الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تداعيات الانتخابات السّويديّة
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2018 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية
تابعت الانتخابات السويدية بدون حماس كبير،كنت أراقب بهدوء، فقد اختبرت خلال وجودي في تلك الفترة أنّ الشّباب الذين يقودون الأحزاب في البلاد منفتحو الذهن ولا يفرّطون بما وصلت إليه بلدهم من تقدم، ورفاه.
كان هناك كتلتان في الانتخابات:
-الكتلة الاشتراكية بقيادة الحزب الاشتراكي الاجتماعي، وحزب البيئة واليسار
-الكتلة البرجوازية بقيادة حزب المحافظين والمسيحي، والوسك والليبرالي.
-الحزب القومي. حزب السويد الديموقراطي
وكان للمبادرة النسوية دور فعال.
السّويديون هادئون بطبعهم، وقد كان أقوى ردّ فعل للفضائيات عندما خبطت آني لوف رئيسة حزب الوسط بيدها على الطاولة لتقاطع رئيس الحزب القومي لتقول له: كيف يمكنك أن تقول ذلك عن المهاجرين؟ ورد عليها كما يرد رجل سوري عللا امرأة : آني لوف يكفي تفتحي فمك وتصرخين. . .
كانت نجوميتها في اليوم الثاني تتصاعد وعرضت الفضائيات خبطة يدها، وتمت المقابلات معها.
انتهت الانتخابات بفارق بسيط لصالح الاشتراكي الديموقراطي، وبصعود الحزب القومي قليلاً، وللتوضيح فإن الحزب القومي نسبة المهاجرين فيه كبيرة، وهي التي رفعت أسهمه، أغلبهم من المعادين للإسلام، لكنّه عندما يتحدث عن المهاجرين يشمل الجميع، وهو عمل سياسي طبعاً.
هنا لا يوجد تسمية يمين ويسار. تسمى الأسماء بأسمائها، فالحزب القومي هو قومي، والنازية الجديدة هي نازية، والشعب السويدي في أغلبه ينفر من القومية والعنصرية، ويميل إلى الرّفاه.
قبل الانتخابات كان هناك شعارات. من شعارات الحزب الليبرالي مثلاً: أوروبا أكثر، ومن شعاراته صورة وضع فيها علم النازية وعلم الشّيوعية، ومكنسة تكنسهما. الحزب الليبرالي متأثر فأفكار الثورة الفرنسية. وهنا أرغب بالتوضيح حول سياسة اللجوء بأنّه ليس الحزب الاشتراكي الاجتماعي هو من منح الإقامة الدائمة للسّوريين. بل الحزب الذي خسر الانتخابات في عام 2014 وهو حزب المحافظين، وقد كان رئيسه هو رئيس الوزراء السّابق عند زيارة أوباما، وقد صرح لصحيفة إكسبرسن: " سوف يكون الأمر طبيعياً، وسوف تكون النسب متقاربة، وسوف تسير الحياة طبيعيّة بعد الانتخابات"
اليوم يجري شدّ الحبل بين الكتلتين المتنافستين على تشكيل الحكومة، ولو قبلت أية كتلة بالتعاون مع الحزب القومي في البرلمان لنجحت، لكنّ الكتلتين ترفضان التعاون معه، وهنا أعتقد أنهما سوف يتوصلان لاتفاق على خط وسط، حيث أنّ الكتلة البرجوازية تصر على استبعاد حزب اليسار من كتلة الاشتراكيين الديموقراطيين، وأعتقد أن تلك الدّعوة ربما قد تنجح.
اليوم رؤساء كلّ من الكتلتين يقومون بدعوة بعضهما على فنجان قهوة لفرض شروطه.
نحن في انتظار 24 هذا الشّهر الذي سوف يكون حاسماً.
ما دورنا نحن السّوريين المتجنّسين في الانتخابات؟
نحن قسمان. أغلبية الأقليات السّورية صوتت للحزب القومي، وربما الأغلبية الثاني توزّعت بين الاشتراكي واليسار. نحن الّسوريين نخاف من كلمة ليبرالية ، وكأنها بعبع، كما نخاف من البرجوازية، وقد أعجبني أحد منشورات الليبراليين. حيث قال الاشتراكيون يرغبون بتقليل الغنى، أما نحن فنرغب بالقضاء على الفقر.
الليبرالية في الحقيقة هي نتاج الثورة الفرنسية، وتؤمن بالحرية الفكرية، وتتمركز حول حاجات الذّات البشرية. لماذا يخافها السوري، ويصفها باليمين؟
لن تكون السّويد مثل إيطاليا، ولا حتى مثل ألمانيا، ولن ينجح القوميون في بناء الحكومة، وسوف تبقى السويد بعيدة عن العنصرية رغم تهويل الإعلام للموضوع، وكون رؤساء الأحزاب شباب يدركون مصلحة البلد العامة، فإنهم لن يفرّطون بها، وستكون هناك حكومة توافقية، وهي أفضل للجميع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا