الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسكندرية وجدار الفصل العنصرى

محمد السعدنى

2018 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


فى هذا العصر الذى سادته تكنولوجيا التواصل لم يعد فى مقدور أحد أن يخفى شيئاً طول الوقت ولا أن يخدع الناس كل الوقت، ولقد قلت لك ذات مرة "أنك ومنذ أن تولد، لم تعد تستطيع الاختباء، فواجه الحقيقة دائماً بعيون مفتوحة ووجه لايعرف الكذب". من هنا دعنا إذن نناقش ماذا يحدث للإسكندرية؟ لأن ذلك أهم كثيراً مما تتصورون؟ أهو لغز؟ نعم لغز ولكنه لغز خائب كمن حاول صناعته والالتفاف حوله مما استفز الناس وتكونت لديهم مشاعر غضب واستياء شديد من الحكومة ومن مؤسسات الدولة، وتضافرت كل التأويلات والحجج الواهية والاعذار الخائبة والتفسيرات السطحية الساذجة لتصب فى وقيعة بين الشعب والمخابرات تارة والجيش تارة أخرى. كيف؟ أقول هذا بدافع المسئولية فقد وصلت للناس رسالة مؤداها أن المخابرات والجيش يستحوذون على شاطئ الاسكندرية ويحاولون استغلاله لمنشآتهم ونواديهم وأسرهم وللأغنياء معهم ويمنعون أبناء الإسكندرية من رؤية البحر والاستمتاع به ناهيك عن الدخول إلى حرم البحر ورماله ومياهه. هذا ما وصلنى مباشرة من مئات المكالمات واللقاءات مع جماهير سكندرية احتلت هذه الأفكار مناط عقولهم وسيطرت على مشاعرهم وأفكارهم، وعاتبنى كثيرون منهم كيف لم أكتب عما يحدث بالإسكندرية وكيف يهينون مواطنيها وجماهيرها بهذا الشكل وكأننا دولة بلاقانون ولا دستور ولا حقوق للشعب تحميها قيادته السياسية. هكذا كان الكلام وأسخن منه، وقد حذرنى البعض "بلاش تكتب يادكتور احنا عاوزينك".
هنا كان لابد أن أكتب، وأن أرفع صوت مواطنيى السكندريين إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل المسئولين، فالأمر تجاوز سور الفصل العنصرى – على حد قول بعضهم– وتجاوز أيضاً شكواهم من أن الشواطئ كلها مؤجرة من المحافظة لذوى الحظوة ممن جعلوا تذكرة دخول الشاطئ، أى شاطئ إثنى عشر جنيهاً للفرد، أى بحسبة بسيطة لأسرة صغيرة أب وأم وطفلين ستون جنيهاً فقط لدخول الشاطئ، غير إيجار الشمسية والكراسى والشاى بعشرة جنيهات والبلطجة والضرب لمن يحاول الفصال. هل هذا كلام وأين القانون وأين حقوق الناس، هذه مسخرة ينبغى أن تنتهى فوراً بقرار جرئ محترم كنت أحسبه يأتى من الزميل الدكتور المهندس عبدالعزيز قنصوة المحافظ الجديد استاذ هندسة البيئة، لكن للأسف يبدو كمن سبقوه لاحول له ولا قوة.
وفى تقديرى أن من اتخذ قرار بناء سور الفصل العنصرى إما ساذج إلى الحد الذى لايستطيع معه تقدير عواقب فعلته وإما ممن يتفننون فى خلق مشكلات طوال الوقت تخصم من رصيد رئيس الجمهورية عند الشعب، الأخطر هذه المرة أنها بدأت تحدث تشككاً وخصاماً بين الناس وجيشنا الوطنى، الحالة التى عليها الاسكندرية الآن هى نظرة الناس بالريبة والشك وسوء الظن فى الجيش والمخابرات، أقولها لأن لولم يكن هناك رجل يقولها ويوصلها لأولى المسئولية نكون قصرنا تجاه الوطن والناس والجيش. ياجماعة خلوا بالكم من تصرفاتكم شوية، واعرفوا أن للشعب حقوق واحترام لاينبغى التفريط فيه، واعرفوا أن الشعب جاوز مرحلة الفطام وماعاد يقنعه هلفطة قالها السيد اللواء المسئول عن السياحة والشواطئ "أن هذا الجدار فى مصلحة المواطن فهو يجذب السياح "ويخلى اللى حاجز يومين يحجز أربعة وخمسة".
ياسادة إدارة الأوطان ليست بالمكسب والخسارة وبكام ومن فين كما فى إدارة الشركات والوكالات. إدارة الأوطان باحترام حقوق المواطن وعدم الالتفاف عليها لصالح فئة أو قطاع من الناس على حساب الآخرين. أقول هذا وكلى ثقة بأن فى جيشنا الوطنى ومؤسساتنا العامة من يمتلك العقل والرؤية والحكمة ليوقف مثل هذه المهازل فوراً ويرد الأمور لما ينبغى أن تكون عليه، وأن يوقف استنزاف عواطف الناس وإيمانهم بنظامنا السياسى فى أمور نحن فى غنى عنها مادامت تستفز الناس وتؤرق ضمير الشعب. يا سادة واحدة واحدة على الشعب والجيش الذى يتهم فى مثل هذه الأعمال الخائبة التى لايقوم بها إلا أحمق لايعرف مغبة ما يفعل. إهدموا جدار الفصل العنصرى الذى تخنقون به الاسكندرية التى كانت عروس البحر فإذا بها على أيدى البعض استحالت أرملة البحر المتوسط لا عروسه. ردوا للناس حقوقهم فى الشواطئ والبحر دون تذاكر دخول وجباية ربما تزيد السيولة فى جيوب البعض لكنها تنقص الولاء والايمان بالنظام والدولة عند الشعب. وأخيراً أراهن على يقظة الأخبار وتقديرها لأمننا القومى فتسمح بنشر المقال ليصل لصانع قرار يمتلك الحكمة والرؤية، لعله ينزع فتيل أزمة ويعيد الأمور لنصابها، فما عاد فى قوس الصبر منزع يحتمل مثل هذه الترهات والعبث بالمقدرات. لا تستخفوا بالناس يرحمكم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين الفيديو والصور
طارق المصرى ( 2018 / 9 / 17 - 18:17 )
الأستاذ/ محمد السعدنى
تحية وسلام
يؤلمنى سماع ما جاء بالمقال من تشويه لمدينة الأسكندرية لأنى عشت فيها سنواتى الجامعية وذكرياتى بها كثيرة، وكل قارئ للمقال يتساءل: أين الصور والفيديوهات على مواقع الأتصال الإجتماعى؟ أين الصور التى تثبت وقوع تلك الأحداث والأعتداءات؟ هل هناك مواقع معينة تم نشر تلك الأخبار الخطيرة فيها حتى يشارك أكبر عدد من القراء فى مساندة شعب الأسكندرية ضد بطش من قام ويقوم بمثل تلك الأعمال الإجرامية؟
أرجو من أحد القراء الذين يعيشون وسط هذه الازمة أن يرسل عناوين المواقع او الصور التى يمكن نشرها على نطاق اكبر فى مواقع التواصل ليقفوا مع أهل الأسكندرية للدفاع عن جمال عروس البحر الابيض المتوسط، أما سور قطار أبو قير فهذا موضوع يخضع للأهالى منذ سنوات طويلة، أما الباعة الجائلين فى مشكلة رؤساء الأحياء التى يجب أن يلجأ إليهم الأهالى لوضع حلولاً لهذه المشاكل المزمنة.
مع الشكر

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي