الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لو كان للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب من حسنة وحيدة، فستكون عدم انخراطه في السلك الدبلوماسي وجهله التام بكل الأساليب والأعراف الدبلوماسية المتبعة، بل وحتى عدم احترامه لكل قواعد الذوق والتهذيب المعتادة ولذلك فإنه يقول ما يشعر به بدون ترشيح وحذف.
وما أثاره كتاب الخوف الذي نشر مؤخرا حول علاقة ترامب بالسيسي كان كافيا لاستعادة المواقف التي جمعت بين الإثنين وكيف تعامل كل منهما مع بعضهما البعض.
أحد هذه المواقف التي تستحق التوقف عندها هي مسألة الإفراج عن الناشطة آية حجازي الحاصلة على الجنسية الأمريكية، حيث وقف ترامب منتفخ الأوداج بين مؤيديه ليعلن لهم انتصاره في ملف الإفراج عن آية عكس إدارة أوباما التي سعت للإفراج عنها طوال ثلاثة سنوات بلا طائل، وكان يكفيه هو إشارة بسيطة الى السيسي ليتم الإفراج عنها وعن زوجها وعن ثمانية من الأبرياء بحسب تعبير ترامب، الذي اشاد بقدرته على تغيير موقف السيسي والقضاء المصري وانقاذ آية ومن معها من مصير مؤلم يعيشه عشرات الألاف من النشطاء في بلد لا تتقن الا بناء الجدران والسجون.
إن مسألة آية وياللأسف جعلت كل إنسان يعشق هذا البلد المنكوب بحكم العسكر يتمنى لو كان له جنسية مثل الجنسية الأمريكية ورئيس مثل ترامب على الرغم من كل ما به من موبقات ليتمكن من العيش بكرامة ويستطيع التعبير عن نفسه بحرية "نسبيا" .
والجديد ان كتاب الخوف تمكن من القاء الضوء على الكيفية التي ينظر بها ترامب الى السيسي فهو بمثابة شخص لزج مزعج لا يمكنك الحديث معه لدقائق قليلة بدون أن تتألم وكأنك قد تلقيت ضربة في أعضائك الحساسة.
إضافة إلى أنه قاتل "فاحش" ويحبس الأبرياء .. ومصاب بالرعب من أن تسفر التحقيقات مع ترامب عن ازاحته من الحكم حيث أن ترامب الداعم الأوحد تقريبا للسيسي وبن سلمان وبن زايد والكل يعرف لماذا فهم جزء من المشروع الصهيوني في المنطقة وقد قدموا الكثير في هذا الاتجاه مقابل تثبيت دعائم ملكهم والحفاظ على مناصبهم.
أما الشعوب العربية فقدرها أو ما تعيش فيه من قهر أو ما أصابها من غيبوبة أو جهل أو غير ذلك من الأسباب يجعل منها مفعول به وليس فاعلا على أي حال من الأحوال.
ولأننا ننتظر دائما الحل من السماء أو من تحت الأرض أو من قوى خارجية فكلنا نتطلع الأن الى الشعب الأمريكي لوقف القطار المتجه بنا نحو الهلاك المحتم فإذا تمكن الشعب الأمريكي من استبدال إدارة ترامب بإدارة أقل تبنيا للصهيونية قد تتحسن الأحوال في هذه المنطقة المنكوبة من العالم.
كما أن الأكثرية تعول على الأقلية الصامدة في فلسطين رغم كل ما يعانيه هؤلاء من تضييق وقهر وقمع لإفشال المشروع الصهيوني الذي يجري العمل عليه منذ سنوات على قدم وساق والذي سيغير بشكل كامل من شكل المنطقة ويقضي على الأخضر واليابس.
مجرد ومضات خافتة من ضوء في نهاية نفق مظلم قد لا تسفر في النهاية عن شئ ولكنها تبقي الأمل حيا في نفوس أناس تطمح في العيش الأدمي بين أيدي تتلاعب بحياتهم ووجودهم وأرضهم ومستقبل أبنائهم بينما يعيشون وسط أكثرية غافلة عما يحاك لها ليل نهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل