الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (2)

إتحاد الربوبيين العرب

2018 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


إتحادالربوبيين العرب و الناطقين بالعربية
لشمال إفريقيا والشرق الأوسط

شعارنا : حرية – مساواة – أخوة حقيقية



تتمة .....

ما البديل إذن ؟

يبدو لنا و هذا ما نعتقده الصواب من الضروري كأول خطوة تعريف الإنسان أولا قبل الكلام عن إستهدافه بأي إصلاح ديني .لأنه هو المقصود بأي إصلاح .

للأسف لم نجد أي محاولة تعريف للإنسان و لو فلسفية في بداية الدساتير و لا "الكتب المقدسة" التي تتوجه لهذا الإنسان رغم كونه هو العنصر الأولي و الأساسي كفرد الذي يشكل جماعة الشعب و الأمة وهو الذي تتوجه له هذه الدساتير والكتب المقدسة .
هذا التعريف ضروري كمنهجية علمية حديثة لابراز خصائص هذا الانسان و التي لا يقوم أي إدعاء بإحترامه إلا بإحترامها. و ليس ذلك فحسب بل هذه الخصائص هي ما تجعل من الإنسان إنسانا وكل عدم إحترام أو تجاهل لها يجب أن يُعتبر جريمة و إعتداء على الهوية الإنسانية تجب مقاومته بكل الطرق المتاحة و المشروعة . منطقيا لا يمكنك النجاح في تربية الطيور مثلا دون معرفة قبلية بمميزاتها البيولوجية وما تحتاجه و كيف تعيش وغير ذلك .

فما هي هذه الخصائص الانسانية ؟

3-- تعريف الإنسان الحالي بيولوجيًا:

حيوان من فصيلة الثدييات Mammifères ، رتبة الرئيسيات Primates ، نوع أومو ، جنس سابيانس Homo sapiens النوع الوحيد الذي بقي حيا من بين الأنواع البشرية الأخرى التي كانت سائدة في زمن جيولوجي ما ثم إنقرضت ، مميز بالعقل و ملَكة التجريد من دون الكائنات الحية الأخرى و بالكلام والتعبير و الأيادي المتطورة والمتخصصة ، والجسم العمودي الذي يمشي على قدمين.

في هذا التعريف الإنسان حيوان تعني أنه يجب التعامل معه عل هذا الأساس. فله كباقي الحيوانات حاجات بيولوجية كالأكل و الشرب والجنس و غير ذلك.و عليه لا يمكن لأحد أن يدعي القداسة على الارض أويتعالى و يتوهم السمو على الناس و لا يتواضع بسبب طبيعته الحيوانية هذه و التي أثبتتها العلوم الحديثة أو أن يجعل من نفسه شخصا معبودا لثروته أو لسلطته أو لعلمه أو لأي سبب من الأسباب .فطبيعته الحيوانية القابلة للفساد بالمفهوم العلمي أي لجريان القوانين الطبيعية عليه و منها التحلل و المعدنة بعد الموت تجعل من أي إدعاء بالقداسة أو السمو على الناس و التعالي عليهم مجرد أوهام و ليست حقيقة .و بما أن جميع الناس يولدون بنفس الطريقة فالتعامل معم على قدم المساواة ندا لند يبدوشيئا منطقيا وبديهيا .

و كمفكر و موصوف بالكلام فالإنسان يحتاج للحرية حرية الفكر والتعبير و إحترام الكرامة المتأصلة فيه .فلا يجوز منع الإنسان من حرية التعبير أوتعريضه للمعاملة المهينة أو القاسية أو الحاطة من الكرامة الإنسانية .و كل مدع لإحترام الإنسان إذا لم يحترم ما مميزات الإنسان يسقط إدعاؤه لزوما...

وفي أي إصلاح لأحوال الإنسان فالتركيز يجب أن يكون على كل الفرد و مؤهلاته الخاصة التي تتكامل داخل الجماعة لكي تصلح الجماعة كلها وليس العكس.لأن الإنسان بالتعريف العلمي الصحيح الذي قدمنا هنا هو العنصر الأساسي المكون للجماعات البشرية والأمم والشعوب. و اذا صلح الافراد صلحت الجماعات .هذا اكيد ..

4-- ما العمل والتراث متناقض أو يحتوي على معلومات لا يقبلها العقل ؟

يقول الدكتور صبحي الصالح في كتابه "مباحث في علوم القرآن" طبعة 1997 – دار العلم للملايين .صفحة 9 ،ما يلي:
"و لقد يكون عسيرا على الباحث العصري في شؤون الإسلام والقرآن أن يرجع إلى الكتب القديمة ليعثر على شيئ من طلبته في تأويل آية ، أو تحرير فكرة ، أوتحليل أدبي لمقطع من كتاب الله ، لما في جل تلك الكتب من روايات متضاربة و آراء يكثر التعارض بينها في تأويل الآية الواحدة. ويخيل إلينا أن هذا التضارب – و إن كان حتما لا مفر منه في الشروح الإنسانية – هو في "كتبنا" أصل الداء و شر البلاء ، فلابد لنا في كل آية من وجه نختاره وتفسير نرضاه ، دون أن نجزم حقا بأننا وفقنا حتما على المراد من كلام الله ."

إنتهى كلام الدكتور مشكورا .

يوجد نفس المشاكل في الثراث الديني المسيحي واليهودي و غيره .وما مغادرة كثيرين لهذا الدين أو ذاك إلا بسبب هذا الموضوع .
ورغم كون الدكتور يقول "كتبنا"و هي ليست كتبنا في حقيقة الأمر لأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين و من كتبوها عاشوا في القرن السابع الميلادي وما يليه بقليل أو ما قبل القرن السابع الميلادي مئات السنين قبل الميلاد بالنسبة للثراث اليهودي مثلا ، فمن الواجب و المنطقي أن ننأى بأنفسنا عن أخطاء الأقدمين و نصححها إن أردنا لا أن نلبس جلابيبهم و نتبنى أخطاءهم ثم ندافع عنها مرغمين .لأنها ببساطة أخطاؤهم و ليست أخطاؤنا.

نحن اليوم نعيش في عصر العلم الحديث والكمبيوتر و غزو الفضاء وحقوق الإنسان و محاربة إستعباد الإنسان لأخيه الإنسان و لم نكتب أي ثراث ديني و لا شاركنا بأي طريقة كانت في الأحداث المؤسفة التي حدثت في الماضي بإسم الدين. لأننا ببساطة آنذاك لم نكن موجودين.وبالتالي لا مسؤولية لنا عما كتب الأقدمون أو نقلوا عن بعضهم من معلومات خاطئة أو قاموا به من إعتداء على حقوق الإنسان .القدماء معذورون بجهلهم .لكن هل نحن الذين نعيش اليوم في عصر العلم معذورون؟
نحن جميعا لنا نظرتنا و عصرنا و فكرنا وتطورنا الخاص .لذلك يجب منطقيا أن يكون لنا خطابنا الخاص المحدد بزماننا ناهيك عن أن يكون خطابا عقلانيا و عادلا و مفيدا للبشرية.

هذ ا لا يتحقق إلا بترك ذلك الثراث المتناقض جانبا قرب الطاولة لنعود إلى دراسته حينما نحتاج ذلك ثم لنبدأ من الصفر عملية البناء العقلي لتصوراتنا على أساس متين بإستعمال العقل الذي تكون فينا بمشيئة العظمة الإلهية وبإستعمال الفلسفة و الفكر العلمي الحديث كنتائج لتطورنا أي بأدوات العصر الحديث والفكر العلمي العتيد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح