الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داود المقراطي..قصة ميساني حامل للحقيقة

كامل الدلفي

2018 / 9 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كم يكون الاحساسُ طاغياً بقرب الله من الناس في ريف العمارة؟
الريف الذي صنع اساطير شفاهية جذابة مثقلة بالدهشة والدلالات ، و عجز التدوين الكتابي ان يصل الى حافات عوالمها الزاهرة. حسٌ مشترك بأن الله اله الاهوار والارياف لصيقاً كما يصف ذاته الجليلة، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.كان الانسان يرى الله في كل شيء ،حين يحكي ،حين يمشي، حين ينام ،حين يزرع ، فكان الميسانيون من أهل الله..
وداود المقراطي واحد من أهل الرب، سكن مقاطعة الشلفة في قضاء الكحلاء في ميسان ، الشلفة تسمى اليوم ناحية بني هاشم ١٧كم جنوب شرقي الكحلاء..
كان داود من ابناء عشيرة سيد نور العشيرة الجليلة والكبيرة ذات الشهرة الواسعة في ميسان ، والنسب الموسوي العتيد..
كان داود فلاحاً كبقية فلاحي الارض في جنوب العراق يشتغلون لسد لقمة العيش تحت ظل نظام اقطاعي مدعوم من نظام حكم ملكي..
وداود امتاز عن اقرانه الفلاحين بثقافته العابرة لثقافة القرية المحدودة بالمعلومة العشائرية والدينية وقصص الماضي .
تعلم داود القراءة والكتابة في الكتاتيب عند الملا، وختم القرآن الكريم، ولم يكتف عند حدود المعارف الملائية، بل تحدث مع الفلاحين عن ماوراء الكحلاء وماوراء العمارة ، عن بغداد والقاهرة ولندن وموسكو وباريس
عن الجمهورية ،عن الجمعيات الفلاحية ،عن الديمقراطية التي ظل يرددها تكرارا في حديثه حين يجلس في مضيف السيد كاظم السيد عكله السيد نور.. وجعل من الفلاحين ان يسموه الديمقراطي ولصعوبة لفظها في السنتهم سموه المقراطي ومشت عليه داود المقراطي...واضاف في حديثه ، لوناً مزدانا بالعدالة والتوزيع والمساواة والاشتراكية وكلمهم عن التجارب الشيوعية في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية..وشوّقهم لان تتبدل احوالهم ..ويملكون ارضا ويكون حاصلها لهم ولعوائلهم ..فنعتوه بلقب ثان ( الشوعي ) ..فتناوبوا في وصفه تارة مقراطي وتارة شوعي..
وكان يأتي لهم كل يوم بجديد عن العالم الناشيء بعد الحرب العالمية الثانية..وهم يسعدون بحكواتي القرية الشوعي المقراطي..
فكان مرة ان انقطع عن المجيء الى المضيف ثلاثة ايام ..فافتقده السيد كاظم السيد عكله وبقية الفلاحين..فأرسل السيد كاظم أحد فلاحيه ليستفهم عن اسباب التأخير..فدخل المرسال الى ربعة البيت ..ينتظر قدوم داود ..فجاءه المقراطي عريانا الا من وزرة على وسطه، فذهل الفلاح متسائلا : فرد المقراطي:قبل ثلاثة ايام جاءني ضيف، فذبحت له دجاجة بيتنا الوحيدة عشاء، وبات عندي وحين ذهب كان ملبسه ممزقا ،فأهديته دشداشتي الوحيدة ، وبقيت من دون دشداشة..لذا تخلفت عن المجيء..رجع الفلاح الى المضيف يحكي هذه النادرة الفريدة التي لا يفعلها الا كبار النفوس..ضحك السيد الكبير ..ضحك الفلاحون ، لكنهم صاروا على علم واقعي ويقين ملموس بمعنى الديمقراطية .. ومعنى الشيوعية ..
فكان داود المقراطي يبذر في الارض بذور الديمقراطية والمساواة والعدل ويملأ الارواح والنفوس ايقاعات رضا وحب عنها .وعجزت. القوى الكونية ان تستنبت هذه القيم الكبيرة بارادتها الخارجية ،فشل المشروع السوفيتي في تصدير الشيوعية الى العراق بنسخة اوروبية فالعراق هو مهد مشاعية الارض..
وفشلت اميركا ان تبني نظاما ديمقراطيا في العراق لانها ..اسسته على الأخذ والنهب وليس على العطاء كما فعل داود المقراطي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟