الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة كتاب في جريدة

رائد الحواري

2018 / 9 / 16
الادب والفن


مناقشة كتاب في جريدة
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تمت مناقشة كتابين هما: "ديوان الشعر العربي في موريتانيا، وكتاب ديوان الشعر العربي في السعودية واليمن"، وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" حيث قال أن هذه الإصدارات من الكتب تمت بالتنسيق ما بين اليونيسكو ووزارات الثقافة في الدول العربية، حيث بلغ عددها مائة وسبعون كتابًا، وقد تناولت العديد من المواضيع وأخذت أشكالاً أدبية متعددة، من الراوية إلى القصة، إلى الشعر، إلى السيرة إلى الرحلات مرورًا بالكتب التراثية والفكرية، وفي هذه الجلسة سنناقش كتابين هما "الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين في كل من موريتانيا والسعودية واليمن، ونتوقف قليلاً عند موريتانيا التي تسمى بلد المليون شاعر، وسنجد أن هذه التسمية لم تأت من فراغ إذا ما قرأنا هذا الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة كتاب في جريدة، نجد أن هناك شعراء لا يشق لهم غبار، ونستطيع القول من خلال الشواهد الموجودة في الكتاب أننا أمام قامات شعرية تستخدم أكثر من شكل، لكنها بمجملها مبدعة وتتقن فن الصياغة والصناعة الشعرية.
ثم فُتح باب النقاش وتحدث الشاعر "جميل دويكات" قائلاً: في هذا الكتاب نحن أمام شعراء منتمين لقوميتهم ولوطنهم ولقضايا الأمة، فهم يقدمون نصوصًا متطورة ورائعة تأخذنا إلى فترة تألق هذه الحالة في العصور الماضية، فتكاد اللغة المستخدمة في شعرهم أن تكون قريبة من لغة الشعر في العصر العباسي الثاني، وهذا بحد ذاته إنجاز إذا ما قارنا هذه النماذج بما يصدر اليوم من شعر، فالبيئة وما فيها من سماء صافية وآفاق مفتوحة وإرث لغوي لم (يتلوث) بما هو دخيل على اللغة، جعل هذه القصائد تأخذنا إلى عالم من الجمال والمتعة لم نكن لنحصل عليه دون وجود البيئة الحاضنة والظرف المناسب والطاقة الإبداعية.
ثم تحدث الأستاذ "محمد شحادة" قائلاً أنه بعد التأمل في القصائد التي وردت في هذا العدد من كتاب في جريدة والتعرف إلى سطور من السيرة الذاتية للشعراء أصحابها وجدتني أتوقف عند قصيدة للشاعر الموريتاني الخليل النحوي، فلم يسعني بعد قراءة القصيدة إلا أن أعترف بالفضل لصاحبها، فالرصانة وقوة الشكيمة واضحة وبارزة في القصيدة، ونجد الشاعر يربط بيروت بأخواتها من مدن الشرق العربي والحواضر والعواصم، فنجد وحدة النضال في الوطن العربي حاضرة في قصيدة، ونجد لغة القصيدة عالية المستوى ومترعة بالصور الشرية، التي تأخذنا إلى عالم من الجمال.
ثم تحدث الأستاذ "نضال دروزة" قائلاً: أشكر اللجنة الثقافية في دار الفاروق التي تتيح لنا هذا اللقاء الدوري لنتعرف على نماذج من الشعر العربي في موريتانيا ما كنا لنعرفه دون هذا اللقاء، موريتانيا تعني الإنسان الأسمر، ويقال أن قبيلة جاءت إلى "أتوازيا" في جنوب موريتانيا وهي تتكلم اللغة العربية الفصحى، وهي من نشر اللغة العربية لتصل إلى شمال البلاد، فاللغة العربية لغة غنائية، لكل حرف ثماني صور، من الفتحة إلى الكسرة، إلى التنوين، ومرورًا بالمد والكسر، ومن يستطيع أن ينظم الكلمة من خلال حركة الصوتيات هذه يستطيع أن يمتلك القدرة على الإبداع الشعري، من خلال هذا الكلام يمكننا أن نفسر هذا التألق وهذا الإبداع في هذه القصائد.
أما الأستاذ "سامي مروح" فقال: موريتانيا من البلدان التي فُتحت سلمًا، وقد جاءتها قبيلة (حسان) مجاهرة إليها مما أعطاها زخمًا لغويًا، فأنا لم أتفاجأ بهذه القصائد وجودتها ولغتها، لأن التاريخ يؤكد ويعطي إشارات على نقاء الموريتاني من التلوث اللغوي، وهذا ما يجعل القصائد أقرب إلى اللغة التي استخدمت قديمًا، فهي لغة قوية وأسلوب وطريقة متقنة، معظم القصائد تتحدث عن القومية العربية وقضية فلسطين والعراق، وأعتقد أن الحديث عن الكتاب بهذا الشكل العام غير دقيق وغير عادل، لأننا فعلاً بحاجة إلى التوقف عند كل شاعر على حدة، لإعطائه حقه من البحث والتحليل والتأمل في اللغة والصورة التي قدمها.
ثم تحدث الشاعر عمار خليل فقال: "عند القراءة في كتاب ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين الذي تناول شعراء موريتانيا لم أجد مقدمة لهذه القراءة خيرًا من بيت شعر من هذا الكتاب، للشاعر الشيخ بن بلعمش، حين قال:) كيف يغدو زماننا عدميا .. ليس فيه من الأماني اقتراب) وقبل الحديث عن الشعر وخصائصه وعلاماته الجمالية وصوره الفنية، استوقفتني الصورة العامة لهذا الكتاب، فكأن الذين كتبوه منذ خمسين عامًا وأكثر، يكتبونه الآن، بذات الوجع، وبنفس الألم، فما زلنا كأمة عربية إسلامية، نقبع تحت سياط الأمنيات التي لم تتحقق، فلو كانت هناك مسابقة أدبية تبحث في حجم الألم والوجع في الأدب العالمي لفاز العرب المسلمون بكل جدارة وتفوق. وعودة للسحر الأدبي والتذوق الفني لهذا الشعر، فإني وجدت تفاوتًا كبيرًا من شاعر إلى آخر، ووجدت أن شعر التفعيلة أكثر إبداعًا وحداثة من الشعر العمودي، و هذا لا ينفي الرصانة والقوة والمتانة في الشعر العمودي في هذا الكتاب، فالشعر العمودي مازال بذات القالب الشكلي والمضمون للشعر الجاهلي، في مقدمته الغزلية، وذكر اسم الحبيبة، وذكر المكان، ثم الدخول في الموضوع الذي أراده الشاعر. وجُلّ الشعراء هنا كانت مواضيع شعرهم تدور في ذات الدائرة من الشعور الوطني إلى الانتماء القومي، إلى البعد الديني لينتهي بالأمنيات والتمني. وعند النظر بإمعان سنرى أن الزمن كلما تقدم، كان الشعر أكثر بهاءً وحداثة، فالشعراء مواليد عام1950 يختلف أدائهم عن شعراء ولدوا بعد خمسة عشر عامًا إلى عشرين عامًا، وهنا أريد الوقوف على قصيدة رأيتها الأجمل بين القصائد، هي قصيدة: مرثية الصقور العابرة، للشاعر محمد بن الطالب، هذه القصيدة التي تعج بالحركة والصور الفنية وأسلوب الخطاب الممتد من عمق التاريخ، حيث خاطب الشاعر عاصمة القوة (أوْدَغُست) حيث يسقط الواقع المرير الذي يعيشه على ذلك التاريخ المشرق في الإرث الموريتاني. وما أجمل الشاعر حين يختم قصيدته قائلاً: وها نحن نمشي على قدم الأخيلة تصيح الظلال الطويلة من خلفنا إلى أين يا تائهين إلى أين يا تائهين ونحن نحث خطانا إلى المقصلة لأنا أفقنا على زمن يَـكْــرَهُ الأسئلة ."
وتحدثت الأستاذة "فاطمة عبد الله" عن الكتاب الثاني وهو ديوان العرب في ربع قرن في السعودية واليمن، قائلة: أن ما وصلنا من نماذج من شعراء وقصائد قد لا يكون الأمثل فيما أنتج من شعر في الجزيرة العربية، فعدد القصائد والشعراء جاء عشرين شاعرًا وقصيدة للسعوديين، وستة عشر شاعرًا وقصيدة لليمنيين، والتي جاءت لتعكس منجز شعري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، يبدو أن هذا الكتاب يرمي إلى التنويه إلى شعراء محدثين أخرجوا القصيدة من ثوبها التقليدي لتتخذ قالب جديد، وكل جديد يطاله سهام النقد والإحباط ويتصادم مع الموروث بقصد إلغائه وإسقاطه والتعالي عليه.
وتحدث الأستاذ "رائد الحواري" موضحًا أن ما جاء في قصائد لشعراء في الجزيرة العربية هو شعر يميل إلى الطبيعة ويخلو من مشاهد القسوة والألم، وهذا يعطي دلالة إلى أن من يكتب الشعر في السعودية هم من المرفهين، والبعيدين عن حالة القسوة والألم، ونحن في المنطقة العربية بحاجة إلى هذا الهدوء والصفاء بعيدًا عن مشاهد الموت والخراب والألم المتفشية في منطقتنا، أما فيما يتعلق بالقصائد والشعراء في موريتانيا فالتأكيد نحن أمام ظاهرة فريدة ورائعة، لا يمكن أن نعطيها حقها إذا ما تحدثنا وأجملناها كلها معًا، فهناك قصائد يمكننا أن نحللها من خلال علاقة الفكرة بالكلمة وبالحرف كما هو لحال في قصيدة "أحمد بن عبد القادر" والذي نجده يستخدم حرف الحاء بكثرة، وهناك قصائد يمكننا أن نجد فيها أكثر من صوت كما هو الحال في قصيدة مباركة بنت البراء، وهناك قصيدة تعج بالأسئلة كما هو الحال في قصيدة "ناجي محمد الإمام" وهناك قصيدة مترعة بصيغة النداء كما هو الحال عند الشاعر "محمد بن الطالب" لهذا نقول أننا بحاجة إلى وقفة عند كل شاعر.
وفي نهاية الجلسة تقرر أن يكون اللقاء القادم يوم السبت الموافق 29/9/2018 لمناقشة كتاب "نقوش من الذاكرة" للكاتب "شريف سمحان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .