الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس في السياسة - علي صدر الدين البانوني وأحمد أبو صالح

أحمد مولود الطيار

2006 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حلقة برنامج " حوار مفتوح " التي بثتها قناة " الجزيرة " القطرية بتاريخ 25/3/2006 , أعطت للمشاهد العربي عموما وللسوري خصوصا مقارنة هامة بين سياسيين ومعارضين سوريين لهما باع طويل في فنون السياسة هما : علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين وأحمد أبو صالح المعارض البعثي للبعث بعد الحركة التصحيحية 1970 . ما يسترعي الانتباه في منطق الاثنين, ابتعادهما واقترابهما من " السياسي ". فبينما ركز البيانوني على البعد السياسي لانشقاق خدام, مجيرا هذا البعد وهذا الانشقاق في خدمة " الوطني ". بمعنى من المعاني: لا مصلحة لسوريا الشعب والوطن في إضعاف عبد الحليم خدام لمصلحة بشار الأسد. لا مصلحة للسوريين في الوقوف إلى جانب مجلس الردح وشتم عبد الحليم خدام. وكان البيانوني في كل أحاديثه وتصريحاته الإعلامية يؤكد أن ملفات عبد الحليم خدام في الفساد هي من اختصاص دولة الحق والقانون القادمة هدف ومطمح السوريين ومطلب جميع أطياف المعارضة السورية من أقصاها إلى أقصاها.
إذن يؤكد البيانوني على نقطة هامة وان كانت مضمرة في الخطاب: تعميق تناقضات النظام السوري الداخلية ودفعها إلى أقصاها, مما يفتح على جروح عميقة تنال من بنية هذا النظام مما يؤدي إلى تفسخه وانهياره بالتظافر مع عوامل خارجية وداخلية أخرى لا تقل أهمية.
ليس المطلوب حسب البيانوني عدم قبول " توبة " أهل النظام. على العكس من ذلك فتح جميع الأبواب على مصاريعها وإعطاء كل من يريد الانشقاق عن النظام الأمان والاطمئنان والاستفادة من الدرس العراقي البليغ " اجتثاث البعث " وتجنيب سوريا ذلك الدرس الدامي.
أحمد أبو صالح ذهب في مداخلته مركزا على " الشخصي " متناولا تاريخ عبد الحليم خدام وكيفية جمعه لثروته وملايينه واصلا إلى السؤال التقليدي: من أين لك هذا ؟
لولا مقاطعة غسان بن جدو مؤكدا بشكل حاسم أن برنامجه لا يهدف الإساءة إلى الأشخاص في أي موقع كانوا وإنما يريد مناقشة الجانب السياسي فيما يتعلق ب " جبهة الخلاص الوطني " والتي تشكلت في بروكسل وموقفه منها.
يعود أحمد أبو صالح إلى الموضوع مؤكدا بأن موقفه ضد هذه الجبهة مئة بالمئة ولا يشرفه التعامل مع عبد الحليم خدام.
بالمقارنة بين موقف الرجلين وأين تكمن المصلحة السورية ومن منهما غلب أهواءه وميوله ونفسيته على مصلحة الوطن ومن منهما ضغط على تلك الميول والأهواء معتقدا أن في ذلك إنقاذ للوطن من الفساد والاستبداد ؟
من منهما كان موقفه أخلاقي ومن هو صاحب الموقف الأخلاقوي ؟
من هو السياسي ومن هو السياسوي ؟
من الذي ضغط على جرحه ومن جرحه كان يسيره ؟
المشاهد الذكي لديه بالتأكيد كل الأجوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي