الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمانة بغداد .. رقم ( 1 ) في الفساد

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2018 / 9 / 23
المجتمع المدني


المتتتبع لاعمال هذه الدائرة يرى الكثير من التناقضات الادارية فيها كمؤسسة مسؤولة عن بغداد من نواح عديدة بينها النظافة وانتاج الماء الصالح للشرب وادارة الاملاك وبنى تحتية عديدة ... الخ وهي بحاجة الى ميزانية ضخمة وملاك كبير لكي تؤدي واجبها بالشكل الصحيح . والحديث عن هذه المؤسسة ذات الاتصال المباشر بحياة المواطن ذو شجون ويحتاج الى وقفات طويلة وصفحات عديدة لذحديث عن ادائها وفسادها العاملين فيها من امينها حفى اصغر درجة وـيفية فيها فقد نخرها الفساد رالقاسدين في كل مجالات عملها . ورافق اداء هذه المؤسسة الكثير من السلبيات اولها واهمها فقدان ادواتها التشغيلية بفعل الفساد الذي عم جميع مؤسسات الدولة وطبعا امانة بغداد حازت على المرتبة الاولى في ذلك والشواهد والادلة على ذلك لا حصر لها بينها المشاريع التي تنفذ من دون ضوابط ومن دون تخطيط مسبق . من قبل مقاولين الصدفة الذين جائت الاحزاب وسياسيو الصدفة اذ لا خبرة لديهم في تنفيذ هذه المشاريع لانهم حصلو عليها لكي يفيدو ويستفيدو ( سبوبة ) على حساب المواطن وخدمة لمن يقف ودائهم من احزاب وجهات سياسية ليحيلوها الى اخرين من الباطن .
اضف الى ذلك تسمية عناصر لقيادة الدائرة بلا تخصص او خبرة فنية او علمية فرضو ايضا من قبل الاحزاب لضمان حصصهم في موازنات ومشاريع الامانة .
ان تقادم البنى التحتية لمشاريع المياه الصالحة للشرب ومشاريع تصريف مياه الامطار والمياه الثقيلة . والسكن العشوائي ( التجاوز ) , والتوسع العمراني بشكل افقي , وانتشار الاسواق بدون موافقات اصولية وكثرة الانقاض والنفايات وعجز الأمانة عن التخلص منها بشكل حضاري وعلمي وتدخل بعض المسؤولين في تعيينات كثيرة لدى الدوائر البلدية ما اصبح يشكل عبئا عليها وبطالة مقنعة وهدر للميزانية التشغيلية بامور بعيدة عن مسارها الطبيعي الامر الذي انعكس على اداء هذه المؤسسة الحيوية . وتعاقب على ادارة الأمانة شخصيات عديدة لن نمر بهم لان موضوعنا بعيد عنهم لكن فسادهم فاعل في تراجع ادائها ذلك ان التخطيط الإستراتيجي يجب أن يكون من اولويات المسؤول لأية دائرة او مؤسسة تقع مسؤولية ادارتها عليه وسواء أكانت الخطة قصيرة أم متوسطة أم بعيدة المدى يجب أن توضع لها الميزانية الخاصة بها لكي تطبق بنجاح وكل خطة تكمل الخطة الأخرى ولا ننكر ان هناك خططا لمشاريع عديدة الا انها عرجاء بسبب الفساد وتدخل الاحزاب كل يريد الحصول على حصة الاسد من هذه المشاريع التي بعد ان تحال اليهم تمنح لمقاولين اخرين من الباطن لقاء نسبة كبيرة من قيمة المشروع وهؤلاء يحيلونها الى اخرين لتصل الى عدد كبير من المقاولين الصغار عديمي الخبرة وعندما ينفذونها يجدون انهم اذ ما انجزوها وفق المواصفات المطلوبة فانهم سيخسرون لانهم لا خبرة لديهم هذا من جانب ومن جانب اخر انهم استلمو المشروع وقد توزعت موازنته بين الاحزاب والمقاولين السابقين ناهيك عن حصص لجان الاحالة وسلسلة طويلة من الفاسدين . فيقوم بتنفيذها بشكل رديء وسريع مستخدما اسوأ المواد وارخصها ليسلمها مع رشاوى الى لجنة الاستلام وهذا يحصل في جميع المشاريع . على ان ذلك يتم بعلم الجميع والحمكووووومة ….. من اعلى الهرم تعرف ذلك وتتجاهله . وهناك مشاريع تم استيفاء المبالغ المخصصة لها ولم تنفذ .
هكذا اخذت الاوضع الخدمية تتدهور وبدأت اثارها السلبية تتصاعد فاخذت الحكومات المتعاقبة بتوظيف ذلك دعائيا للاستهلاك الاعلامي خاصة في الحملات الانتخابية وتوزيع الوزارات بينهم والجميع يريد الوزارات الخدمية بحجة خدمة المواطن لكن الحقيقة ان هذه الوزارات وامانة بغداد بمثابة كنز بسبب حجم موازنتها والكم الهائل من المشاريع التي يجب تنفيذها الامر الذي يفسح مجالا كبيرا للتلاعب والسرقة وكلما تصاعدت شكاوى المواطنين من تردي الخدمات وازماتها قدموا لهم اعذارا واهية وحلولا ترقيعية الامر الذي حال دون تقديم الخدمات للمواطن .
وقد قامت الأمانة بالتوسع الافقي لدوائرها الى أربع عشرة دائرة بلدية بذريعة ادارة الازمات وتقديم الخدمات لكنها في حقيقتها تلبية لحصص الاحزاب اذ لكل حزب حصة ودليل ذلك ان الخدمات تراجعت اكثر واكثر بل انها انعدمت ومن الامثلة على ذلك انه برغم شحة الامطار الا ان العاصمة بغداد تغرق اذا امطرت لعدة ساعات . اذ لا حلول ترتجى من هؤلاء اللصوص ولم يجدوا حلا لخطوط المجاري القديمة او على الاقل وضعها ضمن خطة استراتيجية ، اذ تعاني بغداد شحة المياه صيفا وشتاء وتغرق صيفا وشتاء بمياه المجاري اذا امطرت ناهيك عن حالة الشوارع وتعبيدها واكسائها باسفلت يفتقر الى المواصفات القياسية بل ان عدمه خير من الاكساء به بالرغم من اننا بلد نفطي وتستوفى عنه اموال كبيرة كذلك الحال مع الأرصفة والمتنزهات .... الخ . كل ذلك في حالة مأساوية اذ ان المشاكل كبيرة ولا حلول .
المعضلات التي يعانيها المواطن لا حصر لها وتعصف بحياته من اقصاها الى اقصاها ولا بارقة امل تلوح في الافق .
والحل هو توظيف الموزانات بالشكل الامثل بعيدا عن الفساد المالي والاداري والمحاصصة وتسليم مؤسسات الدولة للاكفاء النزيهين لكن هذا لا ولم ولن يحصل الا في الاحلام . اذ تبقى هذه احلام مؤجلة والمشاريع المنفذة قاصرة عن خدمة المواطن فعلى سبيل المثال لا الحصر تراكم النفايات والمخلفات بانواعها تمثل خطرا كبيرا على البيئة وسببا رئيسا للاوبئة .
وهكذا يعيش العراقيون احلاما وردية مساء ليصحوا على كابوس مرعب وحياة معطلة ووجوه قبيحة كالحة فاسدة تتحدث بكل صلافة عن الديمقرلطية والوطنية والنزاهة والشرف التي يفتقرون اليها .. ( سنتحدث عن هذا الموضوع في حلقات تالية لنتمكن من الاحاطة بفساد هذه المؤسسة ومدرائها وعلاقة المسؤولين في الحكومة بها )
ودايمة الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون ويشعلون النيران أمام منزل نتنياهو ليلة ع


.. شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد




.. تقرير أميركي.. تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة


.. واشنطن تدين انتهاكات حماس لحقوق الإنسان وتبحث اتهامات ضد إسر




.. الأمم المتحدة: الأونروا تتبع نهجا حياديا وإسرائيل لم تقدم أد