الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح مركز للثقافة والتوعية ضد عملية التجهيل

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2018 / 9 / 18
الادب والفن


العمل المسرحي رسالة..
والمسرح مركز للثقافة والتوعية ضد عملية التجهيل
رائد شفيق توفيق
بث حب المسرح في النفوس يعتمد على الرقي بتقديم الاعمال المسرحية على غرار ما شاهدناه في بعض المسرحيات مثل مسرحية (فوبيا) التي قدمها لنا المبدع عزيز خيون والمبدعة سناء عبد الرحمن والمتألق الواعد الفنان صلاح منسي منذ عدة سنين فقد حلقوا بنا حينها الى مديات وافاق بعيدة لكنها لم تغادر واقع الحياة العراقية التي قُدمت صورها في هذا العمل الرائع وهي تنتقل من قيد الى قيد وصولا الى ما نحن عليه اليوم عاكسة صورة العراقي الطيب الذي يتطلع الى غد اجمل والرسالة التي قالها هذا العمل المسرحي تتلخص في ان حل المشكلات يكمن في عقل الانسان الذي ينير سبيل المعرفة وهو الحاكم الذي يجب ان نعود إليه كلما تشعبت السبل لاختيار اصلحها ليسلكه عن بصيرة ، لقد ابدع فريق العمل ( نصا وإخراجاً وتمثيلاً ) في عملهم الذي تميز بنص جيد لـ(عبد الكريم العبيدي) ورؤى واقعية للمخرج (احمد حسن موسى) فقد كان عملا غنيا بالمتعة والفن الراقي يحاكي النفوس ويلمس اوتارها برقة ونعومة ، لذا فهو بصمة ابداعية بالرغم من كونها ليست جديدة على مسرحنا.
رسائل عديدة وجهت من خلال هذا العمل الإبداعي بينها ان الفنان يحتاج الى بيئة انسانية اجتماعية تفهمه بقدر احتياجه الى بيئة طبيعية تومئ إليه لآن الفنان تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في إعداد المجتمع للتذوق الفني ، فانفتاح المجتمع على تذوق الفن والتحسس بالجمال أيا كان سواء جَسَمَه الفنان بعمل مسرحي ام بلوحة يمزج فيها الظلام بالنور ليرينا ما لانراه ، لان في اعماق كل انسان ميل غريزي الى القيم العليا (الخير والحق والجمال..إلخ) لكن هذا الخير يبقى كامنا ينتظر الفرصة المناسبة ليعي فيها نفسه ويعي انه يخطئ بحق نفسه وحق الآخرين عندما تطغى عاطفته على عقله فتعتبر خيراً ماليس بخير وحقا ما ينافي الحق وجمالاً ما لا صلة له بالجمال. 
وهكذا فإن اي عمل مسرحي هو رسالة مفادها ان ما حصل قبل 2003 هو نفس ما حصل بعد 2003 بمعنى ان حياة العراقيين صعبة على الدوام ونتمنى في وطننا الجميل أن تكون الصورة صورة مجتمع يمثل حالة مجتمعية واحدة بمختلف مستوياته وفئاته حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة ، وأضاف حاولنا في هذا العمل تجاوز اسئلة كثيرة بأن نجيب على سؤال واحد هو، انه من دون النظر الى وحدة هذا الشعب وعمقه التاريخي والثقافي لا يمكن ان نغادر هذه المحنة اذ ان لكل عمل فرضيته الخاصة وهناك تناوب بين باقات تمثيلية مختلفة من خلال الموضوعات التي يتناولها العمل هذه الموضوعات هي التي تحكم آلية الاشتغال سواء كانت مساحات طويلة للممثل ام غير ذلك، وبشكل عام ما كان التأكيد عليه هو ماذا يقدم من خلال العمل المسرحي عموما ؟ ..  يجب ان يقدم الفنان العراقي مسرحاً عراقياً، يتناول اطروحة عراقية تحترم المشاهد والمسرح العراقي لانه مسرحاً محترماً وله عمقه وتاثيره واصالته .
ان العمل المسرحي يسير بشكل ورشة عمل جادة لانه مركز للثقافة والتوعية الثقافية ضد عملية التجهيل التي يقودها شريحة ضالة يعشش على رؤوسهم العفن تستهدف البسطاء لنشر عملية التجهيل التي تعود عليهم بمكاسب كبيرة من هنا  فان جميع المسرحيين يسهم في مواجهة عملية التجهيل ، من كتاب وممثلين ومخرجين وفنيين ووو … الخ ذلك ان للمسرح دور كبير في بناء الشخصية والتآثير الثقافي والبناء المجتمعي بما تتطلبه متغيرات الحياة اليومية ، هذه المسؤلية لم  تنبثق عن فرضية ثابتة وإنما عن واقع متغير باستمرار من خلال التجارب اليومية ، ذلك أن  الجهد المبذول لتقديم عمل مسرحي راقي يمر بمنعرجات كثيرة من اضافة وحذف بناء على متغيرات الحالة اليومية للممثل ولتجربته اليومية وما كان متحفظ عليه يهمل ويتم تجاوزه باتجاه رسالة عامة واضحة تجيب عن العديد من الأسئلة وتقدم جانباً من المتعة.
للمسرح اطلالة رائعة كمنطلق ثقافي ووسيلة امتاع راقية على الرغم من حقيقة ان ليس هناك عمل متكامل لكن العمل المسرحي عموما يستحق أن يكون متكاملاً ، بمعنى ان اي العمل بحاجة الى متابعة متواصلة لمعرفة  النواقص والتوقفات واجراء التعديلات اللازمة  على الرغم من التمارين إلا أن هي عمل لا يخلو من المفاجأءات خلال العرض بما يقدمه الفنانين ، لما للتفاعل بين الفنانين من اهمية في التعامل مع الرؤى التي يرونها بإيجابية ، فالعمل المسرحي الجاد لابد أن يكون يؤديه فريق العمل بتفان في المسرح ولايفكرون أن يكونون ممثلين جيدين أو أن يكونو أفضل من هذا الفنان أو ذاك لكي يتمكنو من معرفة  طاقاتهم الفنية قياساً الآن بها سابقا أين وصلت؟ والى اين يريدون ان يصلو بها ؟،إذ ليس بالضرورة للمسرحي أن يتواصل إذا وصل إلى مرحلة لا يمكن أن يقدم فيها الأفضل فهل يستمر أستحق أم لا ؟،هذا ما لا يعرفه ! يحدد ذلك الاداء امام الجمهور ، وهكذا فقد قدم المسرح العراقي عير تاريخه وصفا لمراحل متعددة من الحياة العراقية كما الظمآن الذي يصف كوب ماء بارد في هجير الصيف معتمدا على عوامل عديدة اولها واهمها المصداقية والبساطة في الطرح الذي جاء متناسقا مع سير الاحداث التي ماهي بجديدة الا انها كانت تغييرات كبيرة .
استحق مسرحنا الثناء لانه شد الجمهور الى متابعة المشهد العراقي من دون انقطاع وتفاعل معه عبر تاريخه ، فالاعمال تتغير وفقا لما يتطلبه التغيير في الواقع بهدف خلق صورة ذهنية لدى المشاهد عن وقائع عاشها واخرى يعيشها بايقاع يتناغم مع معطيات المرحلة التي اراد المسرح تصويرها عبر مراحل زمنية مختلفة المناظر بحيث تبدو في النهاية منظومة مركبة ، ومعقدة ومؤثرة في الصورة النهائية للعرض المسرحي . وما اعطى المسرح دفقا كبيرا ليطل علينا باعمال شكلها النهائي المميز الذي ظهرت به هو الخط البياني للمنظر المسرحي وفلسفته التي وظفت كل ما على خشبة المسرح من متطلبات عملت في النهاية على إبراز العرض المسرحي  كاملاً متناسقاً ومبهراً فاسبغ وجهاً جديداً لتعامل كل عناصر العرض مع الكلمة والحوار من خلال توفير هرمونية وانسجام متآلفين بين ما هو سمعي وبصري وحركي و
اثار المتفرجين ودغدغ عواطفهم واستفز رؤاهم وشحن قلوبهم وحرك فيهم وجدانه وعواطفهم ، وختاما يقول الفيلسوف فرانسيس بيكون:"لا يوجد جمال عظيم يخلو من بعض الغرابة"،وربما بعض الغرابة هذه هي التي تعطي تميزا وبالتالي تفردا وعظمة لجمال الشخصية وجمال المظهر إذ إننا حتى في لباسنا نحتاج لقليل غرابة نضفيها على قاعدة من أناقة ولباقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب


.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً




.. عوام في بحر الكلام - الفن والتجارة .. أبنة الشاعر حسين السيد