الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب عدو الارض !

عدلي عبد القوي العبسي

2018 / 9 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


ترامب عدو الارض
عدلي عبد القوي العبسي

من المعلوم ان المصالح البورجوازيه الضيقه وغير المشروعه تقف وراء تسييس العلم وجرف النظريات العلميه الطبيعيه والاجتماعيه بعيدا عن نهر الحقيقه
وخير مثال على ما نقول نجده في
النظريات العلميه الشهيره للتغير المناخي كنظريه الاحتباس الحراري مثلا والجدل الدائر حولها والذي يقارب القرن من الزمن على بدء احتدامه حيث انقسم علماء المناخ والارصاد ازاء هذه المسأله الهامه والحيويه الى فريقين متصارعين منهم من يؤكد على وجود الاحتباس الحراري وعلاقته بغازات الدفيئه المنبعثه الناتجه عن النشاط الصناعي البشري المفرط كسمه هامه من سمات الراسماليه ومنهم من يشكك ويعزو الامر في ارتفاع درجه الحراره الى اسباب طبيعيه وحدث دوري متكرر وليس حدث ذااتجاه تصاعدي مضطرد ما دام السلوك البيئي العدواني مستمرا
ويعتبرون ( هؤلاء المشككون ) النشاط البشري مجرد عامل ثانوي ضعيف التأثير .
وكتقليد علمي وسياسي ساد طيله العقود الماضيه اصبح الرأي الذي لديك وبالتالي الموقف الاجتماعي الذي تتبناه بخصوص هذه المسأله يحدد ما اذا كنت يساريا ام يمينيا وهل انت من اصدقاء الارض ام من من اعداء الارض ! !
هنا تم تحزيب العلم وتسييسه لاغراض انانيه ضيقه !!
وبالتأكيد لا يخوض اليساريون المهتمون بالبيئه والمدافعون عنها في هذا الجدل من قبيل التحزب والتعصب والجهل وليس كاستثمار ايديولوجي وسياسي كما يروج عنهم خصومهم في كل مكان من اوروبا واميركا وانما هم يناضلون فكريا وسياسيا واجتماعيا استنادا على المعطيات العلميه الموثوقه والتأكيدات التي تنتج عن جمهور واسع وعريض يصل الى الالاف من كبار الخبراء والعلماء يؤكدون واستنادا الى ابحاث عميقه وتحليلات احصائيه علميه عن العلاقه الوطيده بين الوقود الاحفوري والنشاطات الصناعيه والاحتباس الحراري وتغير المناخ وجنون الاعاصير المتصاعد .
ان هذا المصير السيئ الذي يصل اليه العلم ( اقصد هنا التلاعب والتشويه وانكار الحقائق العلميه الطبيعيه )في ظل سيطره نظام السوق والربح الراسمالي اكد عليه العالم والفيلسوف والمناضل الكبير كارل ماركس في القرن التاسع عشر -عندما كانت لعبه القذاره لا تزال في بدايتها - كما انه اكد ايضا على ان الراسماليه وحمايه البيئه امران لا يجتمعان فمن الوقاحه ان تكون راسماليا صناعيا وتدعي حمايه البيئه في نفس الوقت !
قال بعض المفكرين ان ايكولوجيي الغرب اكتشفوا ماركس دون ان يقرأوه ! وذل بالوصول الى نفس الاستنتاجات بخصوص الاغتراب السلعي وتدمير الطبيعه .
السياسيون الجمهوريون ( الغالبيه العظمى منهم ) ومعهم جوقه المطبلين من الاداريين والخبراء والاكاديميين والباحثين والمفكرين في منتدياتهم ووسائل اعلامهم والمراكز البحثيه القريبه منهم وانطلاقا من الدوافع الرديئه الغير اخلاقيه والغير انسانيه التي ذكرناها اعلاه ينكرون وجود الظاهره من الاساس ويحبذون الاراء الغير علميه المناهضه لها عن عمد وتحيز في الغالب وعن جهل احيانا !.
انهم ببساطه يتهربون باصرار وقح من تحمل مسئوليه النظام الراسمالي المتوحش والسياسات البيئيه الغير رشيده والنشاط البشري الصناعي المعادي للبيئه في حدوث كارثه الاحترار والتغير المناخي وكل التداعيات الناتجه عنها كاشتداد حجم وقوه وتردد حدوث الاعاصير ( الاستوائيه )والكبيره بخاصه منها نظرا لخطورتها الشديده على الاقتصاد والصحه والارواح ! .
يحاول الجمهوريون عبثا التخلص من الالتزامات السياسيه الخاصه بتغير المناخ وأخذ رئيسهم الحالي ترامب يتنصل من الاتفاقات الموقعه واهمها اتفاق باريس للمناخ الذي ابصر النور قبل ثلاث سنوات ومثل هذا الاتفاق نقطه مضيئه في ليل الهمجيه البشريه المعاصره بل حدث بالفعل ان ( الرئيس الاحمق ترامب ) انسحب من هذه الاتفاقيه وانكر وجود الاحتباس الحراري من اصله متأثرا ربما ( وهو في الاساس لا يستطيع ان يفهم لاسباب تتعلق بقدراته الذهنيه ) برأي البعض من العلماء المغرضين ذوي الارتباطات المشبوهه والذين راحوا يخترعون لنا نظريات جديده وافكار جديده حول طبيعيه الظاهره وراحوا يشككون في الادله العلميه المتراكمه عبر عقود من الزمن .
من الغباء الفاحش انكار وجود الاحتباس الحراري وارتباط التغير الدراماتيكي لنشاط الاعاصير بها خاصه بعد تزايد تكرار حوادث الظاهره خلال الخمسين عاما الماضيه وتغيرات في انماط وقوعها وبروز مؤشرات واضحه ومعطيات واحصاءات لا بأس بها بل ان الحوادث المهوله التي تكررت كثيرا في السنوات الاخيره تدلنا على مصداقيه وقوه نظريه الاحتباس الحراري وارتباط حدوث الاعاصير العاتيه بها وما حوادث اعصار كاترينا وميتش واندرو وماريا واخيرا فلورانس الا
اجراس الخطر وتحذير صارخ من الطبيعه موجه نحوانسان اليوم العابث المستهتر .
وبازاء هذا كله يتصرف الكثير من الساسه الامبرياليون الاميركيون باستهتار واضح وازدراء ولامبالاه كاطفال مدرسه مشاغبين مضطربي السلوك !! وهو ما فعله بوش وطاقمه بالامس ( تتذكرون طبعا موقفه ابان محنه اعصار كاترينا ) واليوم يفعلها ترامب وفريقه وجوقه الاصوات النشاز من حوله ويكررون ذات الخطأ والمواقف السلبيه تهربا من اللوم عن مواقفهم وسياساتهم البيئيه المخزيه (تابعوا حديث ترامب عن الاعصار ماريا وانكاره وقوع ضحايا تقدر بثلاثه الاف شخص وتابعوا ردود افعاله الباهته هذه الايام مع كارثه الاعصار فلورانس الذي ضرب الساحل الشرقي الاميركي
واهكذا يستمر اعدو الارض ومناصروه في الانكار والهجوم الوقح والعزف على نغمه الصناعه والنمو !!
يتأسف الكثير من الشرفاء والحكماء والخبراء في ذلك البلد على ما وصل اليه الحال من بؤس وتخبط وفوضى في اداره القرار ، فرأس الاداره يتصرف كأنه ليس من جمله البشر وكأنه مخلوق قادم من كوكب آخر من الفضاء الخارجي !!
ولا يستطيع ان يفهم خطوره الموقف ليس على اميركا وحدها وشعبها وانما على البشريه جمعاء الغنيه والفقيره
هو لا يكترث للمصير الاسود الذي ستصل اليه البشريه بعد خمسين الى ستين عاما من الان ولو قلنا على سبيل المثال كاحدى المناطق الضحيه ان هجره واسعه النطاق ستحدث باحتماليه كبيره في العالم العربي من جنوبه الى شماله لن يصدقنا احد!!!! وسيسخر منا هؤلاء الحمقى المتشككون.

وهل سيتطلب الامر في المستقبل ان يتولى الحكم علماء بيئيون او ناشطون خضر او يساريون عقلانيون حتى نصل الى واقع جديد مضمونه سياسات عقلانيه رشيده صديقه للبيئه تعمل على وقف التدهور المتسارع للنظم البيئيه التي نعيش فيها !
من يستطيع ان ينكر ظاهره الاحتباس الحراري ومسئوليه غازات الدفيئه عنها واهمها ثاني اوكسيد الكربون المنبعث الى الجو بفعل احتراق الوقود الاحفوري بالدرجه الاولى وجمله النشاطات الصناعيه ذات الصله بالانبعاث الغازي وهي كثيره وكبيره الحجم وتتحمل مسئوليتها بالدرجه الاولى الدول الصناعيه المتقدمه وعلى رأسها الولايات المتحده الاميركيه والصين.
لدى الرئيس الاميركي المعتوه ترامب نظره عدائيه وبليده تجاه كل مقولات العلم البيئي وكل الشعارات التي يرفعها الايكولوجيون ونشطاء اليسار والليبراليون التقدميون رغم مصداقيتها وعقلانيتها وواقعيتها ومقاربتها الشديده لواقع الحال
هو لا يفعل ذلك الا انطلاقا من جهله المعرفي الفضيع وذكائه المحدود وتحيزه البورجوازي العفن ونزعته الامبرياليه وغطرسته وعنصريته وذهنيته كرجل ابيض بارد الاحاسيس يستحضر وحشيه اسلافه البربريه الجرمانيه !!
ترامب يقرر المضي قدما في تدمير الطبيعه والعبث بقوانينها باصرار الجاهل المستهتر !! ولا من رادع يردعه ويصرفه عن غيه وعتوه !
وشتان بينه وبين اوباما الذي اظهر قدرا من الاحترام والتقدير لهذه القضيه .
لهذا نأمل ان الفتره القادمه تخبرنا ان هذه المسأله كانت من بين اهم الاسباب في سقوط ترامب !!.
وان غدا لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط