الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع السلمي لرأس المال:الفارس الأبيض

مظهر محمد صالح

2018 / 9 / 23
الادب والفن


الصراع السلمي لرأس المال:الفارس الأبيض


مظهر محمد صالح

02/9/2015 12:00 صباحا

لم يتمتع احد بسعادة العدالة، التي تليق بالاحرار، مثلما تمتع يومها الملك آرثر وهو احد ملوك بريطانيا القديمة ، عندما اجلس فرسانه من النبلاء على طاولة مستديرة لتكون وسيلة مساواة في الرأي واتخاذ القرار والابتعاد عن نيل المآرب ليطلق عليهم لقب فرسان الطاولة المستديرة ،وسُمي كل واحد منهم بالفارس الابيض.
ولم ينفك تاريخ بريطانيا الادبي من ان يكون شاهداً واعيا على نقاء اولئك الرجال المدججين بالدروع وهم ينفذون أوامر الملك آرثر في حمايتهم لتلك السيدة البالغة الجمال ودرء الخطر عنها في ظروف شديدة التوتر وهي تواجه خاطفيها من الاعداء كما تذكر الروايات.
اللافت ان في دنيا الاعمال بات حراك التملك داخل الشركات المساهمة شيئا يمثل كثيراً الى استعمال مبدأ (الفارس الابيض) وعده منقذا للشركة في ظل مواجهة صنف آخر من الاستحواذ يسمى بالاستحواذ العدائي على اسهم الشركة وحمايتها من الهيمنة العدائية على عملياتها من جانب مالكين دخلاء من غير المرغوب بهم يطلق عليهم بمفردة (الفارس الاسود) بغية السيطرة على ملكية الشركة رسمياً و بالقوة ضمن مبدأ سائد في ديناميكية انتقال حقوق ملكية الشركات يسمى بالاستحواذ
العدائي .
وغالبا ما يسعى المالك القديم في الشركة الى التحالف مع مالك او مجموعة مالكين جدد ممن يحملون الرؤية والولاء ومنهجية العمل للشركة نفسها و تشكيل اغلبية مهيمنة تحفظ للشركة دوام وجودها الاداري والمادي الاساسي والجوهري.
وعلى الرغم من ان المالكين القدامى للشركة المستهدفة سيفقدون ربما جانباً مهماً من هيمنتهم الادارية على الشركة ولمصلحة المساهمين الجدد (الفارس الابيض) الا ان ذلك سيكون نابعاً عن رضا تام وقناعة بالقادم الجديد المُفضَل، ذلك لما سيحصلون عليه من تعويض وعلاوات مرضية عن اسهمهم المبتاعة مقارنة بالاستيلاء العدائي(للفارس
الاسود).
وبين هذا وذاك يظهر فارس ثالث يسمى(بالفارس الرمادي) وهو مصدر رفض من الفارسين الابيض والاسود في الوقت نفسه.
وعليه قد يتذكر البعض فيلم المرأة الجميلة»»pretty woman الذي اشعل شاشات السينما في العام 1990 وكان من تمثيل وبطولة ريتشارد غير وجوليا روبرتس والذي كان يصور دور رجل الاعمال المسمى ادورد لويس والقادم الى لوس انجليس، مستهدفا الاستحواذ على اسهم شركة بعينها ولكنه يقع في حب غانية يستأجرها كمرافقة له وان عشقه لها قد حوله من (فارس اسود) كان يتولى استحواذا عدائيا على الشركة المذكورة ، ليصبح (فارسا ابيض) منقذا لها .وختاما ، تمتع ادورد لويس في نهاية المطاف بلقب (فارس الاحلام) في دنيا الحب، فضلا عن حيازته للقب (الفارس الابيض) في دنيا الاعمال وفي وقت واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة