الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة سلبية اجتماعية أبطالها ساسة عراقيون

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2018 / 9 / 15
المجتمع المدني




"آني شعليه ..ما تصير النّه جارة..معلينه".. ظاهرة سلبية اجتماعية أبطالها ساسة عراقيون
رلئد شفيق توفيق
حين تحل ظاهرة اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية في مجتمع او بلد فهي بلا شك كارثة بكل المقاييس وتودي بذلك المجتمع وتسير به الى الهاوية وهذا سببه الانهيار السياسي والاجتماعي ما يجعل حالات الاحباط والانكسار والانهزامية والتخلف هي الصفات المقترنة بتلك المجتمعات ، لا بل يصل الامر الى حالات السخرية في القول والفعل .. فقد شاعت عبارات ومصطلحات سلبية في مجتمعنا نابعة عن تلك الظاهرة الاجتماعية الخطيرة . فكثيرا ما نسمع اذا ما تحدث البعض عن قضية سياسية او اجتماعية او اقتصادية … الخ عبارات (آني شعليه) و (شنكدر نسوي) و(ما تصير جارة لهذا البلد) و(يمعود هي خربانة) والقاموس العراقي لدى البعض من الناس زاخر بتلك المفردات التي تبعث على التشاؤم وروح الاحباط والتخلف الفكري والثقافي ويرى باحثين في علم الاجتماع ومثقفين و أوساط عديدة في تلك الظاهرة تنامي حالة الجهل بمختلف اشكاله وسلطت الاضواء على منابع هذه المقولات ، وهل الوضع السياسي وبعض السياسيين وراء تلك الظاهرة وتناميها ؟ وكيف يمكن معالجتها ؟ وما خطورتها على شريحة الشباب والأطفال على وجه الخصوص؟
من المؤكد ان سبب نشوء هذه الظاهرة في المجتمع العراقي وجود فراغ ثقافي وجهل اجتماعي ، اذ يوجد هناك نوعان من الجهل . الجهل الأبجدي اذ يوجد الان أكثر من سبعة ملايين أميّ لا يعرف القراءة والكتابة وتلك كارثة كبرى تستحق الوقوف عندها ومعالجتها ان كان هناك سياسيين اديهم حس وطني لا يسيرون وفق املاءات اقليمية مشبوهة تدعمهم واحزابهم للوصول الى السلطة ، أو يكون الجهل ثقافيا اي يكون الفرد متعلما الا انه غير مثقف اي غير مطلع على الجوانب الثقافية والعلمية الأخرى ، وهذان الشكلان من الجهل ساعدا بشكل وبآخر في نشوء هذه الظاهرة (عدم المبالاة) وكما يطلق عليها الـ(شعليه آني) وهذه الحالة منتشرة بشكل واسع بين الطبقة السياسية والمناصب الحكومية وما نراه الان من فشل حكومي وفساد في كل مفاصل الدولة وانعدام الخدمات للمواطن سببه تهرب الكثير من السياسيين من المسؤولية الادارية والمهنية وحتى الاخلاقية وبعضهم يلقي المسؤولية على البعض الاخر، الامر الذي انعكس على المواطن الذي يفتقد الى كل شيء الا من خالة (اللا أبالية) باعتبار أن كثيراً من المسؤولين والسياسيين يتمتعون بها وهم يفترضانهم القدوة في المجتمع ! وليس خافيا على احد ان السياسيين كالطبل الأجوف إذ تسمع صوته من بعيد لكنه فارغ في حقيقته ، لذا غدت العبارات والمقولات السلبية امرا مسلما به .
هذه الظاهرة لم تكن موجودة في السابق الا في نطاق ضيق جدا لأن الاجيال كانت تتسابق في المطالعة للحصول على الثقافة والعلم بينما اليوم هناك عزوف عن القراءة بالرغم من شيوع التكنولوجيا والاتصالات الحديثة ، وتلك مفارقة مؤلمة ، اذ ترى الان الكثير من الخريجين من الكليات والجامعات قد لا يعرفون بديهيات الادب والفن والتراث.
ومن اسباب نشوء هذه الظاهرة حرمان جيل اليوم من ابسط مقومات الحياة الكريمة ما ادى الى ظهور أجيال محبطة ويائسة وليس من شيء يبعث على التفاؤل وهي محرومة من ابسط مقومات الحياة فلهذا اصبح لدينا نوع من الإحباط واليأس ولذلك عندما تتكلم مع احدهم فهو لا يتردد بالقول:(شعلينه ليش ندوخ نفسنه).
يضاف الى ذلك ان الكثير من المثقفين تركوا المشاريع التنويرية والإصلاحية وانشغلوا بالجانب الفردي بسبب ضغوط المعيشة والبعض منهم اضطر الى الهروب خارج الوطن بسبب تهديدهم بالقتل بسبب افكارهم الداعية الى فصل الدين عن الدولة ورفضهم الفساد الذي عم مفاصل الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ