الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا من الاستعمار إلى الاستبداد ثم الي مرحلة الطمس الكامل للسيادة الوهمية ...

مروان صباح

2018 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ينطبق على الروسي وحليفه مثل قديم مستدام ، عندما أعطى الأعور ليِكحلها فعماها ، هذا تماماً حال النظام الأسد ، أراد بمضاداته الارضيّة تحيد الصواريخ الإسرائيلي أو إسقاط طائرة من طائراته الأربعة فجاءت بطائرة حليفه الروسي الذي هو لا سواه كان قد زود النظام ببطاريات الصواريخ المتقدمة ، في النهاية ، ليس غريب على النظام لمثل هذه النهفات ، بل هو تاريخياً بارع في ارتكاب الأخطاء ، لكن ما يلفت الانتباه ، ردود الروسية التى توالت على أثر الحادث وعلى الأخص للرئيس بوتين ، عندما أشار من خلال تأنيب الإسرائيلي وتذكيره بسيادة سوريا وتحركاته فيها الغير مسؤولة ، هنا يتساءل المرء ، هل فعلاً لسوريا سيادة أو هل للعالم بأسره سيادة ، وأين كانت تلك السيادة عندما ابتلع الإسرائيلي الجولان أو عندما الأمريكي تدخل 25 مرة عسكرياً بدول أخرى بشكل مباشر أو أين كانت سيادة أوكرانيا على سبيل المثال عندما الجيش الروسي ضم جزيرة قرم ، بل من الصعب إقناع طفل بأن الغضب الروسي والشد العصب الذي اصابه كان من أجل سيادة سوريا ، لآن الإسرائيلي ببساطة قد نفذ في الماضي القريب لأكثر من 200 غارة صاروخية ولم يحرك ساكناً الحليف ، بالطبع التفسير الوحيد للتصعيد الحاصل ، هو سقوط الدم الروسي ، الذي جعل الرئيس بوتين أن ينتفض خوفاً على سيرته القوميّة ومستقبله الانتخابي .

والمدهش بالاتهامات الروسية التى بدروها حمّلت رسمياً السلاح الجو الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تدمير طائرته بل ذهبوا الروس إلى أبعد من ذاك ، عندما وضعوا الحادث بين التضليل والنية المقصودة ، وهذا يتيح للمرء التعرف على جوهو نظامه ، الذي يؤكد بأن واقع حاله ليس أفضل من حليفه الأسد ، وحسب المنطق ، وهذا تماماً ما أراد تفاديه بوتين ، لأن تحميل النظام الأسد المسؤولية يعيب اولاً الرّوسي في بعده العسكري قبل أي أحد، بل يعيد عملياً المسؤولية على عاتقه ، لأنه ليس سواه من زود النظام بسلاح دون التأكد من إمكانية الأخير من تشغيله أو أن الروسي تعامل مع الحليف بنمط قديم وسائد ومعمم في سياسات جمهوريات الاتحاد السوفيتي ، كان الاتحاد يمنح حلفائه مقاعد دراسة ويعتمد على الدوام علامة النجاح حتى لو كان الطالب فاشل، بالطبع ، لعلمه المسبق بأن الحائز على الشهادة السوفيتية لن يتمكن العمل سوى في بلاده ، بل الحكاية هكذا وبالمختصر المفيد ، تماماً كالذي أعطى ابنه سلاح وأطلقه في الحارة يفعل ما يشاء دون معرفة أو ضوابط .

في العصر الحديث وهذه حقيقة ، لم تشهد على الإطلاق المنطقة العربية برمتها يوماً ما نوع من السيادة ، لا العسكرية أو حتى الاقتصادية ، جميع اقتصاديات هذه الدول تعتمد على الواردات الذي يسهل اختراقها أو استباحتها والأخطر من ذلك وهو الهدف الأسمى ، عولمتها ، كما يحصل الآن في سوريّا ، فاليوم انتقلت الجغرافيا من أرض طرفيها مقتطعَّ ، الجولان والاسكندرون إلى اقتطاعات اصابت المحافظات من الداخل ، فهناك صراع واضح ومعلن على مناطق وأحياء في كل مدينة ، إذاً عن أي سيادة يتكلم الرئيس بوتين أو ربما يريد اجتزاء الجو عن الأرض، سيادة فوق واستباحة تحت ، وقد تكون المعارضة السورية الجهة الوحيدة والبريئة من طمس السيادة السورية أو الوحيدة التى تبحث عن سيادة لم تلد حتى اليوم أمام ميليشيات حزب الله وابوالعباس والنجباء والحرس الثوري وغيرهم ، تعتبر الميليشيات نفسها الآن شريكة أساسية في رسم الديمغرافية الجديدة كما هو حاصل في لبنان والعراق وفلسطين .

المسألة ليست بتزويد النظام بمنظومة صواريخ جديدة اس 300 هي أسرع وأدق تصويباً من سالفاتها ، بل الأهم أن تضمن هذه الصواريخ عقول تعلم كيف تديرها على الأخص في ذروة الاشتباك وتداخلاته ، كما حصل مؤخرًا ، لأن خِلاف ذلك سيُصبِح المجال الجوي في المنطقة ، غير آمن كما هو حال الأرض ، وايضاً مشكلة هذه الصواريخ الجديدة بأيدي نظام لم يجتهد يوماً ما باختراع إبرة ، رغم أنه في حالة حرب دائمة ، سيفرض تكلفة إضافية وباهظة على كل طائرة في الجو ، لأنها تحتاج إلى طائرة مرافقة من نوع أوكس مزودة بنظام إنذاري مبكّر ومتحكم جواً ، مثل هذه الطائرات وظيفتها مراقبة الصواريخ الطائشة من هنا أو المقصودة من هناك ، بل قد تكون نصحيني للرئيس بوتين ، الحل الانسب والخلاص لسوريا ، مادام أغلب الشعب السوري أصبح هارب في ارجاء معمورة الأرض وهناك عملياً اتفاق حول أفراد النظام الأسد بأنهم مصابون بحول عقلي وليس فقط نظري ، برغم من اجتهاد موسكو في تدريبهم على طريقة / تعلم أو جعلك لا تتعلم ، إذاً من الأفضل نقل ما تبقى من الجيش الروسي إلى سوريا لكي تكتمل عملية الاستيلاء والهيمنة . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف