الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيللي كوهين من جديد -محمد جلال كشك-

رائد الحواري

2018 / 9 / 18
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


إيللي كوهين من جديد
"محمد جلال كشك"
الدول الحقيقية تقف على إخفاقاتها وانجازاتها، مستفيدة من تجاربها وتجارب الآخرين، لترفع مكانتها وتطور انتاجها وقدراتها وموقعها، والدول البائسة تقفز كالجنادب مرة هنا ومرة هناك، دون أن تحقيق خطوة حقيقية إلى الأمام، محاولة أن تخفي عجزها و تخبطها من خلال رفع شعرات كبيرة أو الاهتمام بمسائل تافهة، في حرب 1967 خسر العرب أربعة مواقع جغرافية، الضفة الغربية، قطاع غزة، وسيناء، والجولان، والمعيب أنه إلى غاية هذا اليوم 19/8/2018، لم تشكل أية لجنة تحقق من الدول التي خرست الحرب وليس المعركة لتحقق في اسباب الهزيمة، لتتجاوز مستقبلا خسارة مثل التي حدثت، لكن للأسف لم يحصل بشكل رسمي، وكأن الذي حدث في عام 1967 ما هو إلا موت عصفور صغير لا يستحق أي اهتمام، على النقيض من دولة الاحتلال التي تعتبر اللجان أحدى أهم مكامن القوية فيها، لأنها تبين وتوضح وتفسير مواقع الضعف والخلل في بنية واداء الدولة، من هنا نجد التفاوت الهائل بين (دولنا) ودولة الاحتلال التي ننظر إليها على أنها مجرد عصابة مارقة، وأن القضاء عليها لا يستدعي بذل أية مجود، فبمجرد (عودة الأمة إلى دينا) لن تكون هاك إسرائيل، متجاهلين أنها من أقوى الدولة في كافة النواحي التنظيمية والعسكرية والتكنولوجية والمعلوماتية والادارية، ونحن في ذيل الأمم والشعب قاطبة.
"إيللي كوهين" يمثل ـ مؤسسة/منظمة وليس رجلا واحدا/جاسوسا واحدا ـ عملت على إحداث خلل هائل في الحكومة السورية، والتي هيأت ومهدت لسهولة اختراق الجولان واحتلاله، وهذا المؤسسة ما زلت تعمل وبوتير أعلى، لهذا ما زلنا ننظر إلى "إللي كوهين" كجاسوس فقط، كرجل تجسس واخترق الحكومة السورية، وليس كمؤسسة/كجهة/كمنظمة تعمل ضمن منظومة واحدة تخدم المشروع الصهيوني في المنطقة، فالاحتلال ما زال يعمل بيننا ومن أمامنا ومن خلفنا، ومن جانبنا، ونحن غارقين في مقولة "الابتعاد عن الله وسنة رسوله، الحكومات الرجعية ودورها العميل، عدم اعطاء الجماهير الكادحة دورها، التجزئة ودورها في اضعاف وتمزيق القوة العربية، ..." هو سبب هزيمتنا، لكن لم نجد أية مؤسسات رسمية حقيقية تبحث في أسباب الهزيمة، وما كان مجرد اجتهادات شخصية أو حزبية "كما هو الحال في كتاب "أحاديث بعد الخامس من حزيران" لمشيل عفلق، والتي حاول فيها تبيان مواضع الخلل في تركيبة وبنية النظام الرسمي العربي، وأيضا هناك بعض المحاولات المتواضعة التي عملت على تحليل الهزيمة، لكن بالتأكيد هناك خلل واضح في التقدم بشكل مؤسساتي نقدي تنظيمي من هزيمة 67.
يعتبر هذا الكتاب محاولة شخصية لتبيان الطريقة الساذجة التي تعامل بها النظام الرسمي العربي والحكومة السورية تحديدا من قضية "إيللي كوهين" يقول الكاتب: "...ولهذا تنشط الدعاية الصهيونية لكي تحرف الأنظار عن المغزى الحقيقي للحادث، بل تعتمد إلى تصويره كأنه حادثة تجس بارعة..
من هنا كان اصرارنا على أن نكشف جانبه الأساسي وهو التسلل لا بهدف التجسس فحسب، بل اساسا لتوجيه المجتمع نحو تدمير نفسه، وشل امكانياته، وتخريب معنوياته .. أو افساد عقيدته هو الأهم" ص20و21، من هنا علينا أن ننظر إلى أية حدث من منظور قومي وليس كحادث عابر منفصل عن غيره.
لأن هناك شبكة منظمة تركها "كوهين" تكمل ما بدأه وهذا ما وجدناه في هزيمة 67، فبدون تلك الشبكة المنظمة كان ليسقط الجولان بهذه السهولة وهذه الطريقة المعيبة، من هنا نجد دولة الاحتلال عملت جاهدة على جعل القضية شخصية/فردية: "فالهدف، إذن، من حملة النشر التي نظمتها المخابرات الإسرائيلية عن "إيللي كوهين" هو إخفاء لعبة التسلل اليهودي...
وكم إيللي كوهين يتربعون في السلطة، ويوجهون قيادات الأحزاب العقائدية في الوطن العربي" ص22و23، يمكنن الاستنتاج أن الطريقة التي تعاملت بها الأنظمة الرسمية العربية ودولة الاحتلال كانت ضمن خطة متفق عليها، بحيث يتم تصوير العملية شخصية/فردية، لكي يتم التغطية على الشبكة/المنظمة التي ما زالت تعمل وتنفذ وتحدث الخراب والفساد في مجتمعاتنا، لهذا تجدنا في حالة تقهقر والتراجع مستمر ومضطرد في ذات الوقت.
يقدم لنا الكاتب طريقة وكيفية إخفاء المعلومات وحقيقية ما جرى: "طبخت القضية بأن يتولى "أمين حافظ" الصديق الحميم للجاسوس ، والذي بعثه إلى دمشق، ورشحه لمنصب الوزارة، وقبل هداياه، منها معطف فرو لزوجته الرئيس!!، .. تولى "أمين حافظ" استجواب الجاسوس وعلى انفراد .. ثم تولى محاكمته، أصدقاؤه سليم حاطوم وصلاح الضللي... في المحكمة جرت تمثيلية قصيرة.
,,هل تعرف الرائد حاطوم .. أرني أين هو في الجلسة؟
لا ...أدار الجاسوس الإسرائيلي من اخل القفص عينيه في قاعة المحكمة كأنما يفتش عن سليم حاطوم الجالس في مواجهته
ـ الرائد حاطوم ليس هنا في هذا المكان.
ودقت المزيكا (الموسيقى) وصاح تلفزيون الجمهورية العربية السورية وحدة ,,, اشتراكية ... حرية .. أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" ص24و25" بهذا المشهد المسرحي تمت التغطية وإخفاء الأدلة لكي تستمر شبكة التجسس والفساد في عملها، من ثم تهيء وتمهد لهزيمة 67 وما بعدها من تخاذل وتقهقر.
من هنا يفسر لنا الكاتب ويحلل ما حدث بقوله: "فان كوهين لا يتصرف بدوافع فردية، ولا تهمه حياته، وانما تحركه ارادة عليا هي التنظيم الصهيوني" ص27، وتم فعلا ما تم، لقد أزيلت كل الأدلة التي تشير إلى تلك المنظمة/الشبكة التي زرعت في قلب الحكومة السورية: "ولكن خوفا من تطورات الأحداث في سوريا، واحتمال أن تصل إلى "كوهين" أن ظل حيا في سجن المزة، يد غير مشتركة في اللعبة، فتستطيع بوسائل معروفة جيدا في سوريا، أن تنتزع منه الحقيقة كاملة، أو بعض جوانب خطيرة منها .. لذلك كان التعجل في محاكمته، والتعجل في اعدامه، بل لعه الجاسوس الوحيد في تاريخ الجاسوسية الذي لم يرد عن عملاء، ولا سئل بصفة جدية عن شركاء أللهن إلا بعض الاسماء التافهة التي لا يكون شبكة" ص26و27، نحن في المنطقة العربية عندنا فكرة أن الصهيوني غير منتمي، غير مقتنع بما يقوم به، خاصة عندما تتعرض حياته للخطر، فيفضل الهروب/التخلي عن مهمته في سبيل الحفاظ على حياته، لكن في حالة "كوهين" وجدناه رجل منتمي ومؤمن فيما يقم به، لهذا كتم أسماء الشبكة وأخفاها، وتستر عليها، واستمر مشاركا فب لعبة المحاكمة، لماذا كل هذا الانتماء؟ وألا يستدعي هذا تغيير فكرتنا عن الصهاينة؟: "ما سر هذه الفدائية؟ ما الذي كان ينقذه كوهين الإسرائيلي المتعصب؟" ص30، ويستخلص الكاتب إلى هذه النتيجة فيقول: "المهم أن شبكة "إيلللي كوهين" ما زالت موجودة .. ونستطيع أن نقول أن صفقة قد تمت حقا خلال محاكمة إيللي كوهين، ,,,على اساس أن يموت إيللي كوهين، لا أن يعيشـ في المقابل ثم تدفعه الأمة العربية .. وهو استمرار بقية رفاقه وعملائه في توجيه مصيرها.. لذلك قفل "إيلللي كوهين" فمه، ومشى راضيا إلى الموت، ورافض أن ينطق بحرف في سبيل الهدف الذي مات من أجله... لاأن الهدف قد خدمه بموته، وما زال يخدم" ص32، من هنا علينا عدم المرور السريع على الأحداث، وكأننا في فلم سينمائي مثير، بل علينا أن نكتشف حقيقة ما جرى، وأن العدو عنده مقاتلين يتفانون في خدمة مشروعهم المعادي لنا، فهناك منا الفاسدون والمتآمرون، وفينا المخدوعين والغافلين، لهذا تم تخطي "قضية كوهين" والمرور عليها مرور الكرام، وكأننا انجزنا مهمة عظيمة تخدم الأمة!!.
يوضح لنا الكاتب تفاصيل عن شخصية "كوهين" فنجده يعرف التوراة جيدا، ومؤمن بها، وعندما علم بحتمة موته، كتب رسالة إلى زوجته جاء فيها: "لا تنسي أن تصلي من أجل سلامة روحي" ص39، فعالم الإيمان عند الصهيوني كان فاعل ومؤثر في انجاز المهمة التي أوكلت إليه، ونجده أخذت تعاليم ودروس في الدين الإسلامي وتعلم التحدث باللهجة الشامية ليتقن مهمته جيدا: "دروس فقي الدين الإسلامي، بالإضافة إلى دروس في اللهجة السورية" ص48، من هنا ـ إذا أردنا ان ننتصر على العدو ـ علينا عدم النظر إليه نظرة دونية، بل نظرة العدو الشرس والقوي الواثق بنفسه.
نعود إلى أحداث المسرحية التي تمت بين "كوهين" وأزلامه، والتي جرت بهذا الشكل: "...أن احسن طريق للدفاع هو الهجوم .. فقرر الحافظ لذلك اعلان خبر القبض على كمال ثابت قبل أن يملأ خبره الأندية والمنازل، ثم أصدر امره بإرسال العقيدين حاطوم والضللي (لا إلى السجن ولا إلى ادارة المخابرات للتحقيق معهما ولو ذرا للرماد في العيون ...لا...) ليتعاونا مع قاضي التحقيق الذي كان يتعاون مع مساعد السويدان، عدنان طبارة.." ص50، بهذه الطريقة تم القفز إلى الأمام والتخلص من فكرة "شبكة التجسس، فكان (حاميها حراميها) وهم من استمروا في المسرحية، حتى وقعت حرب 67، وسقط الجولان من خلال هذه الشبكة.
والقصة كالتالي:
كانت جماعة تحكم سوريا ..منها إيللي كوهين ثابت، أمين حافظ، التقيا غي الارجنتين، اتفقا على العمل من أجل خدمة حزب البعث، والحزب منحل، ودولة الوحدة قائمة تمنع نشاط الاحزاب .. ومعظم الناس لا يتصورن امكانية سقوط دولة الوحدة.. وعودة حزب البعث,, فضلا عن أن يلعب دورا رئيسيا في مصير سوريا" ص50، "والمدهش والمثير في قصة العجائب هذه، أنهم طالبوا من كوهين، وهو ما زال على سريره حيث فاجأوه، طلبوا منه أن يرسل رسالة إلى "تل ابيب" من نفس الجهاز، وقبل أن يفحصوه .. والطبع رحب كوهين بهذه الفرصة النادرة، وابرق فرحا بنص الرسالة السخيفة التي امليت عليه: "الجيش السوري في حالة تأهب. واستطاع كوهين طبعا أن يزيد فيها اشارة متفق عليها مع قيادته، فعرفت اسرائيل بنبأ القبض عليه، قبل ان يعرف أمين حافظ رئيس الدولة، بل وقبل أن تغادر المخابرات السوري شقته" ص51و52، إذا ما توقفنا عند هذا الأحداث يتأكد لنا بأننا أمام مسرحية، وليس أمام جهاز مخابرات، أو أمام حكومة، لهذا نجد أن شبكة التجسس لم تنتهي بموت "كوهين" بل استمرت في عملها وبطريقة أفضل مما كانت عليه، لأنها بيضت صفحتها أمام الرأي العام وأمام الشعب.
أما كيف استطاع "كوهين" الوصول إلى ما وصل إليه والتغلغل في الحكومة السورية فيسردها علينا الكاتب: "في بيونس أيرس وات يوم قابل كوهين شخصية كبيرة ستقرر بعد أربع سنوات مصير الجاسوس الإسرائيلي في دمشق، ...قال بعد اللطيف خشن: سأعرفك الآن على شخصية جذابة جدا واريدك أن تبقى صديقا لها" ووجد كمال أمين ثابت نفسه فجأة أمام الملحق العسكري في السفارة السورية، اللواء أمين حافظ، .. المفروض في تاجر اقمشة غني يريد العودة لاستثمار أمواله في سوريا، المفترض أن يدير له لقاء مع الملحق التجاري، أو السفير ... لكن لماذا بافتراض حسن النية في كل من "الخشن" و"الجذاب" ..يكون الحرص على امام اللقاء بالمحلق العسكري؟" ص58، إذن هناك شبكة كاملة وتتصل مع بعضها، وتنسق فيما بينها لإتمام العملية، وليس صدفة هذا التواصل بين "تاجر اقمشة والملحق العسكري".
وما يؤكد على أن هناك تخطيط وتنسيق وتكاملا في الأدوار: "فتاريخ اللقاء هو ربيع 1961 والانفصال وقع في خريف 1961 أي بعد ذلك بحوالي ستة شهور... كيف اطمأن الملحق العسكري إلى رجل يقابله لأول مرة ..بل ويحدثه وكأن سقوط دولة الوحدة قضية مفروغ منها... كيف ناقش الحافظ حكم سوريا مع تاجر اقمشة ارجنتيني؟" ص59، هذه الحقائق تعكس حقيقة أن النظام الرسمي العربي ساهم بشكل فاعل في هزيمة 67، وهو المسؤول عنها وعن نتائجها تبعياتها، ولولا تآمر هؤلاء المتنفذين ما كانت لتحصل الهزيمة.
يستمر الكاتب في سرد الأحداث: "فضلت اسرائيلي أن يدخل الجاسوس سوريا بعد وقوع الانفصال وسقوط راية الواحد" ص61، "سينجح الانفصال وستأكل عناصره بعضها البعض، وسيقفز جوب البعث إلى السلطة، وسيعود أمين الحافظ إلى سوريا، ويصبح رجل المجموعة العسكرية البعثية وفارسها الأوحد، ثم يصل إلى قيادة الدولة السورية، وهكذا يصل معه تاجر الاقمشة ..إلى مركز السيطرة على مصير الأمة العربية" ص63و64، إذا توقفنا عند ما حدث يبدو لنا وكأننا أمام فلم يتحدث عن لجواسيس، بحيث يتم تذليل كافة الصعاب والمعيقات من أمامه، وعندما نتساءل ماذا نحج، يقول لنا: "هكذا يريد المخرج".
وتنكشف الغمامة لكن بعد فوات الأوان، "سليم حاطوم، كان أخوه ضابطا في جيش إسرائيل" ص ص67.
ويخبرنا عن وصول "كوهين" إلى المواقع العسكرية في الجولان: "ـ متى سنقوم بزيارة الحدود كما وعدت؟
ـ وما فائدة هذه الزيارة، وفي سورية وجولها اماكن احق بالزيارة من الذهاب إلى الحدود الإسرائيلية؟
ـ أريد رؤية العدو" ص87، هل من المعقول ان غباء القيادة كان بهذا الحجم؟، وهل فعلا هناك قائد عسكري بهذه السذاجة؟ أم أننا أمام مشاهد مسرحية متفق عليها بين الممثلين؟.
بقول احد الضباط الصهاينة: "أن الهزيمة التي نزلت بالدول العربية تحتم علينا أن نفترض وجود عدد هائل من الجواسيس والعملاء منتشرين في كل مكان على خط النار مع اسرائيل" ص 87، وهذا ما يجعلنا نقول: "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان".
أما المعلمات التي نقلها "كوهين: " ... وصف الغرفة التي توضع فيها المدافع الكبيرة السوفييتية اتجنبها قذيفة تصيبها من العدو، ويزيد مدى انظلاقها عن 24 كم"
وصف الخنادق المحصنة وسعتها وعمقها، وهي التي تخفي حركات الدبابات والمصفحات" معلومات عن الاسلحة السوفييتية لسوريا المؤلفة من مائتي دبابة ماركة ت 54 وهي موجهة إلى الحدود الإسرائيلية" ص92، بمعنى أن مهمة الجاسوس لم تقتصر على اختراق الحكومة السورية فحسب، بل تعدتها إلى الكشف عن المواقع العسكرية السرية وما فيها من دفاعات وتحصينات واسلحة، من هنا يختم الكاتب بقوله: "لهذا اعدم كوهين على عجل.. وحاطوم اعدم بعجلة اشد.. لماذا؟" 94.
الكتاب بدون اسم دار نشر، الطبعة الأولى 1968، وهو منشور على النت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة