الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل مظلم,لحاضر متشح بالسواد ومخضب بالدماء

فتحي علي رشيد

2018 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لابد للمرء من أن يتساءل ما هو السر وراء انتشار حملة اللطم التي جرت هذا العام في عاشوراء , وعلى نطاق واسع ,حيث نظمت في أغلب أصقاع المعمورة بدءا من اندونيسيا مرورا بالباكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان ونيجيريا وتنزانيا وموزامبيق وانتهاءً ببرلين وباريس ولندن حفلات اللطم !!! ؟ هل تستطيع المخابرات والحكومة الإيرانية وحدها أن ترتب وتحضر لحفلات اللطم هذه في جميع تلك البلدان وفي وقت واحد وبهذه الكثافة ؟
و إذا علمنا أن القوانين المعمول بها في لندن وباريس تمنع التجمعات الكبيرة ,خاصة إذا كانت تحض على الكراهية وتحرض على القتل والانتقام. فمن حقنا أن نسأل :كيف ولماذا سمحت ( ولانقول شجعت ) حكوماتها لحفلات التحريض على الكراهية دون أية ممانعة ؟ هل لموقف أوروبا الممالئ لإيران علنا والمصر على إبقاء العلاقات مع إيران مفتوحة دور في ذلك ؟ هل هو نوع من العمل على استرضاء إيران ؟أم تشجيع لها للاستمرار في سياسة التحريض على القتل والإجرام والتدخل ـ خاصة في شؤون الدول العربية ,والإسلامية ؟ أليس التحريض على الانتقام ممن لم يكن لهم دور في مقتل الحسين ,نوع من الإرهاب لايقل خطرا عن خطر التكفير الذي تقوم به كلا من داعش والنصرة وأخواتهما ؟
إذا كانت روسيا وإيران وسوريا وتوابعهما يتهمون أوربا وأمريكا بتشجيع ودعم المنظمات الارهابية التكفيرية الوهابية الداعشية ؟ أفلا يعتبر هذا الصمت والتشجيع على حملات اللطم والتحريض على الانتقام والقتل التي قام ويقوم بها نفر من الشيعة الموالين لولاية الفقيه في كل من سوريا والعراق واليمن هو نوع آخر وأخطرمنه لأنه متشح بالسواد ومخضب بالدم , من ذات المصدر الداعم لإرهاب داعش المكلل بالسواد ؟ والخطر الأشد في المستقبل من أن يسود هذا الخطر ويعمم بعد أن تراجع خطر داعش والقاعدة .ماذا سيفعل هؤلاء الأطفال الصغار بعد عشرة أو عشرين عاما في كل من لبنان والعراق وهم يتشحون بالسواد يشاهدون ويمثلون مسرحيات مفجعة لمقتل الحسين وهم يصرخون لبيك ياحسين .
فالكل بات يعرف أن بضاعة داعش والنصرة كانت منذ البداية بضاعة فاسدة وباتت اليوم غير رائجة بل خاسرة .ولا أسواق لها إلا على نطاق ضيق جدا ومحدود جدا. بينما كانت بضاعة اللطم والبكاء على الحسين ـ وماتزال ـ وباتت أكثر رواجا وتجد لها أسوقا مفتوحة لدى ملايين الفقراء والمعدمين في البلدان التي يتواجد فيها شيعة . هل هو نوع من فتح الأبواب لهؤلاء المفقرين للطم للتعويض عن الفقر والتهميش ؟ هل هو نوع من فتح الباب لهم لمقاتلة وقتل العرب والسنة الثائرين على أنظمتهم الفاسدة , وليقاتل هؤلاء المهمشين ,إخوانهم الشيعة بدلا من أن يتوجه الطرفان لمحاربة حكوماتهم الممالئة لأمريكا وأوربا وإسرائيل ,أليس تجييش الملايين لقتل بعضهم وتدمير بلدانهم أفضل وأريح ؟
ألا يذكرنا هذا بالدور الذي قام به الموالين للفرس في القرن الثالث عشر في دعم جحافل المغول لغزو العرب وإسقاط الدولة العباسية عام 1258 م ؟ اليس هو الدور ذاته الذي قام به الفرس من خلال الاتفاق الذي أبرمه الخميني مع ريغن عام 1980 لمد إيران بالصواريخ بعيدة المدى من قبل أمريكا وإسرائيل لضرب العراق ؟ وهي ماعرفت يومها بفضيحة " إيران غيت " ؟ هل يمكن لأحد أن ينسى أن أمريكا عندما اجتاحت العراق عام 2003 (كما اجتاحه المغول )قدمته على طبق من فضة للفرس ؟ هل يمكن لأحد أن ينسى أن أمريكا التي بدأت ببناء أول المفاعلات النووية في إيران عام 1967 ,هي التي سمحت لروسيا وفرنسا ببنائها من جديد بعد الثورة المزعومة في إيران ؟ في حين دمرت المفاعل النووي الذي بدأ صدام حسين ببناءه في العراق عام 1981 ؟ هل يمكن لإيران ومليشياتها أن تصول وتجول في جميع دول المنطقة بدون رضى وعلم وموافقة أوروبا وأمريكا وإسرائيل ؟ هل يمكن للتنديد والوعيد دون أي فعل حقيقي رادع وقوي بعد أن نفذت دورها ,أن يغطي على صمت وتشجيع تلك الدول لإيران ومليشياتها على ماتقوم به وتحضر له مستقبلاً من خلال السكوت على القتل والتشجيع على الكراهية واللطم وتغذية روح الانتقام ؟
فتحي علي رشيد
24 / 9/ 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال