الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنا بخير حتى غزانا الفكر القومي

عبدالوهاب جاسم الجرجري

2018 / 9 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كنا بخير حتى غزانا الفكر القومي

ضمت الدولة العربية الاسلامية على اختلاف عهودها مختلف الاصناف والاجناس والاعراق والقوميات ذابت كلها تحت مسمى واحد وهو الربطة الاسلامية التي كانت اقوى وشيجة من الروابط الاخرى ، بل ازدادت معها اواصر المحبة والتسامح والاخوة بين المسلمين وكانت هذه الآصرة الاسلامية سببا في دخول اقوام جديدة في الاسلام بسبب ما وجدوه من تعامل حسن ومن اخوة حقيقية بين المسلمين، ولا زل المسلمين في عزة ومنعة حتى غزاهم الفكر القومي باختلاف اشكاله و مسمياته فقسموا بذلك الى اقوام مختلفة واحزاب متنافرة كل واحد منهم يعمل من اجل قوميته الخاصة بعيد عن الهدف الاسمى والاعلى وهو الامة الاسلامية متناسين ان كل عز اصابوه، وكل خير نالوه، وكل بلد فتحوه، كان بسبب الاسلام وما يؤيد كلامي هذا قول الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)اذ قال: (نحن امة اعزنا الله بالإسلام فأن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله)

ان الفكر القومي هو من فتح ابواب البلدان الاسلامية على مصراعيها لتكون لعبة بيد الاستعمار والتغلغل الاجنبي الذي عاث فيها فسادا وتخريبا ونهبا ردحا من الزمن ، وكان اداتهم في ذلك المسلمين الذين انقسموا على انفسهم واصبحوا ألعوبة بيد الغرب والاستخبارات الاجنبية .

ففي الحرب العالمية الأولى تحالف العرب المسلمين مع عدوهم اللدود بريطانيا (الحلفاء) ضد الاتراك المسلمين فيما عرف بالثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦م بزعامة الشريف حسين فساهموا بالإطاحة بدولة مسلمة ليكونوا تحت انتداب دول مستعمرة هدفها استغلال البلاد ونهب خيراتها ، ولست هنا امتدح الدولة العثمانية واقف بصفها وانما اقف مع الحق فكيف لعاقل ان يثق بمستعمر طامع في بلاده!

و بعد انتهاء الحرب قسمت البلاد العربية الى كانتونات و دول صغيره كان عليها انت تبدا حركة التحرير من جديد هذه الحركة التي راح ضحيتها المال والرجال وبذل في سبيلها الغالي و النفيس حتى تحررت البلدان العربية من الاستعمار البريطاني و الفرنسي و الايطالي و الاسباني .

ولكن هل استفادة العرب من الدرس وفهموا ان عليهم ان يبتعد عن هذه الافكار التي فرقتهم و ابعدتهم واعادتهم الى وضعهم الذي كانوا عليه في الجاهلية ؟ كلا لم يعي العرب الدرس وبقوا في اتون الخصومات و المنازعات يسبحون ، مقسمين دولا متناحرة متنافرة هدف كل واحده منها اما ان تكون اقوى من الاخرى ، او تريد التخلص من مشاكلها الداخلية ، وحروبها الاهلية، التي اصطنعت بفعل القوى الاجنبية، وادواتها الاستخباراتية، وبالتواطؤ مع بعض الدول العربية، التي تعد نفسها حليفا للقوى الغربية.

والان العرب كل العرب قد صرفوا نظرهم عن قضيتهم التي كانوا يصفونها بالمحورية ، الا و هي القضية الفلسطينية و اتجهوا نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني او السكوت وغض الطرف عن افعاله الاجرامية ،فأين القومية التي ظلوا يتشدقون بها واين شعاراتهم التي صدعوا رؤوسنا بها ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة