الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواج تجارة المياه المعبأة لعدم صلاحية مياه الشرب

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2018 / 9 / 22
المجتمع المدني


رواج تجارة المياه المعبأة لعدم صلاحية مياه الشرب
قناني بلاستيكية ملوثة ومستعملة وعلامات تجارية مزيفة وحالات مرضية غريبة
رائد شفيق توفيق
بسبب تردي واقع مياه الشرب التي تضخها الدوائر البلدية للمواطن العراقي والتي لا تصلح للاستهلاك البشري الذي تناولناه سابقا نقول نتحدث اليوم عن تزايد الطلب وبشكل واسع على استخدام المياه التي يفترض انها معقمة وتباع من قبل شركات المياه المعدنية التي يغلب على قنانيها التي تحمل المياه المعبأة عبارة (خاضعة للفحص بالأوزون أو ال R O ) و ترتب على رواج هذه التجارة إنشاء معامل لتعبئة المياه المعدنية من دون تراخيص واخرى وهمية لا وجود لها , الأمر الذي أدخل المواطن العراقي في دوامة الشك بين علامات القناني الأصلية والمستوردة فعلا وبين المغشوش منها والمعاد استخدامها . في الوقت الذي شكك اختصاصيون بمواصفات بعض أنواع عبوات المياه المعدنية نجد إن مياه الشرب في العراق ملوثة لأسباب تتعلق بقلة محطات التنقية والتصفية ومنها ما يتعلق بالتعرض للإشعاعات النووية والمخلفات الثقيلة وغيرها الأمر الذي أنعكس سلبا على حياة المواطن وحمل المواطنين أعباء جديجة مادية وصحية وشط اهمال واضح ومعلن من قبل حكومات لا هم لها سوى تصفية حسابات احزابها وتقاسم ما يسرقوه ولمن تكون الحصة الاكبر , وبالتالي يواجه المواطن تحديات لا حصر لها واصبح ضحية مشاكل خطيرة تهدد حياته في مقدمتها تصفيته جسديا من قبل مليشيات احزاب الحكومة ان تحدث واعترض .
إنتشار معامل تعبئة المياه المعدنية كما يعلم الجميع التي لا تكلف مالا كثيرا ولا يتعدى إنشاؤها إلا على غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها (15 متر مربع ) وربط حنفية بمياه الإسالة وجهاز تعقيم يعمل بإشعة الأوزون ,أما القناني البلاستيكية فهي أما مستوردة أو التي تشترى من أصحاب الورش المتنقلة بمعنى أكثر وضوحا من ( الدوارة) الذين يجوبون الشوارع والمحال والأحياء السكنية لجمع قناني المياه المستعملة في كل مكان أو شرائها من بعض المنازل ومن ثم لصق علامة تجارية مزيفة عليها . ويضطرالمواطن الى شراء قناني المياه برغم شكوكه في ان أغلب هذه القناني ملوثة الا انه لا خيار امامه سوى ان يستخدم هذه القناني او ماء الاسالة الغير صالح للاستهلاك البشري و على اية حال فالمياه المعدنية سواء أكانت مستوردة أم مصنعة محلياً أفضل من مياه الإسالة الحالية التي تحتوي على شوائب مصحوبة بروائح كريهة , وحتى هذه القناني يجب ان تخضع للتقييس والسيطرة النوعية وإن مدى صلاحية المياه المعدنية التي تباع في الأسواق العامة أو في الشوارع من قبل الباعة الجوالة مسؤولية الأجهزة الصحية والرقابية في الدولة ان كانت هناك دولة مؤسسات لا دولة لصوص ومليشيات ، ان إقبال المواطنين على استخدام المياه المعبأة للشرب ( المياه المعدنية ) وعزوفهم عن مياه استخدام ماء (الإسالة) نتيجة عدم الثقة بنظافة مياه الإسالة وبمن ينتجها.
ان المياه المعبأة او كما يطلق عليها (الآرو) تفتقر الى أبسط الشروط الصحية في انتاجها اذ إنه بإمكان أي شخص أن يفتح معملا لإنتاج وبيع المياه خاصة في المناطق البعيدة والشعبية من دون موافقات اصولية بيئية وصحية وفق معايير قياسية لان البلد في حالة فوضى ومن ذا الذي يهتم بذلك ؟! اذ ان جميع الجهات الرسمية تعرف إن نشاط هذه المعامل يتصاعد قبيل واثناء فصل الصيف وبات الاستخرام متصاعدا حتى في الشتاء نظرا للإقبال الواسع على شراء قناني المياه بسبب مياه الاسالة غير الصالحة للاستهلاك البشري ، الأمر الذي يمكن أن يلفت الأنظار اذ إن هناك إختلافا وتفاوتاً ليس بأسعار هذه المياه المعبأة فحسب بل حتى في طعم هذه المياه .
علي صعيد ذي صلج ازدهرت تجارة منظومات تعقيم المياه وتركيبها اذ ان هناك عددا كبيرا من أنواع المنظومات المستخدمة لتعقيم المياه الصغيرة والكبيرة وتسمى منظومة R O وهذه تستخدم غالبا في المنازل وفي المعامل غير المجازة ، والنوع الآخر الكبيرة وتعقم المياه بالإشعة فوق البنفسجية وازداد الطلب على هذه المنظومات من قبل المواطنين لعدم نقاوة المياه المعدنية المعبئة والمتداولة حاليا في السوق المحلية.
في ضوء ذلك تبرز كل يوم في العراق بشكل عام حالات مرضية غريبة تتعلق بصحة المواطن العراقي الذي أرهقته قضايا الحياة اليومية وتراكمات الصراعات السياسية بين الاحزاب ال…. واهمال الخدمات من أهم ما يميز حكومات هذا الزمن وبات هما يشغل المواطن العراقي ويثقل كاهله حتى بات ينوء به بحيث ان المواطن اخذ على عاتقه البحث وبشكل مستمر عن حلول آنية كي يسد إحتياجاته العائلية اليومية ناهيك عن حاجته الأهم والتي تعتبر أزمة أزلية في العراق وهي (الطاقة الكهربائية) ودايمة الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في