الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفخخات التاريخ

أياد الزهيري

2018 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مفخخات التاريخ
تقول أستاذة التاريخ في جامعة تكساس الأمريكيه غريتشن أدمز (من أجل بناء مستقبل جديد,نحتاج الى بناء ماضي جديد).
لا أحد ينكر ما للتاريخ من تأثير كبير وخطير على الذاكره الشعبيه, وهو من يخلق عقد وتوترات أجتماعيه عندما يكتب بطريقه أستفزازيه ,يمجد بها الجلاد ويمتدح بطريقه يثير بها مشاعر ضحيته, كما هناك من يرفع المستبد الى مقامات البطوله في حين كان رمزآ للأستبداد والجريمه, وهناك من يحول الذباحين وأصحاب الأباده الجماعيه الى أسطوره قياديه ومن الرجالات الواجب تقديسهم , أنها مفارقه تدق أسفين الشقاق الأجتماعي وتذكي الذاكره المجتمعيه بالكثير من الشحنات المغذيه للروح الطائفيه المقيته, في وقت يمكن أن نجعل من التاريخ عباره عن ماضي يزخر بالعبره ويمدنا بالخبره التي تجنبنا مفخخاته, لا أن يقطع أوصالنا ويساهم بسفك دماءنا عبر الزمن ,بل علينا السعي لبناء تاريخ نرمم به حاضرنا ويبني لنا مستقبلنا وهذا لا يمكن أن يكون الا بأستحداث معيار موضوعي ينصف رجالات تاريخنا بما لهم وما عليهم وأن نكتب تاريخنا بأقلام منصفه وموضوعيه بعيدآ عن النفس الطائفي والعنصري والشوفيني وهذا ما عملت عليه أوربا ودرست عليه أبناءها, فالمجتمع الأوروبي أستقر وأتفق على أدانة هتلر وشجب أعماله البربريه وهذا ما أستقرت عليه قناعة الشعوب الأوربيه وأصبح من يمجد هتلر يتهم بالنازيه ويدان قانونيآ ,وأنا أتذكر في مقابله تلفزيونيه مع الملياردير السويدي (أنكفر كامبراد) صاحب أسواق الأثاث الشهيره (الأكيه) عندما سأله من يقابله بأنه متهم بالنازيه فقد بكى لأن النازيه تعتبر عار بالعرف والوجدان الأوربي , لذى ولكي نبني عراق مستقر ومنسجم على من يقوده مسؤولية كتابة تاريخ يعضد الوحده الوطنيه ويساهم في أنسجام مواطنيه , والا لا يمكن أن يمجد مثلآ قاتل الحسين (ع) وهو أمام أكثرية أبناءه وهم الشيعه , أو يمجد هارون الرشيد وهو قاتل امام الأكثريه من الشعب , كما حدث في الجلسات الأولى للدوره الرابعه للبرلمان العراقي من أحد المتداخلين , وأن كان الرجل لا يقصد , مما أثار حفيظة زميله الشيعي وأعتبره تحدي لمشاعر الملايين من المواطنين , أي يجب أن يكون هناك معيار تصنف فيه مواقف رجالات التاريخ ورفع القداسه عن أناس لا يستحقوها بل يستحقون الأدانه بدلآ عن الأشاده , وهذا للأسف ما يحدث في تاريخنا العربي والأسلامي وهي نظرة التقديس للتراث بكل أبعاده وشخصياته, وهذه من مهازل تاريخنا حيث يقول البعض أن سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين , ما هذه الأضحوكه وما هذا الهزال في كتابة التاريخ , أنهى أستهزاء بالعقل العربي والمسلم, حتى أن هذا النفس موجود في تاريخنا الحديث حيث ينعت المجرم صدام بالشهيد وهو صاحب المقابر الجماعيه والمجرم الذي قتل شعبه بالكيمياوي في حلبجه , والقاتل الذي تسبب بقتل مئات الألاف من الأبرياء في حرب لا ناقه للعراقيين فيها ولا جمل , كيف ينعت بالبطل والقائد الضروره أمام ضحاياه أنه عمل أستفزازي ويمكن أن يفجر الأوضاع في كل لحظه .
نحن أمام مسؤوليه تاريخيه في أعادة كتابة التاريخ من جديد لكي ننصف المظلومين ونؤشر على الظالمين لكي يشعر الجميع بعدالة التاريخ وتوحيد الوجدان والمشاعر الشعبيه وأزالت كل المفخخات التي كتبت بغفله من الزمن وهو نوع من أنواع الأنصاف للضحايا وتهدأه للخواطر ورفع فتيل التفجيرات التي أعدت لذبحنا جميعآ.
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س