الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتلة التي ستكبر

واثق الجابري

2018 / 9 / 26
المجتمع المدني


تتعثر القوى السياسية في كل دورة إنتخابية، في تشكيل الحكومة وفق السياقات والسقوف الدستورية، وتعلقت أطرها بأعلى تراكم جبل صلد من السلبيات، الذي لا تزحزحه حاجات المجتمع، ولا ضمن مفاوضات تأن نتائجها من الأنانية وشراهة القوى السياسية في إلتهام العملية السياسية، وإلهامها المراوغة والممانعة المرتكزة، على المصالح الحزبية والمانعة لحقوق الشعب.
مفاوضات إستثنائية أم حراك سياسي في زمن إستثنائي، أم تحرك لإستثناء الشعب عن حقوقه وأهدافه، وزجه في المحنة السياسية؟
أخذ التفاوض عن تشكيل الحكومة العراقية، حيز أكبر وأشغل الأروقة السياسية والمجتمعية، ولحديث الكتلة الأكبر حصة الأسد من التكهنات والتفاوض السري والعلني، وإنطلى مفهوم التفسير العرفي السياسي على الطبقة السياسية والنخب والمجتمع، وكأن الإلتحاق بها مركب نجاة ونصر العملية السياسية والشعبية لجمهور الحزب، فيما لم تُعطى أهمية لتفاصيل مابعدها.
تناست تلك القوى وخلال أشواط السعي للكتلة الأكبر، تلك الأحاديث عن البرامج الإنتخابية والتقاطعات، وأن تقاربها يجب أن يكون على أساس البرامج والمصلحة الوطنية، فسعت محمومة لإنشاء تكتلات، وظهرت المغازلات والتجاذب والتنافر والتدافع، والكسب غير مشروع لضم المقعد هنا أو هناك وإبتزاز، وتكامل مكاسب وتقاسم مغانم.
أدت الممارسات السياسية المتلبسة، الى حالات معقدة بزخم معتقادتها، وإجتهادات السياسات الفردية، التي حرفت وحرمت التعاطي مع الدولة ومؤسساتها، ومنعتها من أخذ شكلها وكيانها ودور ممارسة عملها، وبين سوء فهم الفكر السياسي والديموقراطية، والأنا الفردية والحزبية، ومحاولات لي القوانين، فولدت أعراف سياسية خاطئة لتقطع الطريق أمام أيّ طريق للممارسة الديموقراطية بشكلها الحقيقي.
إن الإختلاف بوجهات النظر في هذه الدورة، سيفضي الى بقاء التنافس أو الصراع بين قوتين داخل المكون الواحد، فيما يحتمل أن تستخدمه بعض القوى لإسقاط منافسها، أو آخرى لأجل تبني مشروعها، وأيّ من الفريقين يستطيع بناء مؤسسة لإدارة كتلته فهو الأبقى وسيكبر، مقابل تشتت الآخر، الذي تبانى على أساس تقاسم المكاسب في تحالفات وقتية، ينتهي مفعولها بعد حصول كل طرف على حصته، وستكون الكتلة الأكبر هي الأكثر فعالية في العمل الحكومي والبرلماني؛ التشريعي والرقابي.
تتميز الديموقراطية عن بقية النظم السياسية، بأن يكون الحكم للأغلبية، مع حفظ حقوق الأقلية، والقوى السياسية بين حاكم ومعارض.
يبدو أن المشهد مختلف في هذه الدورة عن سابقاتها، وأن أريد للعملية السياسية بالبقاء في ركودها، ولكن عدم إتفاق السنة والكورد مع الشيعة على مرشح واحد، وتنافس أكثر من مرشح من المكون الواحد، يدل على إنفراط عقدة سيطرة الأحزاب التقليدية، التي إعتلت المناصب الرئيسية في الحكومة، ولا ثبات مع المتغيرات التي ستنسف التوافق بالتدريج، وستكون الحكومة والبرلمان منقسمة الى شقين، أحدهما مع القرار وآخر معارض، وبالنتيجة ستخرج القرارات من التوافقات السرية، ولا ثبات لكتلة بأسم الأكبر، مالم تحدد لنفسها مؤسسة قادرة على إتخاذ القرار بعد التمحيص والدراسة، وبذلك يخرج من المزاجية الفردية والحزبية والإبتزاز من أجل التصويت، وستكون الكتلة المنسجمة التي ستفرزها التجربة هي الأكبر، والأكثر تأثير في مسار الدورة الحالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد


.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في




.. غضب عربي بعد -الفيتو- الأميركي ضد العضوية الكاملة لفلسطين با


.. اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق




.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب