الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس : لقاء الشاهد والطبوبي وخطة الإغتيال .

فريد العليبي

2018 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يفسراللقاء بين ريس الحكومة التونسية يوسف الشاهد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذى جرى يوم 17 سبتمبر 2018 بسعيهما الى تبرئة ذمتهما أمام الداخل والخارج أكثر من كونه يمثل بحثا عن حلول ‏للمشاكل المعلقة فالاتحاد ثابت على موقفه بإقالة الشاهد كما أن الشاهد ثابت على موقفه بعدم الاستقالة وهذا المأزق لا تنظر اليه قوى ‏داخلية وأخرى خارجية تنتمي الى أوساط المال والأعمال والاستخبارات بعين الرضا لذلك تدفع باتجاه اللقاء بينهما على أمل تجاوزه ‏خاصة أنه يستفحل مع مرور الأيام بتهديد الاتحاد بسلسلة من الاضرابات يمكن أن تتوج بإضراب عام، كما يهدد رئيس الحكومة ‏باستعمال القوة العامة لكسر الاضرابات والاحتجاجات ، ومن علامات ذلك التعامل مع اضراب شركة الملاحة البحرية وعمال منوبة ‏ويريد الاتحاد القول إنه يبحث عن حلول ويقول الشاهد الشئ نفسه، ولكن كل واحد منهما يعد العدة للانقضاض على الآخر في ظل ‏أزمة مستفحلة أضحى الاتحاد العام التونسي للشغل يؤكد أنه لن يسمح بمزيد تفاقمها ، بل إنه أرسل اشارات مفادها أنه لا يستبعد ‏المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية العام القادم ، وذلك لممارسة ضغط على قوى سياسية تحاول تحجيم دوره ونعنى ‏بالأخص حركة النهضة الاسلامية فالمعركة الأساسية في تونس الآن هى بينها وبين الاتحاد و الشاهد هو أحد أدواتها .‏
ولم يكد اللقاء ينتهي حتى أعلن عن اماطة اللثام عن خطة تستهدف اغتيال نورالدين الطبوبي ، ولا يجب الاستهانة بهذا ‏الخبرفالرجل يحرج كثيرين في أوساط السلطة في الداخل وداعميها في الخارج وهو على خلاف الأمناء العامين السابقين ‏يعبر عن آرائه بوضوح ويبدو على بينة من الوضع في تطوراته الاستراتيجية والتكتيكية وهو يهدد ويتوعد أعداء ‏المنظمة النقابية ويحدد لهم الخطوط الحمراء ويدخل البلبلة على مخططاتهم ويتكلم باسم الدفاع عن الشعب كله‎ ‎‏.‏
وحتى عندما يقترب من الاتفاق معهم واستعمال خطاب التصالح فإنه يفعل ذلك من موقع قوة وفضلا عن ذلك فإنه قريب ‏من العمال ،غير مترفع عنهم ،وأحيانا تجده دون حماية أمنية كافية ،متحركا في شتى الاتجاهات ‏‎.‎ومن المؤكد أن ‏البيروقراطية موجودة في الاتحاد وخاصة في أطره العليا ،وهي مستفيدة على مدى سنوات من ذلك وتريد التفاهم دوما مع ‏السلطة وتسبق ذلك على المواجهة ، ومن هذه الزاوية فإن خطاب الطبوبي يقلقها بدورها فهو أحيانا يغرد خارج سربها ، ‏لذلك تحاول كبح جماحه وإسداء النصيحة اليه بأن يكون أكثر تحفظا وصمتا ‏‎ .‎كل هذه العوامل تجعل الطبوبي في فم ‏المدفع‎ ‎بما يذكر بالشهيد عبد الحق بن حمودة الأمين العام السابق للاتحاد الوطني للعمال الجزائريين الذي قضى اغتيالا ‏قبل عشرين عاما في غمرة الحرب التكفيرية على الجزائر ومن ثمة عليه وعلى غيره من أصدقاء المنظمة النقابية ‏التونسية عدم الاستهانة بخطط اغتياله .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة