الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية. مطر دث

محمد الحاج صالح

2018 / 9 / 20
الادب والفن


ليوم شمس بعد مطر دث في مدينتنا والجو مشبع بالأكسجين. الحقيقة يمكنني القول إن اليوم يوم ضاحك ساخر عابث مليء باللهو مع كل هذا الذي يجري في سوريا، و ما يجري هنا عندي.
هذه المقدمة كي أخبركم أن النرويج بلد متقدم في كل شيء وفي الطب أيضاً، ومع ذلك نسي الأطباء أنبوباً دقيقاً من اللدائن في حالبي الأيسر ممتداً من الكلية إلى المثانة، ركبوه أثناء العملية الأخيرة، قبل ثلاثة أشهر. بقي الأنبوب لمدة ثلاثة أشهرمتموضعاً هناك بلا لزوم و مع التسبب بالأذى، تصوروا! و كنت خلال هذه المدة أحس بالوخز و بفرخ صغير ينقر بخاصرتي و يسبب شعوراً غريباً بعدم الارتياح.
اليوم كان موعد الدخول إلى مثانتي عبر المنظارللمراقبة، وفجأة قال الطبيب: ما هذا؟ بطريقة أوقعت قلبي، وخمنت أن ورماً بحجم صخرة قد نما وجعل الطبيب يفغر فاه. علماً أن النرويجيين شديدو البرود ولا يظهرون مشاعرهم. قال محرجاً مازال الأنبوب الذي وضعناه في العملية موجوداً، نسيناه وسنخرجه الآن. حضرتي انخفض لدي التوتر وتحمدت الله أن ما رآه الطبيب ليس جبلاً من الخلايا الخبيثة، و إنما إنبوباً منسياً.
حاول كثيراً بإدخال مقابض دقيقة موصولة بأسلاك أن يجذب الأنبوب لكنه فشل.
و في لحظة لا أعرف كيف أقيمها اعتذر مني على نسيانه للأنبوب، وأخبرني أنه سيذهب إلى مكتبه و يلقي نظرة فاحصة على ملفي على الكمبيوتر ويعود سريعاً مع زملاء آخرين. لم يعد. بل جاء بدلاً عنه أطباء عدة. قلت أطباء!. الحقيقة كنّ كلهن طبيبات. واحدة منهن وهي التي يبدو عليها أنها الرئيسة طمأنتني بالكثير من الكلمات الطيبات والابتسامات الواسعة وبالهدوء البارد بينما كانت الأخريات يجهزن المنظار، والملقاط ذا السلك الطويل، و أنبوبة التخديرالموضعي من جديد. و في أقل من دقيقة أخرجت الطبيبة الجراب الطويل.
كان الموعد موعد مراقبة و لكنه تحول إلى التخلص من الأنبوب المنسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا