الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح وحماس واقتراب النهاية

محمود علي الخطيب

2018 / 9 / 23
القضية الفلسطينية


قال الحكماء من القدماء "إن لم تستح فافعل ما شئت" ويبدو أن فرقاء السياسة الفلسطينية قد اتخذوا من تلك المقولة شعارا وعملا. فالسلطة الفلسطينية والتي طالما تفاخرت بانضمامها للمؤسسات الدولية بحجة الدفاع عن كرامة الانسان الفلسطيني ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين وعلى رأس تلك الانتهاكات سياسة العقاب الجماعي، فان السلطة ذاتها هي من يمارس أبشع وأقذر أنواع العقاب الجماعي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة بحجة الضغط على حركة حماس التي اختطفت القطاع منذ 2007. وبذلك يصبح المواطن البسيط في غزة هو الضحية المطلقة، لإسرائيل، وسياسات كل من فتح وحماس. تلك العقوبات الجماعية التي تتضمن اقتطاع رواتب الموظفين، والتضييق على التحويلات المرضية للعلاج بالخارج، وحتى التضييق على المؤسسات العامة في القطاع.

وعلى الطرف الاخر، تمارس حماس رذيلة الميكافيلية السياسية بشكل لم يسبقها اليه أحد من العالمين، فهي معنية بوقوع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في قطاع غزة على الحدود، تلك الدماء لن تكون شيء الا وسيلة للمراوغة السياسية وتحقيق مكاسب مادية وإعلامية للحركة، لن تكون إلا أداة لتزداد قيادات حماس ثراء وفحش. انه لمن الغريب التفكير في كمية السذاجة اللازمة للمرء ليقتنع ان من قتل أطفال بعلوشة سيتورع ولو للحظة من قتل بقية أطفال غزة، فالحركة الإسلامية لا يرف لها جفن وهي تعلم ان باصاتها تنقل أطفال قصر ومراهقين لمساحات مفتوحة امام القناصة، ليكونوا تسلية مجانية ومادة تدريبية خصبة للجنود. ناهيك عن التلاعب المقصود بمقدرات وارواح المدنيين، فالكهرباء مثلا لا يمكن توفيرها للمستشفيات مما يهدد حياة الكثير من الحالات الحرجة، لكن وبقدرة قادر فان التيار الكهربائي لا ينقطع عن منازل القيادات الربانية، ذلك ان رفاهية القائد وحريمه أسمي واهم وأكبر من قيمة الحياة لأباء وأمهات وأطفال غزة.

آن الأوان ان يقول اهل غزة كفى لكل تلك المهازل، لكل ذاك الإرهاب الذي يمارسه مراهقي السياسة من أبناء جلدتهم، لابد من وضع حد لكل تلك الجرائم، ولو اضطر اهل غزة لمحاكمة تلك الطغمة الفاسدة في غزة ورام الله امام محكمة الجنايات الدولية، لان ما يُمارس ضد المدنيين هنا من عقاب جماعي وقتل للأطفال انما هو انسجام مع إرادة الاحتلال و يندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية، فالوقت يمضي ولن يطول قبل ان تُقلب الطاولة على الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - براءة
محمود علي الخطيب ( 2023 / 10 / 22 - 13:43 )
بعد المعجزة التي صنعتها حماس والمقاومة في غزة، شجاعة تغفر لها كل زلل. طريق التحرير قد بدأ وإنني ابرأ الى الله من اي نقد لا موضوعي نابع عن جهل او عدم دراية. فعلى حماس ما عليها، لكن ما لها يجٌب ما سواه

واتمنى من الحوار المتمدن احترام رغبتي التي وضحتها لهم منذ اشهر، بحذف هذه المقالات

اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب