الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمس سوناتات شعرية

أنس نادر
(Anas Nader)

2018 / 9 / 24
الادب والفن


أبناء هذا العالم
يعبرون مسرعين
يحملون أنغامهم الجدباء
و أبناءهم الحزانى
لا من حقيقة عارية
و لا من ذاكرة مقدسة
في نهاية المطاف
توقف هذا النزيف
المنساب في الحيرة و الألم
و تقيد الأحلام العنيفة
تلك الدمى المبهرجة لهذا العالم
وفزعه المقدس.

*
أم

كانَ عمري تسعةَ أعوام
عندما قلتُ لأمي في الحلم
إنك نقية ودافئة
كالفجر بعدَ عاصفةٍ ثلجيةٍ
إني أرى وجهك الهامسَ نائماً
كرقاد الحمائم البيضاء
ولكمْ أخشى
أنْ تخطفني جنياتُ السهر
منْ بين ذراعيك الحانيين....
وكانت أمي تقول لي
لا تخفْ يا صغيري
إنَّ للساحراتِ أجنحة بيضاءَ كالنور
تأخذكَ حيثُ السماوات الكريستالية
وتعيدُكَ إلى قلب أمك.

*

حقيقة

صديقي العجوز الضرير كان يعبر وسط الزحام
يرتطم بالمارة ويعترضهم بعكازه الخشبي القديم
صديقي العجوز الضرير كان يشق طريقه في ضخب الحياة
ولم يرى ألوانها وأشكالها وأجسادها الأنيقة
لم يرى سحرها وروعتها وجذابيتها
طوال حياته لم يحب ولم يكره من النظرة الأولى
لم يرغب بإمرأة ولم يرتعش جسده لفرح البحر أو حزن المواسم
صديقي العجوز الضرير كان مسكين وبائس
لم يرى من الحياة شيئ...
لم يرى سوى الحقيقة.

*

على ذلك السفح البعيد
كان يتراكض قطيع من الأيائل
كانوا يتراكضون ويتناطحون برؤوسهم ورقابهم الكبيرة
وأقدامهم القوية تعفر السماء بالغبار
وكانت قرونهم المتشابكة تبدو كجذور الشجر اليابس
يا للصخب ويا للشغف والعنفوان
ويا لتلك الجذور اليابسة....المفعمة بالحياة

*

أنظر إلى البحر
إلى السماء وهجعاتها العظيمة
أنظر إلى رقص الشفق بين زنانير النجوم وخاصرة الأفق
وتمتع بثنياته المتوهجة على خاصرة الجبل,
أنظر إلى كل هذا الجمال التي تستعرضه الحقيقة
يا إلهي...أي أطفال منبوذون نحن.

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق


.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202




.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024