الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رأسي والقِطّ
جمال حكمت عبيد
2018 / 9 / 14الادب والفن
في رحلة استجوابي و في غرفة التعذيب، لم يكن أحد معي سوى رأسي وقطّ أملح، محبوسان داخل كيس الجوت، وبقية جسدي مطروح على الأرض، وكان حصة جلادي.
مع أول ضربة سوط كان الجلاد يصيح بي، اعترِفْ.
لم تكن الصورة غريبة عني، فلقد تذكرت عذابات "رجب " في رواية " شرق المتوسط " لعبد الرحمن منيف، عدت اقرأها الآن وأنا في هذا الحال لأجد مخرجا من سلوك القِطّ، كان لابد لي من ترويضه قبل ان يدميني، واترك للجلاد جسدي
في داخل الكيس أصبحت انظر الى القِطّ بتحيّر، لا أكاد أغفل عنه، ينظر لي كعدو اوصديق لا أدري؟
كيف لي التفاهم معه، وهو صنيعة الجلاد، أراده معيناً له، او قد لا يكون صنيعته.
لسعة سوط أخرى آلمت ظهري، وصوت الجلاد يفزعني، يأمرني بالاعتراف، فاطلقت آهة ظنّ فيها القِطّ اني اهاجمه، راح يكشر عن انيابه، ينفخ بوجهي . كيف لي أن أقول للقط انتَ لست غريمي، بل جلادي الحامل دفتر تحركاتي
ضربة أخرى وأخرى على عجل، وآهة طويلة خرجت مني، واذا بالقِطّ يرفع يده، يضرب رأسي، كادت مخالبه أن تمزق عيني، كأنه يأمرني بالسكوت.
عرفتُ حينها ما يبتغيه القِطّ مني، وسكتُّ.
تركتُ جسدي للجلاد، يصنع اخاديد الوجع فيه، وأنا صامت في أنيني، أعضُّ قماش الكيس كي لا يفتضح سري، والقِطّ ساكن ينظر لي دون ان يؤذيني.
تعب الجلاد من انتزاع اعترافي. رفع الكيس، فتحرر رأسي والقِطّ، رفعني عن الأرض ليأخذني الى زنزانتي، التفَتُ الى القِطّ، رايته يُحَيِّيني بذيله، عندها عرفت ما لم يعرفه جلادي : ان القط كان معي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية