الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوست غير ديبلوماسي نحن الكرد (رعاع) بنظر شركاء الوطن

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 9 / 12
القضية الكردية


إن مشكلتنا نحن الكرد مع المكونات الأخرى بالمنطقة من عرب وترك وفرس وحتى السريان والآشوريين والأرمن ليست مشكلة سياسية قانونية فقط وبأن نظم هذه الدول الغاصبة لكردستان ترفض إعطاء الكرد حقوقهم الوطنية، بل إن مشكلتنا بالأساس معهم هي مشكلة ثقافية حضارية حيث وللأسف فإن تلك الشعوب كانت وما زالت تنظر للكرد على أساس إنهم "شعب همج من الرعاع" -كوجر- وبالتالي فهم ليسوا إلا في المستوى الحضاري الأدنى وقد جعلهم المسلمين في مرتبة العبيد (الموالي) وهذه النظرة والرؤية تكرست في ثقافات تلك الشعوب وبالتالي كان تعاطيهم مع الكرد حتى على المستوى الاجتماعي وليس السياسي بنظرة فوقية استعلائية وقد تشرّست تلك النظرة أكثر مع بروز الدور الكردي في ساحة الشرق الأوسط في العقدين الأخيرين وتحديداً مع ولادة الكيان الكردي في إقليم كردستان وقد جاءت الإدارة الذاتية لتزيد من شراسة هؤلاء على الكرد عموماً حيث وللأسف لسان حالهم يقول؛ "شو هل المسخرة ما بقي غير يجي هؤلاء الرعاع يصيروا أصحاب دولة وسياسة" وبالتالي فهم يقبلون بالاستبداد للدولة البوليسية على أن يصبح الكرد شركاء بهذه الأوطان مع العلم أن وطن الكرد نفسه محتل من قبل حكوماتهم وشعوبهم وللأسف.

ولذلك ولكي يتخلص الكرد من هيمنة الآخر وعلى إنه لم يعد قاصراً بالمفهوم الحضاري والسياسي للمصطلح فيجب على شعبنا أن يتحرر هو أولاً من تلك النظرة الدونية حيث وللأسف ما زالت نظرة الكردي -الأغلبية من أبناء شعبنا- هي نفسها خاضعة للمفهوم الدوني السابق؛ بأن الكرد أدنى حضارياً من الآخرين وربما هذه كانت واحدة من الحقائق التاريخية ولفترة قريبة بحكم السياسات الاستعمارية للدول الغاصبة لكردستان، لكن ومع تطور التقنية الحديثة ودخول أكثر من جيل للمنابر العلمية فقد بات الكرد وفي أغلبهم على قدم وساق مع باقي المكونات وبالتالي لم يعد أبناء شعبنا ذاك الكردي البسيط والفلاح الطيب الذي ينزل للمدينة ليقال له؛ "كردي جحش"، بل بات الكرد مثلهم مثل الآخرين يتفوق في المجالات العلمية والثقافية وبلغات عدة، لكن يبدو أن الجذور الحضارية والثقافية ما زالت تفعل مفاعليها في الكثير من الأحزاب الكردية بحيث ما زالت عدد من الأحزاب والتيارات الكردية تنظر لنفسها على إنه "الطرف الأضعف" في المعادلات الوطنية مع باقي الشركاء -وربما منظومة العمال الكردستاني كسرت هذه القاعدة مؤخراً بطرح مشروع سياسي خاص به- ولذلك فنجد بأن الآخرين وافقوا على من يطالب "نظرياً" بالمشروع القومي الكردي، بينما يرفضون مشروع الإدارة الذاتية "الديمقراطي".

بالأخير نريد أن نلخص فكرتنا ونقول؛ الكرد في نظر "شركاء الوطن" -أو ما يقال إنهم شركاء في الوطن الواحد- ما زالوا هم "الهمج الرعاع" الذين لا يستحقون إلا أن يكونوا "كراسين" مطاعم وبويجية وليس قادة وزعماء إدارات ودول وهم سيقبلون فقط بشراكة -أو بالأحرى- بغلامية من يقبل أن يكون عبداً ذليلاً لدى إداراتهم وحكوماتهم حتى وإن كان صاحب مشروع دولة كردستان بشرط أن تكون تلك الدولة على الورق؛ أي بدون مقومات وإمكانيات وجيوش وإدارات واقعية تعمل على الأرض، أما أن تكون أنت صاحب مشروع سياسي وتدعوا للشراكة الحقيقية، فأنت مرفوض حتى وإن كانت دعواتك حقيقية للديمقراطية وليس فقط تؤسس لمشروعك السياسي تحت يافطة الديمقراطية كما الحال مع الإدارة الذاتية أو مشروع إقليم كردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا