الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البارتي .. وخطورة التزاوج مع التيار الإخواني

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 9 / 16
القضية الكردية


إن الإسلام السياسي الإخواني هو أخطر ما يهدد الكرد كمجتمع أقوامي وقضية وطنية وليس فقط كفكر حضاري يحاول إعادة التاريخ بنسخته الداعشية حيث وللأسف هناك مؤخراً نوع من التزاوج بين الفكر القوموي والإسلام السياسي لدى بعض مدعي "الكراديتية" وتحديداً بين بعض مدعي النهج البارزاني حيث نجدهم يحاولون التسويق للفكر الإخواني والإسلام السياسي بنسخته السلفية من خلال التطعيم ببعض المفاهيم أو التستر تحت بعض اليافطات القوموية أو خلف بعض الرموز الكردستانية مثل شخصة البارزاني الراحل.

وبالمناسبة فقد لاحظت هذه الظاهرة في أول إحتكاك لي مع واقع المجتمع الكردي بالإقليم وذلك خلال زيارتي الأولى لها عام 2005 وقد تكرست لدي هذه القناعة أكثر من خلال وجودي داخل صفوف البارتي بعد 2006 ومحاولات بعض الشخصيات القيادية إصباغ الصبغة الإسلامية على الحزب وقد لاحظ عدد من الرفاق ذاك التوجه في مؤتمرنا العاشر 2007 حيث أفتتحوا المؤتمر بالفاتحة والآيات القرآنية وكأننا تيار ديني إسلامي وليس قومي علماني، بل أجبرونا على قبول القسم الحزبي أن يبدأ بالبسملة الإسلامية وليس باسم شهداء الحركة الكردية.

وكذلك فإنني وخلال وجودي عامي 2008 و 2009 بالإقليم لاحظت مدى هيمنة الفكر الإسلامي على مجتمعنا الكردي وخاصة في المناطق الخاضعة للبارتي الديمقراطي الكردستاني حيث تجد الفكر الإسلامي يسيطر على البيئة الاجتماعية الهوليرية ولا يخلو إدارة حكومية من ظاهرة الأسلمة من خلال سجادة الصلاة وتعطيل الموظف لعمله الوظيفي ربما لأكثر من ساعة وذلك بحجة أداء فريضة الصلاة، بل عندما حاولت فتح الموضوع مع عدد من مثقفي الإقليم حول هذه الظاهرة أسر لي أحدهم بأنهم فتحوا الموضوع مع السروك بارزاني وأشتكوا من الظاهرة وهو الآخر أقر بذلك ولكنه بنفس الوقت قال لهم بأنه "لا يقدر أن يحاربهم بشكل علني"، لكن بنفس الوقت أعطاهم الضوء الأخضر بمواجهة ظاهرة أسلمة أو بالأحرى أخونة المجتمع الكردي.

ولذلك إنطلاقاً من خطورة هذه الظاهرة فإننا نأمل من أبناء شعبنا وتحديداً أصحاب النهج البارزاني الحقيقيين، بأن يحاصروا هؤلاء ولا يسمحوا لهم المتاجرة والترويج للفكر السلفي الجهادي في مجتمعاتنا حيث وللأسف سيكون خطرهم كداعش والنصرة والتيار الإخواني عموماً على الكرد -قضية ومجتمعاً- في المستقبل وذلك إن ترك لهم المضي قدماً ولكن يبدو أن هناك البعض من مدعي النهج لا يدركون خطورة هذا الخطر الكارثي المحدق بنا جميعاً حيث ونتيجة خلافاتهم الحزبوية مع الآبوجيين يسمحون لهؤلاء الحثالات السلفية بالتستر تحت يافطاتهم وشعارات البارزانية حيث وللأسف فإن هؤلاء الأخيرين يتوهمون بأن التيار السلفي الإخواني سوف يساعدوهم في تقليص نفوذ الآبوجيين مع أن أولئك -أي التيار السلفي الإخواني- سينقلبون على البارزانيين بعد أن يستخدموهم كحلفاء في المرحلة الأولى لمحاربة الآبوجيين وعموم التيارات العلمانية.

وبالمناسبة محاربة هؤلاء لي شخصياً ومحاولاتهم الدائمة بالقول؛ إنني آبوجي وأعادي البارزانية -رغم تأكيدي بأنني أقرب للبارزانية على الأقل عاطفياً- هي ليست إلا محاولة دنيئة منهم للتقليل من تأثير كتاباتي على من يعتبر نفسه جزءً من الفكر والنهج البازراني، رغم معرفة الجميع بأن ولائي أولاً وأخيراً لقضايا شعبنا سواء قالوا بأنني بارزاني أو آبوجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre


.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين




.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر