الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهرة الدينية السياسية في العراق

عماد عبد الكاظم العسكري

2018 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الظاهرة الدينية السياسية في العراق
قد يسئل البعض عن الظاهرة الدينية السياسية وماهي هذه الظاهرة في العراق ؟ فنجيب المتسائلين عن ذلك بالقول ان الظاهرة الدينية السياسية في العراق هي الاسلام السياسي اي ان الاسلاميين دخلوا في المجال السياسي بتأثير الفتوى الدينية ورجال الدين واصبحت ظاهرة دينية سياسية في العراق نتيجة الكبت السياسي لرجال الدين خلال نصف قرن من الزمن فعبروا عن انفسهم بأحزاب وحركات وتيارات دينية سياسية للدخول في المجال السياسي ومشاركة القوى والاحزاب المدنية والعلمانية والاممية السياسة ، ولان الاحزاب والحركات السياسية الدينية تتخذ من الدين غطاءاً لها فهي تؤثر في الفرد والمجتمع انطلاقاً من العقيدة الدينية التي تتبناها هذه الاحزاب والحركات الدينية السياسية فنلاحظ تأثيرها مقتصراً على المذهب فهي تؤثر في المحيط المذهبي ولا تؤثر في المحيط الوطني لأنها ترتكز على الطائفة في عملها ، ولهذا نجد ان الحركات والتيارات الاسلامية اخذت مجال اوسع في الحراك السياسي داخل العراق لأنها تؤثر في الفرد طائفياً وروحياً باستغلال الدين الذي يكون وسيلة الاحزاب والحركات الدينية في الوصول الى السلطة فهي لا تنطلق من ايديولوجية سياسية كباقي الاحزاب والحركات المدنية انما هي تنطلق من الفكر الاسلامي ولهذا نجد لها تأثير في المجتمع لان المجتمع قائم على الاسلام ، ودائماً ما نجد هذه الحركات السياسية الدينية تتخذ من الاسلام وسيلة لتحقيق الغاية في الوصول الى السلطة فهي باحثة عن السلطة لا عن المنظومة القيمية التي يتبناها الاسلام الصحيح فهنالك احزاب شيعية دينية وهنالك احزاب سنية دينية وهذه الاحزاب متعددة ليست حزباً واحداً انما هي تتبع مرجع التقليد او الزعيم الديني وهي مقتصرة على مقلديها واتباعها ولهذا هي تؤثر في الفرد والمجتمع من حيث التقليد لا من حيث المنهج والمبدأ الذي تتبناه ، ولو كانت كذلك لحققت في الانتخابات البرلمانية على سبيل المثال التأثير الوطني في سلوكها وبرنامجها ومنهجها جميع انحاء العراق الا انها مقتصرة على المقلدين والاتباع ، ومن هذا هي تؤثر في المجتمع من الناحية التقليدية لا من الناحية الايديولوجية ، فكل انسان هو محط تأثير الدين ولهذا استغلت الاحزاب والحركات الدينية الدين كوسيلة مهمة في الوصول الى السلطة والبعض منها استغل المذهب والطائفة والقبيلة للوصول الى السلطة ، فالظاهرة الدينية السياسية في العراق ظهرت بسبب التقليد لا بسبب الايدلوجية السياسية التي يتبناها الحزب الاسلامي الفلاني او الحركة الاسلامية الفلانية ، وهذه الظاهرة لا يمكن لها ان تزول نتيجة وجود المقلدين والاتباع والمال الديني والسياسي ولهذا نتج عن الظاهرة الدينية السياسية في العراق المليشيات الطائفية فهي تستغل افرادها واموالها الدينية والسياسية لبناء مافيات سياسية في المجتمع ، وهذا البناء يقود المجتمع الى الاصطفاف الطائفي والمذهبي لا الى الاصطفاف الوطني لانعدام الاحزاب الوطنية ذات الايديولوجية السياسية الوطنية التي تنطلق في عملها بالأفق الوطني ، فبرز الاسلام السياسي في الحكم وبرزت الظاهرة السياسية الدينية في المجتمع ، ويعتقد اصحاب الظاهرة السياسية الدينية انهم يؤثرون في المجتمع وهذا الاعتقاد خاطئ ، انما هم يؤثرون في المقلدين والاتباع وليس كل المجتمع مقلد لشخص او تابع لمرجع تقليد ولهذا نجد الرفض الشعبي والمظاهرات المعبرة عن سخط الجماهير من مشروع الاسلام السياسي فالمجتمع لا يتبنى فكراً مجزئاً ، بينما المقلدين يتبنون ذلك في الجزئية وهذا الامر ساد في الوسط السياسي بعد عام 2003 وحتى يومنا هذا نتيجة التأثير الديني على الافراد وليس على المجتمع .
انطلاقاً مما تقدم نفهم ان المجتمع خاضع لمعايير الظاهرة الدينية السياسية وهو يؤثر ويتأثر بها سلباً وايجاباً ، ونلاحظ الظاهرة الدينية واشكالياتها التي رافقت حكم السيد محمد مرسي في مصر فقد تأثر المجتمع المصري بالسلب نتيجة حكم الاسلام السياسي على المجتمع ، وكذلك في العراق وليبيا وتونس وسوريا ، وايران والمملكة العربية السعودية ولبنان واليمن والبحرين ، والظاهرة الدينية السياسية اذا حكمت المجتمع تعرض المجتمع الى الويلات والخراب والدمار لان كل حزب او حركة او تيار ديني يرى انه الاصلح لقيادة المجتمع ويمحو ما دونه لأنه ينطلق من الافق الديني التقليدي والفتوى الدينية وقد يؤدي ذلك الى التصادم بين المتنافسين الدينيين على السلطة ، وهذا ما حدث في العديد من الدول الاسلامية والمسيحية نتيجة التأثير الديني والفتوى الدينية فالدول المسيحية عانت من المد الديني في السابق الا انها تحررت من التأثير الديني نتيجة الوعي المجتمعي والفردي فغلبت مصلحة الاوطان على مصالح الفئات والتيارات والحركات الدينية واستطاعت ان تنهض بنفسها وتبني اوطانها ، فالظاهرة الدينية السياسية هي وسيلة الاحزاب والحركات الدينية للوصول الى السلطة من خلال التأثير في نفسية الفرد والمجتمع باستغلال الدين والمال الديني والسياسي والحكم باسم الدين وفرض الارادات الدينية على الارادات والكفاءات الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى


.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة




.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا