الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه وسبعة رصاصات

بعلي جمال

2018 / 9 / 23
الادب والفن





الوجوه نفسها ، المكان لم يتغير منذ الإحتجاج الماضي ...هل ستظل الأمكنة تلعننا ؟ حتى كلب بيبو وكأنه لم يتحرك من مكانه ،في الأول كان بيبو يربطه إلى شجرة التوت و يعلق قفص بانجو بأحد أغصانها .بانجو حسون لبلبل ،حتى أن بيبو يلاغيه و يضحك له ويطعمه من فمه.هل كان الحسون روحا بشرية حلت فيه ؟ كلب بيبو يستلقي في ظل التوتة غير بعيد على طاولة بيبو التي يبيع عليها التبغ و الكاوكاو .. لا يتحرش بأحد ودود ،في ذلك اليوم لم يربطه بيبو بل تركه بجانبه .اوقف عربته الصغيرة كالعادة بمحادات مدخل البريد ،على الرصيف المقابل دكان بقالة الحاج طرشي و مقهى الياسمين ...صوت الهاشمي قروابي ينبعث كبلسم منكه بالفراولة .صفف علب الدخان ،فرك الكاوكاو ،علق قفص بانجو على غصن التوتة وجلس ينتظر حمامة رزقه ،ذلك اليوم بيبو متجهما قليلا و لم يتحدث كثير ،كان يرد السلام بررود غير معهود .رأسه مثقل ،مطرقا ،يضرب الأرض بقدمه ...فجاة صرخ بصخب:
- يا الله.
جرى نحوه عماد نادل المقهى المجاور .
- بيبو مابك؟
-مخنوق ياصاحبي مخنوق.
- أحس بك .
- إنه لا ينتظر ،ماكر ...غدا موعد السكانير و لا أعرف ماذا سأفعل.مريم يزداد عليها المرض ..لا اعرف ماذا افعل .
- إهدأ لن يغلق الله الأبواب. سآتي لك بقهوتك لقد نسيتها .
مريم أخت بيبو مريضة بالسرطان و تحتاج لرعاية خاصة . هي وحيدته بعد موت الوالدين ،تصغره بسنتين ،صارت كل دنياه... كانت تملأ دنياه فرحا وشقاوة ،مجتهدة و نقية . هي الآن في المستشفى ترقد خجلى بلا شقاوة !
رجال شرطة يتوزعون على كامل الطريق ، إحتياطات مفاجئة ،ماذا يحدث ؟ هل سيأتي مسؤولا ساميا ؟ او سيمر فقط ،مخرجا يده ملوحا وراء الزجاج الأسود؟!
توقفت سيارة سوداء ،نزل رجل بهندام منمق ونظارة سوداء ،لا تلمح عيناه ..دفع بيبو وصاح في وجهه.
- إذهب من هنا ،اسرع.
- لماذا تدفعني ،سأذهب؟
- لا تتحدث معي،قلت لك إنصرف .
ودفعه مرة اخرى سقط على طاولته و تبعثرت بضاعته ،نبحه الكلب ...نزل آخرين من السيارة ،ركل أحدهم الكلب و امسك الآخر بيبو من يده مهددا:
- ألا تفهم .
- انت تهينني .
سبه ذا الوجه الحجري بنتوء ذميم في شفته :
- يابن العاهرة.
اراد بيبو ان يفلت من قبضته ،كانا نحيلا و متعبا .
- اتركني .
الكلب ينبح بقوة و يريد ان ينقد صاحبه،تجمع رجال البوليس و خرج من المقهى روادها ،بدأت الأحداث تتازم ،صراخات :
- اتركه .
- لماذا تهينه ؟
- حرام عليك ،إنه إنسان.
رجال البوليس يحاولون فض التجمهر .
الرجل الضخم يدفع بيبو،يسقط يرتطم رأسه بحافة الدرج بباب صغير هو مخرج. موظفي البريد .يغمى عليه ،يزداد هياج الجما هير وتعلو الأحتجاجات :
- ابن الكلب ،لقد قتلته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا