الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 9 / 16
الادب والفن


حين التحدث عن الاستاذ مسلم الطعان بوصفه مثقفا فاعلا يستوجب التمعن بمسيرته الثقافية الطويلة، ولكن ضيق المساحة في هذه المقالة، جعلني اتناوله في جانب الشعر الشعبي، فهو مارس ابداعات متعددة وبعاطفة فاضت وفاحت باريجها على المتلقي في جل كتاباته، وانه صقل هذه العلاقة بوعي قصدي، وعلاقته بالاخرين وابتعد قدر الامكان عن تشخيصات غرامشي حول المثقف، حيث يقول غرامشي : (أن خطأ المثقف يتكون من الإيمان بأنه من الممكن أن يعرف بدون فهم، وبشكل خاص دون مشاعر وأحاسيس ...ومن الإعتقاد من أن المثقف يمكن أن يكون مثقفا إذا تميز وابتعد عن الناس والأمة دون الشعور بالأحاسيس الأولية للناس، دون فهمها ومن ثم تفسيرها وإيجاد التبريرات لها في إطار وضع تاريخي محدد.)، ولكن الاستاذ الطعان مارس دوره، كناقد اجتماعي ومنتج للمعرفة، حيث حول المعرفة الى سلوك وموقف مع نفسه ومع الاخر، ولهذا عاش ويلات الغربة بعد ان عاش ظلم السلطة عليه، ثم رجع الى مدينته المعطاء ذي قار بعد سقوط الصنم، فكتب الشعر القريض والشعبي والقصة والرواية، وهي فنون قولية ابداعية لها عوالمها الرؤيوية الخاصة.. واليوم اتناول قصيدة له شعبية ساخرة، تناولت الكثير من السلوكيات المتلونة في وفاءها وعلاقاتها الاجتماعية .. وفيها عتب على الزمن والناس، اسماها (قاموس الشهامة ..!) واهداها الى صديقه، واجد من الضرورة اضع الاهداء ضمن جسد المقالة لضرورات مهمة .. الاهداء يقول : (اولا: الى أخي وصديقي الحبيب الزاير عبدالحسن يونس... شاهدي الأول الذي لم أعثر حتى هذه اللحظة على شاهدٍ ثانٍ يشاطره الشهادة لي بأني قد ظُلمت كثيرا وظَلمت أبي كثيرا حين غيرت اسمه من عباس الى عيّاش لكي أفرَّ بجلدي من الظلم الأسود في 11-11-1996 من أجل أن أعيش لحظة الجمال والحرية لي ولقصائدي التي تقاوم الظلم مهما كان لونه وجنسه...!
ثانيا: تعلمت من أبي الفلاح القروي البسيط حكمة حملتها في وجداني في حلّي وترحالي عندما قال لي ذات يوم قرويّ: اعلم يا ولدي أن الصديق الحقيقي عبارة عن كتاب شهامة متي ما قصدته لن يبخل عليك بمفردة تنقذك من ضيق او حرج تمر به ومتى ما أغلق هذا الكتاب بوجهك متشحا بوشاح عذر شاحب فاعلم بأن بضاعة الشهامة، قد نفدت ولا حاجة لك أن تنفخ الحياة في كلمات شاحبة قد مات بها بريق الشهامة...!) .. لذا يقول في قصيدته الساخرة :

(-1-
من شهرينْ أحشّمْ فزعة اخواني
عُصى وسفه يازايرْ شاهدي الثاني
-2-
أحشّمْ بالصديجْ او جنَّه ما يسمعْ
بسْ صوتي صداه مبحوحْ اليْ يرجعْ
راحْ الجانْ بسْ أنخاه اليْ يفزعْ
امسجِلْ بالنبضْ جلماتْ عنواني
عصى وسفه يا زايرْ شاهدي الثاني...!
-3-
اتعذرَّني صديجي او كًالْ ما أكًدرْ
واهو الما مرّه من أنخاه يتعذّرْ
خربتْ والنفوسْ شلونْ تتعمَّرْ
بجيتْ ومن سمعني ناحْ وجداني
عصى وسفه يا زايرْ شاهدي الثاني...!)

ونحن ندرك ان الشعر الشعبي، قد رصد القضايا الاجتماعية, فهو جزء من الظروف الاجتماعية العامة والسلوكيات الفردية، سجل يعكس وجه هذه العلاقات ويحاكمها, لذلك نرى فيه الصورة الساخرة, والصورة الجادة في إدانة الظاهرة المتخلفة, وليس في ذلك فحسب, إنمّا هوفي كثير من الأحيان, يضع الحلول,ويصف الدواء, فان الشاعر الشعبي يمثل الرائد, و الفنان, والمناضل, والحكيم, والمؤرخ ,والفيلسوف بنفس الوقت, ومن هنا تتوالد شعبيته باستمرار, ويحفظ شعره, وتلهج به الألسن, وفي الحياة الاجتماعية قد يكون الشعر الشعبي في الأغنية أداة لتعليم الطفل حب الوطن, وحب الخير, وممارسة القيم الأخلاقية, والسير في طريق الأفعال الحميدة , وفهمها, ولهذا نجد الشاعر الطعان يدل على الصفات الذميمة من خلال قصيدته، وكأنه يدل من طرف خفي على الصفات الحميدة المقابلة، المتمثلة بالشهامة والنخوة والوفاء التي تتعمر بها النفوس وتطيب, وكانت قصيدة الطعان تسرد قصة تخلي اصدقاءه عنه ..




ـ قصيدة: قاموس الشهامة...! للشاعرمسلم الطعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما