الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (1)

إتحاد الربوبيين العرب

2018 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


إتحاد الربويين العرب والناطقين بالعربية
لشمال إفريقيا والشرق الأوسط

شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

سيلاحظ كثيرون أن أدبياتنا في إتحاد الربوبيين العرب ليست قارة تابثة و إنما هي متغيرة بإستمرار بدلالة الزمن . و كذلك مصطلحاتنا .و هذا راجع إلى أننا نقوم بمراجعات مستمرة و نبحث عن الكمال الذي لن نصله أبدا.

فحينما طرحنا أفكارنا أول مرة هنا تحت عنوان "النظرية الألوهية" فقد كنا نقصد ما يفهمه أولئك العارفون بالدين (الذين يسمونهم رجال الدين) بمصطلح "نظرية" التي يحسبونها مجرد أفكار تعبر عن رأي معين و ليست حقيقة علمية مثل ما يقول لك أن النظرية الخلوية أو نظرية التطور البيولوجي هي مجرد نظريات و ليست حقائق علمية حديثة ..

و لكننا في الواقع كنا نقصد "فرضية" عقلانية فلسفية و لم نكن نقصد "حقيقة علمية" حتى لو إرتكزنا على حقائق علمية في إستدلالنا على وجود شخصية عاقلة موجدة للكون الحالي هي ما يسمونها "الله" بجنس مذكر. و نحن لا نقصد شخصية مذكرة ولا مؤنثة طالما أن جوهرها ليس ماديا ...و قد أعطيناها إسم "القدرة الإلهية العظمى " ...الذي يبدو لنا اليوم قد صار باليا .لذلك إستعضنا عنه بإسم جديد و أكثر بساطة و هو "العظمة الإلهية" نظرا لمقاييس الكون العملاقة والكبيرة جدا و التي تفوق الخيال مقارنة مع حجم الإنسان في الكون ..

إن الإستدلال العقلاني على وجود شخص "العظمة الإلهية" حتى لو إستخدمنا مختلف الحقائق العلمية لا يمَكننا من أن نزعم أنه حقيقة علمية بمفهوم فلسفة العلوم و إنما أنه مجرد فرضية .لأن الإستدلال على الحقيقة العلمية يجبرنا على تصور تجارب يكون شخص هذه "العظمة الإلهية" عنصر فيها.و هذا مستحيل ..

و بما أننا هنا نتحدث عن مصطلحات فالظاهر أن قضيتنا هي إذن معرفية علمية بالمفهوم الحديث وليست سياسية.و نرمي من خلالها المساهمة في تجديد الفكر حول الوجود و الأديان التي صارت بالية . و هي القضية التي إهتم بها كثيرون منهم مفكرون و مثقفون و عارفون بالثقافة الدينية وسياسيون وحتى رؤساء دول في المنطقة .كتابتنا هنا في نفس الوقت هي رحلة بحث عن الحقيقة ومحاولة مساعدة المحتاجين لذلك لتجنب الإتجاه نحو التطرف والإرهاب .


و بما أن الجميع في المنطقة يعيشون مع بعض فمن واجبهم التعاون و التشارك في التفكير في الاصلاح الديني.لا يمكن تصور المسلمين دون يهود أو المسيحيين دون مسلمين فقد كانوا دائما متواجدين مع بعض منذ القرن 7 الميلادي .إذن فهم معنيون جميعا في هذا الأمر من أجل التفاهم والتعايش و التحمل و تجنب الحروب التي تستهدف قتل بعضهم بعضا..

و حين يبسط المرء تجليات و مظاهر ظاهرة سلبية ما تستنزف المجتمعات البشرية و تؤدي بها للخراب والدمار فهذا لا يكفي .بل عليه إضافة إلى ذلك تقديم البديل و الحلول الناجعة المطابقة تماما للمشكلة لمساعدة المعنيين بالأمر على تخطيها و معالجتها . و إن أخطأ فله أحد الأجرين .

من جهتنا و بعد تفكير طويل دام أكثر من 4 سنوات فكرنا لمساعدة المختلفين المتطاحنين من كل الطوائف الدينية بالمنطقة في إيجاد فرضية على المقاس مناسبة وبديلة للممارسات والأديان الحالية تكون بسيطة في عرضها كخطوط عامة يمكن بعد فهمها التعمق فيها كل حسب إستطاعته ..

1—ملاحظة أولية ذات دلالة :
تقع منغوليا كدولة مستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق بين روسيا و شمال الصين .فهل نسمع أي أخبار عن إنفجارات أو منظمات إرهابية أو حديث عن التطرف فيها على قنوات الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ؟
يبلغ سكان منغوليا 2,8 مليون نسمة .نصفهم في العاصمة ، أولان باطور ، الاخرون يعيشون رحل. ناس مسالمون يعيشون حياة مسالمة على مساحة تقدر بملون و نصف المليون كلم مربع .هناك حزبان سياسيان في منغوليا يتناوبان على السلطة عبر الانتخابات بعد حصول البلد على الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي إبان تفككه.منغوليا دولة ديموقراطية.
50% من سكان منغوليا بوذيون (والبوذية تقريبا ديانة تقدس بوذا ) و 48% ملحدون و2% فقط مسلمون .
المجموع 98% لاهم يهود ولاهم مسيحيون و لاهم مسلمون.
إذا سألت أي عارف بالثقافة الدينية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا عن عدد المتدينين سييقول لك بأن 99% إن لم يقل مائة من سكان بلاده مسلمون و مسيحيون و يهود و غير ذلك .

النتيجة هي هذه الحروب و الدمار والمنظمات الارهابية و غير ذلك التي تشهدها المنطقة .

إستنتاج منطقي : الأديان الشرق أوسطية التي لاوجود لها في منغوليا كعنصر وحيد متغير في المقارنة هي سبب الحروب و الصراع و الكراهية .

و الحديث عن ضرورة معالجة هذه الظاهرة السلبية هو تعبير عن رغبة أكيدة في اعادة بناء مجتمعات على أسس جديدة.

2-- إعادة البناء تقتضي الهدم :

بخصوص الكلام عن الاصلاح الديني يمكن القول أنه في مسيرتنا و نمونا عبر الزمان و في عصرنا الذي ننتمي إليه إذا لم نستطع أن نفهم و نغير للافضل، بالنسبة للأجيال القادمة، العالم الذي ورثناه عن الأقدمين ، فيبدو بديها وكأننا لم نمر من هذا العالم و لا خضعنا للتطور الطبيعي الذي يفرضه علينا قانون التطور العام للكون و الذي أصبح من بديهيات العلم الحديث مثل كروية الأرض تماما .

معروف أنه في عصرنا الحالي يمكن بناء المنازل بمواد صلبة و أدوات عصرية متطورة مقاومة للزلازل و الأمطار و السيول بل فيها حتى أجهزة مضادة للبرق وضربات الرعد و أجهزة للطاقة الشمسية الخ ، فلا يمكن تصور أي عملية إعادة بناء لمنزل آيل للسقوط مثلا قديم وملئ بالشقوق والأخطاء و الأخطار دون عملية تسبقها لزوما و هي عملية الهدم.
و قد يكون ظهور الشقوق في الأعلى سببه ضعف في الأساس الذي بنيت عليه الجدران .لذلك فعملية الهدم و إعادة البناء يجب بداهة في هذه الحالة أن تنطلق من الأساس الذي بنيت عليه تلك الجدران الآيلة للسقوط .

دون هذا يبدو أي حديث عن إعادة البناء على أساس صلب و متين و آمن نوع من الوهم.مستحيل.

لذلك فالقول بضرورة إصلاح الثراث الديني (أنظر فيديو حوار مستشار في الأزهر المصري على قناة الحياة المصرية أسفل المقال ) هو إعتراف بأن شيئا ما قد فسد و يحتاج للبشر الحاليين غير المعصومين لإصلاحه .و معناه أيضا أن أزمة ما قد حلت بالدين بسبب جريان قانون التطور العام المتحدث عنه أعلاه عليه.

ثم أليست دعوة البشرالحاليين غير المعصومين لإصلاح الثراث الدين المدعى أنه إلهي هو في حقيقة الأمر تناقض و إعتراف آخر بأن هذا الدين ليس إلهي ؟ لأنه لا يمكن تصور شخصا ما لا يظهر على صورة فضائية للأرض من الفضاء وسط هذا الكون الفسيح بسبب حجمه يمكنه إدعاء القدرة على إصلاح ما هو إلهي .هذا هراء. ما هو إلهي هو بطبيعته كان صالحا منذ الأزل و سيبقى صالحا إلى الأبد..(سنبين بعده ما هو الكلام الإلهي أنظر الفقرة الأخيرة )

لقد خلصنا ، بعد المناقشات التي كانت لنا عبر الأنترنيت على مدى الخمس سنوات الماضية و تحدثنا فيها مع ناس مختلفي الاعتقادات من يهود و مسيحيين و مسلمين شيعة وسنة و قرآنيين و أحمديين و بهائيين و ملحدين و لا ادريين و لا دينيين و بوذيين و غيرهم و مع إخواننا في إتحاد الربوبيين العرب لشمال افريقيا والشرق الاوسط خلصنا إلى أنه:

أولا . لا يمكن الحديث عن أي إصلاح للثراث الديني إلا إذا تم الإعتراف بأن المكتوب في الأديان و نصوصها هو ثراث بشري كتبه يهود قدامى و مسيحيون قدامى و عرب قدامى .لأنه لا يمكننا كصغار الحجم بالنسبة للكون فما بالك بالنسبة لمن أوجد الكون أن ندعي القدرة على إصلاح أي شيء إلهي كما نعتقد و كما سنبين بعده ..

ثانيا .لا يمكن الحديث عن أي إصلاح ديني (من الضروري أن يشارك فيه كل المشتغلين بالأديان من يهود و مسيحيين و مسلمين و غيرهم) ، إلا داخل الحرية الدينية وحرية المعتقد كما تنص على ذلك منظومة حقوق الإنسان ما لم تستعمل هذه الحرية لنشر الدعوة للعنف أو الكراهية بين البشر أو العنصرية أو الحرب وإذا عرفنا من الناحية الإحصائية كم من الناس يهمهم الإصلاح في المنطقة. مما يعني أنه يجب إجراء إستفتاء حر شفاف و نزيه حول الدين سواء تعلق الأمر باليهود أو المسيحيين أو المسلمين يوجه خلاله السؤال التالي : هل تريد أم لا أن تكون يهوديا بالنسبة لدولة اليهود أو مسلما بالنسبة للدول الاسلامية أو مسيحيا داخل الطوائف المسيحية أو غير ذلك .أما أن يأتي أحدهم و يقول أن سكان هذه البلاد كلهم من الديانة الفلانية أو الفلانية بنسبة مائة بالمائة هكذا دون إحصاءات دقيقة و يتجاهل الآخرين فهذا هراء لا يصدقه أحد و قول لا مصداقية له و وصاية على الناس و كأنهم قاصرين يضرب في عرض الحائط حقهم في التعبير و إبداء آرائهم فيما يخصهم.

ثالثا : بما أن الإعتقاد هو نشاط ذهني يحدث في الدماغ حسب سن الفرد البيولوجي ومستواه و محيطه الدراسي و الاقتصادي وغير ذلك حول ما يعتقد أنه صحيح بغض النظر عن صحته في فترة ما من عمره يمكن أن يتغير عبرالزمن و لا يمكن الاستدلال عليه من خلال الاقوال فقط ، فإن تدخل أجهزة الدولة في الإعتقاد هو عبء عليها من ناحية و من ناحية أخرى يشبه محاكم التفتيش المسيحية الأروبية في القرون الوسطى التي تخلصت منها باعلان دولها دول الحرية واحترام حقوق الانسان في العقيدة والتعبير.و يعني ذلك ضرورة فصل الدين عن الدولة والسياسة و ليس عن المجتمع .
كانت أعلاه الخلاصات التي خلصنا لها من خلال مناقشاتنا الجماعية عبر الانترنيت.

أما الحديث عن الإصلاح الديني بمعنى القيام بعملية ترميم الثراث أو كما يقولون تنقيحه و تنقيته من الشوائب و المحافظة على نفس الطقوس الغابرة والعلاقات داخل المجتمع و مفاهيم الأقدمين و رؤاهم (التي كانت في عصر الظلام) أي القيام بتلميع صورة الدين الذي يفوق عمره عشرين قرنا وإذن يشبه المنزل القديم الآيل للسقوط و الملئ بالأخطاء الذي تحدثنا عنه أعلاه ، يبدو حديثا غير جدي ومخادع عن هذا الإصلاح يتجنب النفاذ إلى عمق المشكلة و لن يكون مجديا أبدا لعملية إعادة بناء علاقات جديدة داخل المجتمع وهيكلتة هذا الأخير بأدوات العصرالحديث و مفاهيمه و تقنياته وثقافته.لأن الترميم ليس هو إعادة البناء. و الاصلاح الذي بعنى الترميم في هذه الحالة هو مضيعة للوقت لاغير.

إذن من يهمهم الأمر ويعتقدون في إمكانية الإستمرار في تبني خطاب الأقدمين وطقوسه ويكفي ترميمه و لا يرون جدوى إعادة البناء من جديد بأدوات العصر و مواده و تقنياته ليحافظوا على إمتيازات أو ثروات أو غير ذلك غير آبهين بقانون التطور العام في الكون فكأنهم عميان سيتفاجأون أو يتفاجأ أبناؤهم من بعدهم بسيل جارف لا قبل لهم به يوما ما مهما فعلوا فيجرف ثرواتهم و ما كانوا يريدون المحافظة عليه من إمتيازات طال الزمان أم قصر . هذه حتمية قانونية لقانون إلهي و ليس بشري للتطور العام للكون.


رابط فيديو الحياة اليوم - الشيخ صبرى عبادة " مصر عانت من عدم تجديد الخطاب الدينى بسبب البعد السياسى والدينى"

https://www.youtube.com/watch?v=uISnLER2bCM
رابط فيديو الحياة اليوم - د.عمار على حسن " قضية الاصلاح الدينى ليست قاصرة على علماء الدين و إنما يناقشها الأكاديميون و المفكرون"
https://www.youtube.com/watch?v=uCE9ga_fBfs








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معاناة حقيقية
ماجدة منصور ( 2018 / 9 / 25 - 11:03 )
نحن في محنة حقيقية بسبب الأديان و ما يسمى برجال الدين...فهؤلاء قد أطبقوا قبضتهم على رقابنا من المهد الى اللحد0
نحتاج لقرارات سياسية جريئة لكف قبضة رجال الدين عن أعناقنا فالوضع في منطقة الشرق الأوسط على شفا حفرة من حفر الجحيم0
لم نجن من الأديان سوى الخراب و الدمار و الدم المسفوك و مع ذلك فإني أعتقد أن الأديان تحمل بذور فنائها بنفسها0
عن أي إصلاح ديني يتحدثون!!!..لا اصلاح لأديان فاسدة بطبيعتها0
شكرا لجهودكم القيمة فعلى الأقل هناك أصواتكم الجريئة و التي تصل لملايين القراء0
احترامي

اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس