الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسة الوزراء ...الى أين ؟!!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2018 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ إجراء الانتخابات البرلمانية التي أجريت في آيار 2018 ، والتي أفضت الى اختيار ممثلي الشعب في البرلمان القادم ، والجميع ينتظر تشكيل الحكومة بفارغ الصبر ، والانتهاء من حقبة كانت مليئة بالآلام والمحن والمشاكل ، وآخرها سطوة داعش وسيطرتها على ثلث البلاد ، وما أن انتهت الانتخابات حتى ارتفعت رايات الاصلاح ، وعلا صوت التغيير ، وتنادي السياسيون انفسهم بضرورة الوقوف بوجه الفساد ومحاربة المفسدين اينما كانوا .
وهنا لابد من تساؤل :إذا كان هم أنفسهم مسؤولوا الحكومة العتية ، ينادون بالإصلاح ويحاربون المفسد ، فمن الفاسد أذن ، ومن السارق أذن ، ومن الخائن أذن ؟!!
ربما يتغافل السياسيون أنهم انفسهم غلبت عليهم لغة الغباء ، حتى أمسوا مقتنعين تماماً بأنهم أصحاب مشروع ، وهم من يمتلك الرؤية وهم انفسهم الاوفياء للقضية وللوطن ، وأنهم الامناء على الدولة ، والأقدر على قيادة العراق وصون وحماية حقوق شعبه ، واستطاعوا الحفاظ على وحدة العراق وصيانة أرضه وترابه " الموصل مثالاً " واقتنعوا وأقنعوا انفسهم بأنهم الاجدر بحفظ هذه الامانة ، وما هذه الشعارات الا مبرر للتمسك بالسلطة والحكم على البلاد .
الشيعة ومنذ نهاية الانتخابات اختلفوا في تسمية الكتلة الاكبر ، وما زال الخلاف قائماً الى اليوم ، وجميع الاطراف تعتقد بقدرتها على قيادة البلاد ، وتعتقد بأنهم الاصلح والأقدر على قيادة المرحلة القادمة ، ولكن من هو الاجدر بقيادة الدولة العراقية ، ورفع راية الاصلاح ، هل هناك قواعد للاختيار ؟ ومن يضع القوالب والقواعد ؟ وهل يتم ذلك وفق رغباتهم وقناعاتهم ام انها قوالب أُعدت سلفاً وفي غرف مظلمة ( يفصل قاط على دكمة ) ؟!!
الطريق إلى احتواء الأزمة العراقية ليست بالأمر الهين ، فالصراع بين المتنافسين الاقربين أشد ضراوة من المعارك مع الخصوم ، خصوصا مع قلة خبرة النخبة السياسية العراقية وتناحرها الطويل وتفككها ، لكن البيت الشيعى المليء بالشروخ والخصوم يراهن على تدخل سريع لرتق الفجوة بين مكوناته خصوصاً بين التيار الصدرى وكتلة الفتح ، وفى حالة نجاح هذا التحالف سيكون على حساب كل من حيدر العبادى ونور المالكي فالعبادى والمالكى مرفوض من المرجعية الدينية ، كما أن سقف المطالب الكردية سينخفض بعد أن ارتفعت على ضوء الانقسام الحاد بين الكتلتين الرئيسيتين فى البرلمان والذى جعل من الصوت الكردى قادرا على ترجيح كفة على أخرى ، أما إذا استمر الانقسام ، وتغلب طرف على الآخر بفارق ضئيل ، فسيدخل العراق فى دوامة من الفوضى ستهدد العراق والمنطقة التى تقف فوق برميل بارود ضخم وقريب من نفط الخليج والمحتقنة بالاستقطابات السياسية والطائفية التى تغذيها الصراعات الإقليمية والدولية.
هنا يأتي دور الحكمة والعقل في قيادة الحكومة ، باختيار شخصية بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية ، وتكون مقبولة عند الجميع ، موثوقة ومؤهلة لتكون قادرة على احداث تغيير في الواقع السياسي والاقتصادي للبلاد ، على ان تخضع لقياسات والمعايير التي وضعتها المرجعية الدينية العليا ، وهناك الكثير من التجارب الناجحة لدينا ، والتي استطاعت فيها هذه الشخصيات النجاح في مهامها ، وانقاد البلاد من منحدر الانزلاق نحو الهاوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم