الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشكلية في عقود نقل التكنولوجيا

سعد عزت السعدي

2018 / 9 / 20
دراسات وابحاث قانونية


أدى التطور الكبير والهائل في العالم وفي مختلف المجالات وخصوصا التكنولوجيا كانتشار الانترنت وشبكات النقل الحديثة والفاكس والتلكس، وغيرها الى جعل العالم قرية صغيرة ،كما يطلق عليها البعض قرية الكترونية واحدة .
والقى هذا التقدم بظلاله على عمليات التجارة الدولية وعلى نحو أدى إلى إيجاد أنشطة تجارية عالمية جديدة تتم وتنفذ دون الحضور المادي لاطرافها وهكذا أصبحت الوسائل الالكترونية للاتصال ذات اثر فعال ودور مهم في إبرام العقود وانتقال السلع والخدمات ورؤوس الأموال علاوة عن الأنظمة والمعلومات بين الدول العالم .
وواحدة من تلك الانشطة التجارية عقود نقل التكنولوجيا والتي تبدأ مراحلها في المرحلة السابقة على توقيع العقد ومن أهم المراحل في حياة العقد فمن خلالها توضع الأطر الأساسية للاتفاق الحاصل بين الاطراف وهذا ما يطلق عليه بالمرحلة السابقة على التعاقد . وهي تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لعقود نقل التكنولوجيا بالنظر للطبيعة الخاصة والحساسة لمحل هذه العقود ما يتطلب التعريف بها وبيان خصائصها لجهة المضمون ولجهة الالتزامات والمسؤوليات القانونية المترتبة على اطرافها .
حيث ان هذه المرحلة وإدارتها والتفاوض من خلالها يتطلب أشخاصا ذوي خبرة وكفاءة عالية، فالقدرة على التفاوض وكسب المزيد من الحقوق وخاصة ان المفاوضات عادة تتم بين ممثلي عن الدول والشركات متعددة الجنسيات التي غالبا ما تحتوي على خبراء من ذوي المعرفة الفنية العالية ، ما يجعلها الطرف المسيطر في أية عملية تفاوض مع الغير .
وتقسم هذه المرحلة إلى:-
1 - المفاوضات : يذهب البعض إلى تعريف التفاوض على انه قيام اطراف العلاقة العقدية المستقبلية بتبادل الاقتراحات والمساومات والدراسات والتقارير الفنية والاستشارات القانونية ومناقشة المقترحات التي يضعونها سوية او ينفرد احدهما بوضعها ليكون كل منهما (أي طرفي العقد) على بينة مما يقدمان عليه وللوصول إلى أفضل النتائج التي تحقق مصالح الجميع ، وعرفها آخرون بأنها تبادل في وجهات النظر حول موضوع العقد وشروطه ومناقشته لها وتعبير عن مواقف من العروض والعروض المتقابلة يتخذها المفاوضون لا تمهيدا الى الوصول الى اتفاق نهائي .
2 - أهمية التفاوض : تظهر أهمية التفاوض من خلال كونه يعد تجسيدا لمبدأ سلطان الإرادة بوجهيه السلبي والايجابي، فإذا خلصت هذه المفاوضات إلى إبرام الصفقة يتجسد هذا المبدأ بوضوح في القوة الملزمة للعقد عملا بالقاعدة الشهيرة “العقد شريعة المتعاقدين وإذا لم تسفر المفاوضات عن بلوغ الغاية فان مبدأ سلطان الإرادة يطل من نافذة إضفاء الشرعية على الامتناع عن التعاقد ومن جانب آخر تسهم مرحلة المفاوضات في تفسير الصيغ الغامضة لبعض العقود وخاصة الدولية منها، فإذا ما اخل طرف من الاطراف المتعاقدة بأمر من الأمور المتعلقة بشروط العقد وبنوده، فان الرجوع إلى مدة المفاوضات وما تم تداوله فيها يساعد بشكل كبير على كشف الأمور المختلف عليها وأخيرا ومن خلال المفاوضات يتم الكشف عن مدى الجدية التي يبديها الاطراف ومدى استعدادهم للمضي في الأمر إلى نهايته وهذه الجدية غالبا ما تبدى من خلال استعداد الاطراف لقبول شروطهم المتبادلة .
3 - الاتفاقات التمهيدية : يمكن القول في البداية ان هناك اختلافات بين العقود الدولية المعاصرة وبين العقود التي تبرم بصورة يومية في الإطار الداخلي فالعقود الدولية هي عقود معقدة وتحتوي على الكثير من التفاصيل والبنود التي يتعذر حسمها في جلسة واحدة او جلستين، انما يتم ذلك من خلال عدة جلسات متعاقبة ومتوالية وعبر اتفاقيات متوازية ومتتالية بهدف الوصول الى اتفاق العقد النهائي الذي يكون ثمرة ما تم الاتفاق عليه بين الاطراف .
ان هذه الاتفاقات التي سبق ذكرها هي اتفاقات تمهيدية (تحضيرية) وهذه الاتفاقات تحرر في مستندات يعبر عنها من خلال ما اتفق عليه سابقا ، ومن أهم الاتفاقات في مجال العقود نقل التكنولوجيا
ومن جانب اخر لا يختلف احد في أن الكتابة واحدة من الامور الضرورية في عقد نقل التكنولوجيا حيث ان هذه العقود تمتد لفترة زمنية طويلة يحتاج إليها كل طرف لتقنين حقوقه والتزاماته في محتوى العقد ليتم الاحتجاج به عند نشوب النزاع ، فالكتابة وسيلة جوهرية للإثبات في عقد نقل التكنولوجيا .
وتجدر الإشارة هنا الى أن معظم عقود نقل التكنولوجيا تتبع في صياغتها الأسلوب الانكلوسكسوني أن يحتوي العقد بصفة عامة ديباجة مطولة توضح اهداف العقد وعنوانا لتحديد نوع العقد والرغبة المشتركة بين اطرافه في التعاون لنقل التكنولوجيا ثم يأتي فصل بقائمة التعريفات بالمصطلحات الرئيسة التي تكرر في العقد .
في عقود نقل التكنولوجيا في البدء يستهل العقد احكامه وتشير أهدافه إلى خبرة المورد في نوع التكنولوجيا، كما يشير الى حاجة المستورد الى تكنولوجيا وعدم معرفته بها من قبل بدء المفاوضات علاوة على ضرورة الاحتفاظ بسرية المعلومات التي تحاط بعناصر التكنولوجيا، وتعد الديباجة جزءا لا يتجزأ من العقد فهي تظهر مقاصد طرفي العقد المتعاقدين عند وجود بعض الغموض في ظهر النصوص، لذلك يستحسن إضافة بيان لاعتبار الديباجة جزءا من العقد .
فالديباجة هي الانعكاس الحقيقي للوقوف على نية المتعاقدين او بسبب احتمال تفسير العبارات بأكثر من طريقة .
وتكمن أهميته من خلال فقراتها بتوضيح إجراءات التنفيذ وتحديد القيمة الحقيقية لكل مرحلة من مراحل التنفيذ والمراحل التمهيدية بحيث لا تترك للاطراف المتعاقدة التمسك بخطأ قد يرتكبه الاخر .
واما الالتزامات المشتركة بين مورد ومستورد التكنولوجيا، يلزم كلا من المورد والمستورد للتكنولوجيا بالتزامات مشتركة تقع بعاتق كا من الطرفين وفقا لنصوص العقد الذي تم الاتفاق عليه وابرامه والتوقيع عليه، بحيث ينشئ للطرف حقوقا على الاخر وتشكل هذه الحقوق واجبات للطرف الاخر فهنالك العديد من الالتزامات التي تكون مشتركة بين المورد والمستورد إلى جانب الالتزامات التي تقع على عاتق كل طرف على حدة ويمكن اجتياز هذه الالتزامات بالتالي :-
1 - المحافظة على السرية: يعتبر من الالتزامات التي يشترك بها كل من المورد والمستورد للتكنولوجيا .
2 - الالتزام بإلاضافات المطلوبة لتحسين منتج التكنولوجيا .
3 - الالتزام بتوخي الحذر من مخاطر التكنولوجيا .
ومن هنا تأتي اهمية إدخال موضوعة نقل التكنولوجيا وعقودها واستثماراتها وأهدافها وضرورتها إلى مجال التعليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة