم انها تخص كل واحد فيه وتعنيه،انما لماذا لا يحركون ساكنا حيال تلك القضايا وهي تلعب دورا في ضرب قضيتنا كالإنقسام مثلا وما يدور من نقاش حول المصالحه الفلسطينيه،ولا حراك شعبي كبير لا يدين ولا يضغط على كلا الطرفين لإجبارهم على استكمال طريق المصالحه وتنفيذها،ومتروك الأمور للمختلفين فيها والأغلبية صامته لا رأي تسمعه هنا اوهناك،انما لا يوجد تحرك شعبي وجماهيري،لعدة اعتبارات اولا السلطة لا تشجع الأغلبية على التدخل في الشأن السياسي او العام،وكأنهم يقولون للاغلبية ارتاحوا انتم هذه قضايا نحن كفيلين بحلها وما عليكم الا البحث عن لقمة عيش اولادكم،والبحث في قضايا عوائلكم،وفي نفس الوقت القوى والأحزاب لا تطالب هذه الأغلبية ان يكون لها دور اهو خوف منها ام انها اعتادت على الأسترخاء والركون على قيادة السلطة في كل شي حتى انهم لا يختلفون معها وان اختلفوا ينتقدونها انتقادا خجولا تحسبا من العقاب،او من حجز اموالهم ومنع صرف مخصصاتهم،ولذلك لا يطالبون هذه الأغلبية بالتحرك وان تحرك جزء منها يضرب ويحاصر ويمنع بالقوة كما جرى في عدة مناسبات عندما اعترضتهم القوى الأمنيه،بوسائل شتى سواء في الضفة او القطاع،من هنا فإن الأغلبية الصامته ربما تكون بفعل القمع الموجه لها هي صامته لا تتحرك وهمها هو لقمة عيشها،ثم الإنتباه الشديد لأولادهم خاصه ان البيئة التى يعيشون فيها غدت مسممه،تنتشر فيها ظواهر شتى من انتشار ظاهرة المخدرات الى ازدياد حالات القتل والجريمه باشكال متعدده،الى اضطراب سلوك الناس الإجتماعي كنتيجة طبيعية لزيادة الفقر والفاقه والعوز،وانتشار ظاهرة البطالة ولم تعد مقنعه بل مكشوفه جدا،والى التعديات على الحقوق،وهيبة السلطة في ادنى حالاتهاـمع ارتفاع نسبة الخوف بين الناس على حياتهم اذ لم تعد حياتهم في مأمن لا امن غذائي ولا امن شخصي،مجرد طوشه صغيره يذهب ضحيتها عدد من الشباب بين جريح وقتيل،فكل يوم نسمع عن مشاجرات بين عيل نتيجتها قتل واحد او اثنين،غير حوادث السير الذى يذهب ضحيتها عشرات الأشخصاب بين وفاة وجريح،النتيجة الطبيعيه في ظل هكذا بيئه يزداد الصمت عند الأغلبية الصامته،حتى في ابسط الأمور والتى لا يحاسب عليها احد وتخصه بشكل يومي كقضايا البلديات والخدمات التى تقدمها وما يؤول لها من قضايا ومشاكل?
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ان في بلدي المزرعة الشرقية هناك اغلبية صامته كانه لا دخل لها فيما يدور من نقاشات بين مجموعات صغيرة على تركيبة المجلس البلدي وعلى الانتخابات وهذه المجموعات تركب القوائم بإسم العائلات والعائلات لا علم لها بذلك ترى اثنان او تلاته من كل العائله ينطقون بإسم العائله دون علمها وعندما يعلم بعضهم لا يحرك لا اعتراضا ولا قبولا،لكن كيف يمكننا ان نحرك هذه الأغلبية حتى يسود رأيها وتكون مقررة في قضايا تخصهم ولا يكونوا صامتين لا دخل لهم فيها،ونكسر حاجز الصمت الرهيب الذى يتيح فرصة لعدد محدود من الأشخاص في ادخال البلد في ازمة علاقات ربما تجرنا الى ازمات في المستقبل،هذه قضية هامة علينا العمل على خلق بيئة تستنهض الاغلبية الصامته لتتحرك للمساهمة في وضع حد لما تعانيه بلدنا تنهي صراعا لا معنى له امام المصلحة العامة للبلد،وبلا ادنى شك ان من تحركوا لوضع حد للازمة اخطؤوا التصرف كونهم لم يكونوا على قلب رجل واحد من جهه،ولأن تحركهم لم يكن مدروسا بما فيه الكفايه ليحقق ثماره المرجوة منه،وهل ادرك من كانوا شركاء في الحراك ان الشراكة بنية واحدة تأتي بنتيجة مثمرة،مع ادراك ان الأغلبية الصامته لها دور رئيس في حل المعضله ان لم نستطيع فك لغزها ومكمنه اين،لهذا شاركوا الأعلبية في انتزاع حل لهذه الأزمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل