الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الموسيقى بالتربية

فهد المضحكي

2018 / 9 / 22
الادب والفن


للذين يطالبون بإلغاء حصص الموسيقى في المدارس ويناشدون أولياء الأمور بالضغط على الوزارة بهدف الحفاظ على مصلحة الاطفال ومستقبلهم بعيدا عن تقليد الغرب في حصص الموسيقى نقول لهم أو بالأحرى نقول للإسلام السياسي بكل تفرعاته ليس هناك أخطر على حياة الناس والمجتمع من فتاوى التحريم والتكفير وفرض الوصايا!
مع بداية كل عام دراسي اعتدنا ان نقرأ ونسمع عن فتاوى تحرم الموسيقى في المدارس وهو ما يتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. نعم يتداول وكأن الموسيقى رجس من عمل الشيطان!
ان موضوع العلاقة بين التربية والموسيقى يعد من اهم الموضوعات وذلك لما لها من تأثيرات ايجابية على شخصية الطفل.
احدى الدراسات – كما يشير موقع الطفل من الالف إلى الياء – المتخصصة للمجلس العربي للطفولة في مصر والتي أعدتها الباحثة «آيات ريا» تبين ان للموسيقى قدرة غنية ومكانة تربوية خاصة في تشكيل شخصية الطفل، كما تتميز الموسيقى، كفن، بقدرتها التي لا تضاهي على التأثير في أدق انفعالات الانسان والتعبير عن احاسيسه وعواطفه ومصاحبته في أغلب لحظات وجوده، مشيرة بذلك إلى ارتباط الطفل بالموسيقى بدءا من انصاته لدقات قلب أمه.
وأوضحت الدراسة ان شخصية الطفل تتركب من عدد من المكونات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية تتفاعل مع بعضها البعض وتتبادل التأثيرات، مبينة ان فن الموسيقى يتميز بقدرته المدهشة على تنمية المكونات المختلفة لشخصية الطفل.
على صعيد الناحية الجسمية تقول الدراسة لقد تؤدي التربية الموسيقية الى تنمية التوافق الحركي والعضلي في النشاط الجسماني، وإلى مجموعة من المهارات الحركية، اضافة إلى تدريب الاذن على التمييز بين الاصوات المختلفة، وتنمية هذه الجوانب الجسمية من خلال انشطة موسيقية متعددة كالتذوق الموسيقي والغناء والايقاع الحركي والعزف على الآلات.
ومن الناحية العقلية تذكر ان دور الموسيقى يتمثل في تنمية الادراك الحسي والقدرة على الملاحظة وعلى التنظيم المنطقي وتنمية الذاكرة السمعية والقدرة على الابتكار، اضافة إلى مساهمة الموسيقى في تسهيل تعلم وتلقي المواد الدراسية.
في حين وعلى مستوى الناحية الانفعالية اشارت إلى تأثير الموسيقى في شخصية الطفل وقدرته على التحرر من التوتر والقلق فيصبح اكثر توازنا اضافة الى ان الموسيقى تستثير في الطفل انفعالات عديدة كالفرح والحزن والشجاعة والقوة والتعاطف وغيرها، وهو ما يسهم في اغناء عالمه بالمشاعر التي تزيد من احساسه بانسانيته.
ومن الناحية الاجتماعية أوضحت ان التربية الموسيقية تساهم في تنمية الجوانب الاجتماعية لدى الطفل موضحة انه في اثناء الغناء والالعاب الموسيقية تشتد ثقته بنفسه ويعبر عن احاسيسه بلا خجل ويوطد علاقته باقرانه اضافة إلى الجانب الترفيهي في حياته فضلا عن ان الموسيقى تنقل التراث الثقافي والفني إلى الاطفال، واضافت ان الموسيقى لا تسعد الطفل فقط بل تساعده على نماء شخصيته في كل جوانبها وعليه فلابد ان يكون لها مكان افضل في الحياة اليومية للطفل وفي المدارس مشيرة إلى اهمية الاستماع والتذوق الموسيقي الذي يعد دعامة اساسية في عملية تربية الطفل بالموسيقى.
وفي ذات السياق درس العلماء تأثير الموسيقى في حياة الانسان، وكيف تتم هذه العملية فيزيولوجيا.
واكتشوفوا ان الموسيقى تؤثر في حياة الانسان ابتداء من الاسبوع الى 34 من نموه في الرحم.
وفي دراسة لفريق علمي من مختبر السمع في جامعة الشمال الغربي الامريكي برئاسة نيناكراوس عام 2013 اثبت الفريق (المصدر RT الروسية يوليو 2013) ثمة وجود علاقة بين الموسيقى والمهارة اللغوية، والدراسة بينت ان تعلم العزف على أي آلة موسيقية يغير مسار نمو دماغ الطفل.
الدراسة استمرت ثلاث سنوات اشترك فيها 40 طفلا من الصف الأول ابتدائي، بدأت الدراسة قبل فترة قصيرة من بداية دوامهم في المدرسة وكان حوالي نصفهم يدرسون في حلقات خاصة لتعليم العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، اما بقية الاطفال فخضعوا إلى تدريبات انضباط الاحتياط حيث التركيز على اللياقة البدنية.
اختبر جميع الاطفال قبل وبعد انتهاء الدراسة على تفاعل الخلايا العصبية مع الصوت والمهارة اللغوية، بنيت نتائج الاختبار ان دماغ الاطفال الذين تعلموا العزف على الآلات الموسيقية كان يتفاعل مع الاصوات اسرع من الآخرين، اضافة لهذا لاحظ الباحثون استمرار هذا الاحساس لفترة طويلة، كما لوحظ تحسن المهارات اللغوية لديهم بشكل أفضل من الآخرين.
تقول الدكتورة كراوس: «بسبب محدودية التمويل، تلغى دروس الموسيقى من مناهج التعليم أولا، لقد بينت دراستنا ان مادة الموسيقى يجب ان تكون في جميع المدارس».
بالفعل كما يقول البعض ان تحريم الموسيقى يشكل جرما مما يسبب جفاف المشاعر والشعور بالحياة.
وهنا تتساءل الكاتبة السعودية الالمعية نورة شنار يا ترى ماذا نقول للشعوب التي لعنت وحرمت الموسيقى على نفسها وذويها فكان رجال التشدد يظنون ان الجهاد والنهي عن المنكر هو تكسير تلك المعازف وتدمير كل المهرجانات الفنية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ