الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرور السياف و أخوته

محمد حسين يونس

2018 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


خليق بالانسان العاقل أن يسمو بفكره و سلوكة ..ما دام حيا
يقول نيتشة أنه عند مستوى معين من إرتقاء البشرفي المعرفة تقل الصحبة وتزداد الغربة و ينعزل الافراد في وحدة تفتقد لحرارة التلاحم .. لقد إنفصل الشخص عن القطيع ليجد نفسة بعيدا عن مجتمعه .. يعاني من التفرد و التجاهل و عدم الفهم إنها برودة القمم
في بلاد اعلي أصوات أهلها .. للاغبي منهم والاقل تعليما و ثقافة و وعيا .. يصبح المنطق عبئا جالبا للمصائب و الاخطار ويلح الاخرون في تحذير صاحبه من سوء المآل و يصر الجهال علي معارضته و تسفيهه و قذفه بحجارة من سجيل السنتهم و أيديهم وأسلحتهم في بعض الاحيان ...هذا ما كان يحدث علي مدى التاريخ و لا زال رغم البون الواسع بين زمن البداية و اليوم
جويا .. فان جوخ ..شارلي شابلن ..موتسارت ..إيزادورا ...عمر الخيام ..مارتن لوثر كينج ..توم بين ....غاندى ..جيفارا ..إبن رشد ..البير كامي ..إنجلز ..نيتشة.. نصر حامد أبو زيد . ..جاليليو .. دارون ..فرويد ..جمال حمدان كلهم عاشوا علي القمم في وحدة و برودة .. و كانت نهايتهم درامية..لا تختلف عن ما حدث لسقراط أو كوبرنيكس أو عبدالله بن المقفع...أى الاتهام بالكفر و الزندقة و الخروج عن المألوف .. و التغريد خارج السرب ..
هكذا نحن ..أو السفهاء منا .. لا يقبلون إلا ما هو سائد من أكاذيب الحكام ونميمة المجتمع .. أو كما قال أحمد شوقي في مسرحية مصرع كليوباترا
((إسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه ..ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه..أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه..ياله من ببغاء عقله فى أذنيه)).
في عام 299 قبل الميلاد .. كان علي سقراط أن يتجرع السم و يموت بسبب أن معاصريه لم يستطيعوا إستيعاب فكرة وإرشاداته وكانوا يعتبرون تعاليمه عن معرفة الإنسان لنفسه والسعي إلى تهذبها بالفلسفة و المنطق إهانة للأرباب وحط من قيمتها أى كفر و إلحاد ..وهكذا قبل سقراط الموت منتحراً نزولا على أحكام القضاء وتنفيذا للشريعة فتجرع السم باطمئنان وبقي يلقي تعاليمه على الذين حضروا مأساته إلى اللحظة الأخيرة عندما توقف عن النطق واضطجع ضجعة الموت عن سبعين عاما
في عام 415 ميلادى تم إغتيال عالمة الرياضيات السكندرية هيباتيا عن 45 سنة .. لقد كانت من أتباع المدرسة الافلاطونية الفلسفية التي تتبع المنهج الرياضي في التفكير و الدراسات المبنية علي المنطق.. و تعيش طبقا لما يملية عليها العقل..ومعطيات الفلسفة الهلينية التي كانت سائدة بين المثقفين و العلماء...الذى لم يتفق مع البعض من مسيحي مصر المتعصبين فإتهموها بالسحر و الالحاد و التسبب في إضطرابات دينية و سحلوها في شوارع الاسكندرية كبداية لإنحدار دور المدينة في الحياة الفكرية .
في عام 759 ميلادى توفي عبد اللة بن ابن المقفع بعد أن قطعوا لحمه وشوي في النار أمامه حيا
((لقي الشاعر العربي ابن المقفع مصرعه في أبشع ميتة، حيث وثق بالحبال ثم انهالت عليه سكين جزاره تقطع في لحمه وتلقي بها في النار أمام ناظريه، فلم يتخاذل أو يستعطف، بل قال بيتين شعر مع أخر أنفاسه
إذا ما مات مثلي مات بموته خلق كثير...وأنت تموت ليس يدري بموتك لا الصغير ولا الكبير)).
ما السبب في هذه القسوة!!.
((وجد ابن المقفع أن الفساد يتغلغل في الدولة، فالأموال تحمل من الأمصار والولايات إلى بغداد عاصمة الخلافة بدون سجلات تضبطها أو دفاتر، والقضاة يتضاربون في أحكامهم في القضية الواحدة من بلد إلى آخر لعدم وجود قانون موحد يرجعون إليه، وقادة الجند ينشرون بين العامة دعاوى الذل والخنوع للحاكم المستبد تحت ستار الطاعة لولي الأمر.
فكتب رسالة اسماها "رسالة الصحابة" يعني بها صحابة الخليفة وبطانته، وقد وجه فيها نقدا مريرا، ولكي يحتاط للأمر قال إنهم قبل خلافة المنصور ارتكبوا أعمالا قبيحة، ذلك أن الخليفة كان يقرب أوغاد الناس وسفلتهم، فهرب الخيار من صحبة الولاة .
كذلك انتقد ابن المقفع مغالاة قادة الجند في فهم معنى الطاعة للخليفة.
وينصح الكاتب أمير المؤمنين بأن يعيد النظر في اختيار رؤوس الدولة بعد أن اكتشف أن هناك مرءوسين أكفأ من رؤسائهم، فلو وضع الأكفاء والأخيار في موضع القيادة لكان خير عظيم كما ينصح بتثقيف الجند ثقافة علمية وخلقية، وتعليمهم الكتابة )).
يروي جمال بدوي في كتابه "مسرور السياف وإخوانه" الصادر عن دار الشروق
((أن ابن المقفع كان معارضا، لكنه لم يملك إلا الكلمة الصادقة، فقدم النصح للخليفة، وأشار عليه بما ينبغي عليه أن يفعله ليجتث جذور الفساد، ويتخلص من بطانته الفاسدة، ولم يبخل على الخليفة بمقترحات محددة لتنظيم الإدارة وضبط أموال الدولة.لكن الحاكم، وهو أبو جعفر المنصور، لم يكن ممن يستمعون النصح أو يتقبلون النقد، بل يعتبر كل نصيحة تطاولا على مقامه، وكان يأخذ بالشبهة عملا بوصية أخيه الإمام إبراهيم " من اتهمته فاقتله " والاتهام في ذلك العصر يعني الشك، فالشك في الولاء للنظام قرينة تكفي لقطع الرقاب دون تحقيق أو مساءلة )).
24 مايو 1543 توفي كوبرنيكس بعد طبع كتابه (( حول دوران الاجرام السماوية ) ) بعدة أيام .. لقد حجزة دون نشر لسنين فقد كان يهاب رد فعل الكنيسة وغضبها عندما تكتشف أن تعاليم بطليموس - أرسطو عن مركزية الارض التي تبنتها لمدة 12 قرنا غير سليمة وأن الارض تدور حول نفسها وفي نفس الوقت تدور هي وباقي الكواكب حول الشمس.
في ذلك الزمن عام 1517 دارت معركة الريدانية بين جيوش سليم الاول السلطان العثماني والمماليك بقيادة طومان باى ، إنتهت بهزيمتهم و شنق قائدهم و تعليق جثته علي باب زويلة ، ودخلت مصر فى حوزة الحكم العثمانى التي إستمر ظلامها لمدة 267 عاما ..كانت أوروبا خلالها تخطو للخروج من العصور الوسطي إلي زمن النهضة عن طريق صراعا ضاريا مع افكار الكنيسة علي كل المستويات سواء العلمية أو الفنية أو السلوكية أو القيمية أو الفكرية ..قادة العديد من المفكرين و العلماء و الفلاسفة الذين لازلنا ندين لهم بفضل تنوير البشر و إرشادهم لطريق العلم و المعرفة القويم ..
من بين هذه النجوم يسطع كوبرنيكس و جاليليو..الاكثر معاناة و إضطهادا و تهميشا فقد كان احدهما صاحب الانفجار الاول الذى زلزل الجمود الكنسي في عصرة ثم تلاة بعد قرن جاليليو الذى أسقط بدون تردد نظريات العصور الوسطي عن الكون و حركتة رغم أنف محاكم التفتيش .
نظريات كوبرنيكوس و جاليليو تخطت حدود الفلك لتؤثر في الدين والسياسة والفلسفة والثقافة الإنسانية كلها.. فيما عدا تلك البقعه الصحراوية التي لازال رغم مرور القرون بقايا الحكم العثماني يتحكم في سكانها ويدعي مرشديها بيقين الجهال (( بل هي مسطحة)) .. و من يقول عكس ذلك كافر .
ولد جاليليو الايطالي بعد وفاة كوبرنيكس بحوالي 20 سنة ((15 فبراير 1564 )) .
و كان من المؤمنين بمركزية الشمس و دوران الارض حولها ولا يهاب التصريح بذلك حتي رأت الكنيسه أن نظريته هذه تتعارض مع المزمور 104: 5 ((المؤسس الارض على قواعدها فلا تتزعزع الى الدهر و الابد)) .
جاليليو حاول الجمع بين أبحاثه و ما جاء بالكتاب المقدس مستعينا بالفلسفة التي كانت سائدة بين اباء الاسكندرية الاوائل في القرن الثاني بأن ((من وراءالمعني الحرفي لعبارات الكتاب المقدس طبقتين من المعاني أكثر منه عمقا هما المعني الخلقي و المعني الروحي لا تصل إليهما إلا الاقلية الباطنية المتعلمة )).. فكان يدافع عن نظرياته موضحا انه لا يمكن تفسير الايات حرفيا ولكن الهجوم إستمر عليه و على افكاره ..و كما سقط (أرجن السكندرى من قبل بين براثن كهنة روما بسبب رفضة للتفسير الحرفي لكلمات الكتاب المقدس ) سقط جاليليو ليقف أمام محاكم التفتيش سنة 1616
فشل جاليليو في إقناع الكنيسة بعدم منع تداول كتبه وإنتهي بأن سلمه (الكاردينال بيلارمين) امرا بعدم الخوض في مسألة أن ( الارض تدور حول الشمس و ان الشمس ثابتة فى المركز لا تتحرك).
التزم جاليليو لمدة ستة عشر عاما ثم الف كتابا بعنوان (حوار حول النظامين الاساسيين فى العالم) كان نتيجته محاكمته عام 1633بتهمة الكفر(الهرطقة) و قرر القاضي:-
1- علي جاليليو أن يتوب عن افكاره الخاصة بأن الشمس هي المركز و الارض تدور حولها ، وأن القول بأن الشمس ثابته فى مكانها هى (كفر) .
2- سجن جاليليو.. لكن الحكم خفف ليصبح عدم مغادرة منزله .
3- منع كتابه (الحوار) و منع كل كتبه ما نشر منها و ما جارى نشرها .
عاش جاليليو بعد ذلك تسع سنوات و توفي في 5 يناير 1642 و هو يهمس لإبنته ((لكنها تدور ))
عندما غادر جاليليو ..ولد إسحاق نيوتن في إنجلترا عام 1643 .. كما لوكانت سلسلة تسلم حلقاتها بعضها بعضا .
في ذلك الزمن كانت الجامعات الاوروبية بما في ذلك كامبريدج تعتمد فلسفة أرسطو القائمة على مركزية الأرض في الكون ولكن في نفس الوقت كان يتم تداول أفكار كوبرنيكس و كيبلر و جاليليو .لقد كانت الثورة العلمية في القرن السابع عشر في أوجها، و كانت أفكارهم أصبحت معروفة في كل الدوائر الأكاديمية الأوروبية، والفيلسوف رينيه ديكارت قد بدأ بوضع محتوى جديد معقد للطبيعة.
و هكذا عندما إلتحق نيوتن بكمبريدج درس المنهج الأساسي ولكنه كان مهتماً بالعلوم المتقدمة بحيث كان يمضي أوقات فراغه في قراءة كتب فلاسفة عصره وتدوين ملاحظات أظهرت فيما بعد أن نيوتن توصل لتعريف جديد للطبيعة شكل إطار الثورة العلمية.
حياة نيوتن الخاصة ليست موضوعنا و إن كان لم يتزوج كما أن قضاء طفولته البعيدة عن والدته ترك أثراً واضحاً عليه من حيث إحساسه بعدم الأمان،وأصيب بالانهيار العصبي مرتين في حياته ، و كان مشهوراً بمزاجه الحاد ومشاكله مع الآخرين ولم يكن له الكثير من الأصدقاء، .بينما كان له الكثير من المخالفين والمنتقدين خاصة من مجتمع العلماء.. بمعني أنه كان تجسيدا لوصف نيتشة ((تقل الصحبة وتزداد الغربة و ينعزل الافراد في وحدة تفتقد حرارة التلاحم .. لقد إنفصل الشخص عن القطيع ليجد نفسة بعيدا عن مجتمعه .. يعاني من التفرد و التجاهل و عدم الفهم إنها برودة القمم)ا يوجد دليل مؤكد على صحة قصة التفاحة وعلاقتها باكتشاف قانون الجاذبية.. ولكن في نفس الوقت عندما تقول (مثل أغلب المتعلمين أبعد من الاعدادية ) لكل فعل رد فعل مساو له و مضاد في الاتجاة .. فأنت لا تتكلم عن قانون نيوتن الثالث .. بقدر ما تتكلم عن حقيقة سلوكية و أخلاقية و إقتصادية .. أصبحنا نؤمن بها
هذا لم يكن الحال في زمن نيوتن ..فلم يكن جميع أعضاء الأكاديمية الملكية البريطانية متحمسين لاكتشافاته في علم البصريات، ومنهم العالم( روبرت هوك) الذي كان له مجموعة من الإنجازات في عدة مجالات خاصة الميكانيكا والبصريات وكان يرى بأن الضوء مكون من أمواج على عكس ما نشره نيوتن حول أن الضوء الأبيض مكون من جزيئات بألوان الطيف، وهو ما دفع هوك إلى مهاجمتة ونقد طريقته في البحث ونتائجها بشكل قاسٍ.
نيوتن كانت له دراسات في الجاذبية وتأثيرها على مدارات الكواكب بحيث تأخذ الشكل البيضاوي...وفي عام 1687 نشر كتابه (المبادىء الرياضية للفلسفة الطبيعية ) و الذى إعتبر الكتاب الاكثر تأثيرا علي علم الفيزياءالحديثة ..يقدم فيه وصفاً كمياً دقيقاً للأجسام أثناء الحركة من خلال ثلاثة قوانين رئيسية :-
1- الجسم الساكن سيبقى ساكناً ما لم تؤثرعليه قوة خارجية
القوة تساوي حاصل ضرب الكتلة في السرعة والتغير في الحركة يتناسب مع مقدار القوة المؤثرة 2-
3- لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس بالاتجاه
هذه القوانين لم تساعد في تفسير المدارات البيضاوية للكواكب فقط بل فسرت تقريباً كل حركة في الكون مثل كيفية بقاء الكواكب ضمن مداراتها نتيجة قوة جذب الشمس وكيفية دوران الأقمار حول كواكبها والمذنبات حول الشمس، كما سمحت لنيوتن بحساب كتلة كل كوكب، ومساحة سطح الأرض عند القطبين وانتفاخ خط الاستواء، وكيف تؤثر جاذبية الشمس والقمر في المد والجزر على الأرض. ووفقا لحسابات نيوتن فإن العلاقة بين الجاذبية و القوى الطاردة هي التي تحافظ على توازن الكون.
نيوتن عاش حتي بلغ الرابعة و الثمانين عندما توفي عام 1727 وإزدادت شهرته بعد وفاته إذا إعتبرة الكثيرون من أهم العباقرة بعد جاليليو و أرسطو .و لكنه هو كان يرى نفسه (( كصبي صغير يلعب على الشاطئ محاولاً إيجاد حصى أنعم أو صدف أجمل بينما الحقيقة واسعة كالمحيط)). وهكذا يرى الافذاذ أنفسهم من الذين لا يدعون (مثل البعض) أنهم يملكون مجمل الحقيقة المطلقة.
بعد وفاة نيوتن بعشرين سنة (30 مارس 1746 ) ولد مناضل أخر علي طريق إنهاء نفوذ العصور الوسطي .. إنه الرسام الاسباني فرانسيسكو جويا
قد يكون جويا منذ عام 1786 أشهر رسام بورتيريهات بأسبانيا في عصرة و الرسام الاول لملك (تشارلز الثالث ) و عائلتة .. و لكن في الواقع ما جعله من رواد الانتقال بفنه خارج قوانين العصور الوسطي ..كانت رسوماته لدوقة (البا ) و اللوحات السوداء التي رسمها في نهاية حياته بأسبانيا علي جدران منزله.
لقد خرج عام (1796) عن المألوف في عصره وعن القوانين الاكاديمية التي تحرص عليها الكنيسة و القصر (و كأنه يبدع في عصر إخناتون ) جسد بعض مظاهر حياة الدوقة اليومية في لوحات متنوعة أطلق عليها البوم (شلوقة ) رسمها مثلا إلى جانب ابنتها بالتبني ذات الأصول الإفريقية . أو في وضعيات حميمية خاصة ومنها لوحة عارية تماما(الماجا ) يقال أنها كانت تجسيدا لها و أصبحت البداية لرسومات مشابهة بعد ذلك عندما أصبحت السيدات الإسبانيات أحد الوسائل المستخدمة بالقرن التاسع عشرفي حروب الحريات وهدم أسلوب التفكير والعادات القديمة فيما يشبه الثورة .
لقد كان من المتعارف علية عدم كشف أقدام السيدات وأن تغطي ملابسهن الأحذية. ولكن جويا رسم في لوحاته سيدات ذات ملابس قصيرة جدا... وهكذا احتلت لوحات (الماجا )مكانة كبيرة لتغيير القيم الأخلاقية و الفكرية للعصور الوسطي.
المشاهد لفيلم جويا (الروسي الصنع) يستطيع أن يفهم الكابوس الذى يعيش فيه الرواد داخل مجتمعات مغلقة ..حيث ((تقل الصحبة وتزداد الغربة و ينعزل الافراد في وحدة تفتقد لحرارة التلاحم )).. و جويا من الذين إنفصموا فكريا وعاطفيا عن مجتمعه .. ثم جسديا بفقده لحاسة السمع ..هذه الوحدة أخرجت لنا ((اللوحات السوداء)).
((14 لوحة رسمها الرسام الأسباني فرانشيسكو جويا في السنوات الأخيرة من حياته (من 1819 - إلى 1823)، على جدران منزل الرجل الأصم تعكس نظرته إلى البشرية و مخاوفه))
استخدم جويا الألوان الزيتية لرسم اللوحات على جدران غرفتي الطعام والجلوس في منزله، واحتوت الرسومات على مواضيع خيالية كئيبة.كاسرا بها كل قوانين الرسم المتعارف عليها في زمنه
لم تكن اللوحات بتكليف من أحد، ومن المرجح أن جويا لم يكن ينوي عمل معرض خاص بلوحاته السوداء هذه ؛ وإنما رسمها لنفسه.. فهل كانت هذه الرسومات إسقاطا علي محاكم التفتيش التي إستدعته و حاكمته بسبب فنه عام (1815 ).. أم هي تعبيرا عن رفضه لقوى السلطة الارستقراطية .. أم إنعكاسا لخوفة من ما حدث أثناء الحرب الاهلية من فظائع قامت بها القوات الفرنسية المحتلة وبعد إرتقاء جوزيف بونابرت العرش الاسباني.
عام 1823 يهاجر جويا إلي فرنسا هربا من ملاحقات محاكم التفتيش وحاشية الملك المضادة لفنه وهناك يستكمل مسارة ورحلته مع الفن و يتوفي عام 1828 بعد تدهور صحتة.. (( لقد إنفصل عن القطيع ليجد نفسة بعيدا عن مجتمعه .. يعاني من التفرد و التجاهل و عدم الفهم إنها برودة القمم...))....
تاريخ الانسان هو تاريخ للقهر المستمر الذى زاوله البعض من المتحكمين إما بواسطة الملكية و السلاح أو السيطرة بالافكار و الاساطير والتراهات وبث الخوف الدائم من الموت أو السجن أو التعذيب أو فقد أسباب الحياة أو النبذ خارج إطار الجماعة ..
ومع ذلك هناك دائما من عاشوا بإختيارهم يعانون الوحشة من حياة قاسية منفصلة عن عالمهم بسبب حب الاستطلاع وعدم الرضا الذى تمكن منهم وما نتج عنه من سخط علي الاستكانة لما هو مألوف ، فيغيرون من أنفسهم و مجتمعهم و يتقدمون بحياة الانسان إلي افاق غير مطروقة يخطون خطوة أو خطوات في سبيل تحقيق قدرة البشرعلي فهم و تطويع الطبيعة والحياة لتصبح صديقا.
الحياة تأبي دائما أن تكون صديقة للمتفردين إنها لا تراهم إلا بعد أن يسرى سحرهم في عروق المجتمعات و الناس فتحتفي بهم .. لقد كنت دائما مفتونا برسومات فان جوخ (30 مارس 1853 - 29 يوليو 1890 )الذى كسر كل القواعد المتعارف عليها في زمنه ليصبح هو القاعدة .. هذا الرجل لم يبع في حياتة لوحة واحدة و من أهداه لوحة منها أهملها حتي أصبحت تباع الواحدة بملايين الجنيهات فأخرجها بعد وفاته ليكسب منها و يحوز التجار و السماسرة الثروة .. أما هو فقد مات عن 37 سنة في مستشفي للأمراض العقلية وحيدا يعاني من برودة القمم .
و لم أخفي إعجابي بها ( بعدما شاهدت فيلما عنها ) تلك المجنونه بحب الحياة و الاستمتاع و التعبير عن نفسها بواسطة الرقص، إيزادورا دنكان راقصة البالية الامريكية التي تم نفيها و سحب جنسيتها منها لتعاطفها مع الثورة البلشيفية الوليدة بالاتحاد السوفيتي ..
إيزادورا قضت حياتها القصيرة ، 50 عاما ..(27 مايو 1877 - 14 سبتمبر، 1927) تقيم عروضا فنية نالت استحسانا وإعجابا من الجماهير في جميع أنحاء أوروبا وكانت البداية للبالية الاوروبي الحديث .. وتدير مدارس للرقص سواء في الاتحاد السوفيتي شديد الفقر حيث وضعت أساسات التفوق السوفيتي في هذا الفن أوفي أوروبا المترفة لتخرج أجيالا محبة و متقنه له.
من لم يشاهد الفيلم الذى صنع لتوثيق حياتها فلقد فاته الكثير .. شابة متفجرة الحيوية .. رافضة لقوانين مجتمعها الامريكي .. مستمتعة بالتعبير عن مشاعرها بواسطة الرقص .. كاسرة كل القواعد المتعارف عليها حتي في علاقتها بالجنس الاخر .. مضحية في سبيل توصيل رسالتها بأمريكيتها .. و براحتها .. فتعيش تدرب أبناء الفقراء ليصبحوا فنانين .. ثم تعاني الوحدة و برودة القمم في فرنسا رغم كل ما يحيطها من إمكانيات أوروبا وتموت مخنوقة بواسطة كوفيتها التي إشتبكت بعجلات سيارة صديقها .
هل الحياة كانت ضنينة مع كل منهما ..و أدت إلي نهايتهما المأساوية. أم إن مسرور السياف كان لهما بالمرصاد .. و لكنه قي هذه الحالة أصبح مجتمعا كاملا يجرى و يدهس من يتوقف ليتأمل أو يفكر .. (( إنهم يقتلون الجياد اليس كذلك !! )) و كادوا أن يقتلوا الرائعة جين فوندا رقصا في هذا الفيلم الامريكي الذى جاء كإجابة مفسرة عام 1969 لواقع الحال الذى كانت علية المجتمعات التنافسية
الرجل الذى شرح لنا مساوىء هذا المجتمع مواطن الماني مات أيضا فقيرا عام 1883إنه كارل ماركس ..الذى عندما يذكر إسمة يرتبط بالبيان الشيوعي و مقولة ((يا عمال العالم إتحدوا )) و بكتاب رأس المال ثم بالمادية الجدلية و المادية التاريخية .
المادية الجدلية بنيت علي قوانين الجدل الهيجلية الذى كان شائعا في ذلك الوقت مع مزجها بمادية فورباخ..
أساس هذه الفلسفة ان الفكر هو نتاج المادة و المادة ليست نتاج الفكر، ففكر الإنسان نتاج مادي من عقله وليس الإنسان من نتاج فكر سابق الماديون يعتمدون على الأبحاث العلمية التي تنفي زوال المادة او إستحداثها من عدم ،المادة موجودة بشكل مستقل عن وعي الإنسان ويعرفون المادة بكل ما تدركه حواس الإنسان الخمسة .
المادية الجدلية هي مادية بحتة بكل ما تعني الكلمة من معنى لكنها تؤمن بالتطور(بالتغير ) وفق قوانين الدياليكتيك الثلاثة ((نفي النفي ،وحدة وصراع المتناقضات ،تحول الكم إلى كيف)).
و هكذا طبقا لمعطيات المادية الجدلية يعتبرماركس ان التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي الذي يراه المحرك الاساسي لتطور المجتمعات .
ان ما يسمية البناء الفوقي الذي هو الأنظمة السياسية، القيم الاجتماعية، والأديان، هي انعكاس للواقع الطبقي والمادي المعاش
وهكذا تحولت ملاحظات كوبرنيكس إلي قوانين نيوتن ثم جاء ماركس ليشرح لنا كيف تتطور الحياة من خلال قوانين الجدل .. وصراع الاضداد و التراكمات الكمية البطيئة التي تتحول إلي تغير نوعي سريع .
كارل ماركس كان فيلسوفا غير تقليديا .. درس علوم عصرة و تمثلها .. ثم إنتفض عليها .. و عدلها لتصبح الاكثر منطقا خلال القرن التاسع عشر .. و المفسرة لما كانت علية المجتمعات الراسمالية من شراسة نابعة عن الصراع بين الطبقات و كانت نقطة البداية لتعديل الحياة الاوروبية لتصبح ما هي علية اليوم ..و التي نشعر بالغيرة من إنسانيتها ..هذه الاعمال إستغرقت كل جهدة و حياتة .. و لم تكن مربحة ماديا فعاش في فاقة .. و مات وحيدا فقيرا .. و هو لا يدرى أنه قد أحدث الانقلاب الفلسفي و العلمي الاكبر الذى لا يستطيع أن يتجاهلة أى باحث عن الحقيقة .
مسرور السياف لم يعد فردا ضخم الجثة عارى الصدر غبي و مطيع .. ينفذ بمجرد أن يأمر السلطان .. لقد أصبح جهازا كاملا للقهر ..من الجباة ، و الموظفين العموميين ، و رجال الشرطة و المباحث و الامن .. تجدهم أينما وجهت نظرك في الضرائب و التأمينات و المرور و التموين .. يحمل كل منهم دفترا و يرمي بلاه علي المواطنين .. يستحلبهم و يمتص دماؤهم و يسرقهم و يصادر أموالهم و يستجوبهم و يسجنهم ..و يغتالهم .. و يدفعهم دفعا لمغادرة الحياة
من المشاهد التي أثرت في بعمق و وددت لو تواجد هذا الاختيار في بلدنا لأستخدمه فورا .. كان حفل إنتحار أقيم لشخص ما في عيادة طبية تقدم هذه الخدمة للراغبين في موت سريع و هادىء ...لم أفهم ما هو سبب فرار هذا الرجل .. أو كيف أقنع من حضر من أهله بهذا الفعل.. ولكنني أفهم معني اليأس من المستقبل و فقد الامل و كيف يوصل صاحبة للرغبة في المغادرة.
ثم كيف أن الحرية الفردية لدى البعض تطورت حتي في أن يقرر أحدهم قرارا لا يمكن إصلاحة .و يتناول هذا الشراب لينام نوما عميقا لا يفيق منه
بعض (الدول)التي تدين فعل الانتحارللأفراد .. تمارسه هي نفسها وتعتبر من حقها.. أن تغادر .. و تندثر .. ولا تشارك في حياة تفتقد القدرة علي التوائم معها .. فلنتأمل سلوك الحكومة ( البلد ) التي مجمل إيرادتها المقدرة 989 مليار جنية .. نصيب خدمة الدين منها علي أساس سعر الفائدة 14.7% هو 817 مليار جنية فإذا ما رفعت هذة الحكومة سعر الفائدة ليصبح 19.8 % ..أليس معني هذا أن خدمة الدين سترتفع بالضرورة لتمتص كل الايرادات المقدر تحصيلها .. بل قد لا تغطيها وعلي الحكومة فرض ضرائب مستجدة .. وإلا أصبحت عاجزة عن الوفاء بباقي إلتزاماتها .. إنه إنتحار في عيادة صندوق الدين لقد شربت الحكومة الدواء الموصوف و نامت
كيف وصلنا إلي هذا المستوى من الخبل الاقتصادى .. و هذه القرارات العشوائية
بعد معاناة الحرب العالمية الثانية من سياسات الحكام الفاشيست توقفت الشعوب الاكثر تضررا أن تسلم قيادها إلي نجم فرد .. لقد إنتهي هذا الزمن و حل محله أسلوب القيادة الجماعية التي كل من أعضاءها في حد ذاته (نجما في تخصصه ) لقد أصبح لدى الشعوب مصانع للنجوم.. في كل المجالات
المانيا الشرقية و الاتحاد السوفيتي .. و باقي دول المعسكر الشرقي كان لديهم مصانع أبطال فعلية و ليست مجازية.. لقد شكلوا داخل مؤسساتهم الرياضية نظاما يسمح بتطوير إمكانيات الشباب ليصبحوا أبطالا يحصدون أغلب الميداليات الاولمبية
وفي أمريكا تطرح مشاكلها أمام المؤسسات البحثية غير الحكومية التخصصية متعددة المهارات ..وتفصل رأس المال عن الادارة .. و الان في القرن الحادى و العشرين أصبحت الوسيلة الوحيدة لإدارة الدولة الحديثة وتشخيص أزماتها و حلها هي الاحزاب الشعبية العصرية و جماعات المجتمع المدني المتوافقة والقادرة علي التعاون و التكامل .. سواء كانت هذه الجماعة مجهزة للإشراف علي إطلاق صاروخ يحمل بشرا للفضاء ..أو مجمعة لتقديم تقرير عن تطورات الوضع الاقتصادى و إحتمالات التغيير ..أو لدراسة ظاهرة إستخدام الاسلحة في قتل جماعي لأبرياء .. أو مواجهة الاثار المترتبة علي هجرة الشعوب المتخلفة غير الشرعية ..فلكل مجال حديثة .
النجم الفرد القائد الفاعل أفل بعد موت جيفارا وهوشي منه و جياب و حل محله في إدارة أمور الشعوب كوكبة متناغمة من النجوم تديرفي أغلب دول العالم إلا في بلدنا التي فشلت في تحقيق النقلة الحضارية مرارا فقد كنا دائما نصل متأخرين
منذ معركة إمبابة (الهرم ) التي تقابل فيها جند نابليون الذين جاءوا كنتاج حركة و تطورمجتمعهم التي دامت لثلاث قرون .. مع المماليك الداعمين للإنكشارية العثمانية التي عششت في بلدنا ل 275 في سبات تام ..و نحن كمصريين مفعول بنا ..نصل كثيرا إلي محطة قطار المعاصرة وهو يغادر فلا ندركة ونقف مندهشين .. ماذا يعيبنا و كيف لا تفلح الادوات التي بين أيدينا
بعد نزوح الاستعمار الفرنسي سادت فوضى إنتهت بدكتاتورية محمد علي ثم بدأ الفلاحون تدريجيا رغم السخرة يغادرون التكية العثمانية ليلتحقوا بالفبريكة الاوروبية و ظهر بينهم أبطالا من الذين أثروا الحياة الفكرية و السياسية و العلمية و الثقافية والفنية ..مثل زكي مبارك ، البارودى ، حافظ إبراهيم ،طلعت حرب ، سلامة موسي ،مصطفي النحاس ، طه حسين ، محمود مختار ، سيد درويش ،هدى شعراوى.. وبعضهم قدم من الدول المحيطة لأرض الفرص و النور مثل شبل شميل ،أخوان تكلا ، روزاليوسف ، الافغاني و بيرم التونسي وغيرهم فيما يشبة النهضة الاوروبية
و لكن للاسف مع منتصف القرن الماضي ضاعت جهود التنويربسقوط الديموقراطية وعاد شبح البطل الفرد و النجم الاوحد ومعه مسرور السياف و أخوته يسعون بيننا يقتلون الحلم .. و يعوقون الحركة .. و ينشرون سمومهم و مخدراتهم ..و ينهبون الثروة .. و يضللون الثورة فرجعنا نزحف تجاه التكية الوهابية مهللين مكبرين ، نسعي إلي الراى الواحد و القرار الاوحد و الديون المتلتلة التي كسرت ظهرنا .. وأضعفت قدرتنا .. حتي بعد أن قرر كبارنا الانتحار الهادىء في عيادة البنك الدولي .. إستعذبنا مكرهم وحواديتهم وها نحن معهم نعيش نياما نحلم بالفردوس
ومع ذلك فالحياة لا تتوقف لأن ((هناك دائما من عاشوا بإختيارهم يعانون الوحشة من حياة قاسية منفصلة عن عالمهم بسبب حب الاستطلاع وعدم الرضا الذى تمكن منهم وما نتج عنه من سخط علي الاستكانة لما هو مألوف ، فيغيرون من أنفسهم و مجتمعهم)).. حتي و لو بالصياح و الهتاف لطرد ملياردير سعودى منتفخ من أرض الملعب
و((لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علما يزيد حزنا))كما جاء في سفر الجامعة ولانني تسببت لكم في أحزان وغم كثير لذلك أستعيرما قاله بريخت للأجيال المقبلة ((إعذرونا و سامحونا))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لـحـظة من فـضلك!!!
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 9 / 26 - 10:49 )

انا تعلمت منك الكثير يا استاذ حسين، انت و غيرك من كاتبات و كتاب موقع الحوار -دون ذكر اسماء لان الاعزاء كثر و لا يسعنى حجم التعليق اذكر الجميع- و من بضع مواقع اخرى -لسهولة وجود الانترنت تحت يدى و لان (الكتب المطبوعة فى مجالات التنوير و فصل الدين عن السياسةو العلوم التى تعارض الثوابت الدينية) شحيحة الى حد ما، -

عرفت منك عن مخطط الريفورم للاقتصاد المصرى الذى ارادته بلاد الواق الواق منذ السبعينات و وجدوا اخيرا الشخص المناسب لتنفيذه حاليا فى صورة خدعة الاصلاح الاقتصادى، عرفت منك حجم الشر الذى يحاصرنا بسبب هواجس تيار اقصى اليمين المؤمن بالديانات التوحيدية الثلاثة و تأثير تلك الاصولية على سياساتهم فى الشرق الاوسط، و ازمة العلمانية فى بلادنا لان اثرياء الانجلوساكسون و حلاليف شرع الله لا مصالح لهم فيها .
و لان المسنيرين منا لا حول لهم ولا قوة،و القوى منا ليس قوى كفاية لصد كل هذا الشر. ناهيك عن المستمعين بالتمرغ فى القرف اللى احنا فيه ثم الحسبنة و الحوقلة. و عدم اغضاب مشيئة السماء! وحشنى النور فى نهاية النفق!.


2 - صناع الفساد
ماجدة منصور ( 2018 / 9 / 26 - 12:49 )
الشرق الأوسط على فوهة بركان و لن أستغرب هذا أبدا...فقد تمرمغت انسانيتنا في الوحل وطالما ظللنا نهتف بحياة جلادينا و سراقينا و حراميتنا و طغاتنا فلن تقوم لتلك الشعوب قائمة0
ما يخفف عني هو عيشتي في بلاد الواق واق بعيدا عن مجتمعات تتمرمغ بالفساد0
الفساد عشعش في جينات تلك الشعوب فأصبح لزاما عليك أن أن تولد فاسدا!!!0
ولا حول ولا قوة إلا بالعقل0
احترامي لك سيدي الأستاذ و الإحترام الكبير للأستاذ حازم (عاشق الحرية)0


3 - من دون شرطي وقاضي ليس هناك تقدم
محمد أبو هزاع هواش ( 2018 / 9 / 26 - 14:44 )
بكل بساطة

تريد قاضي يحكم بعدل بين الناس

وتريد شرطي يقود الأوغاد إلى السجن ويصادر ماسرقوه

وتريد أخلاقي يراقب من يرتكب السرقات واللصوصيات ويضع المعايير

بالطبع أنت بحاجة للحرية قبل كل شيئ

هكذا تقدم البعض وتخلف البعض


4 - العروبه والتطور
على سالم ( 2018 / 9 / 26 - 20:20 )
هذا مقال يبين هام ان كل الثقافات والاديان الاخرى من الممكن لها ان تتطور وتغير من انظتمتها الديكتاتوريه الفاسده الى نظام يتوائم مع طبيعه العصر الا الثقافات الاسلاميه العروبيه , هذه الانظمه العفنه تؤمن بالمقدس البدوى وتعبده , هذا المقدس من الصعب جدا انسلاخه من عقل العروبى , المقدس البدوى من الاستحاله ان يقيمه الاسلامجى او يشك فيه , العقل العروبى يتميز ب DNA مختلف تماما , هذه عقليه بدويه جامده لاتعرف التغيير او التمدن او المرونه ,


5 - ولكنها تدور والحياة ماضية بالمتاريس البشريةوبدونها
ليندا كبرييل ( 2018 / 9 / 27 - 04:04 )
صباحك سعيد أستاذنا القدير محمد حسين يونس

إنها برودة القمم
يا لها من عبارة دقيقة هذه التي قرأتها في قول العبقري نيتشه

إذاً عند مستوى معين من ارتقاء البشر في المعرفة تقل صحبة البشر وتزداد غربتهم ويفتقدون حرارة التلاحم، فقد انفصل الشخص عن القطيع العاجز عن استيعابه في منظومته الاستنساخية البليدة فلا يكون إلا التجاهل والقطيعة، ولا يكون من الحر المتمرد إلا التوحّد مع وحشته

ومع ذلك فالأرض تدور بنا جميعا، والحياة ماضية بالمتاريس البشرية وبدونها
وما تحقق اليوم لم يكن متحققا قبل فترة قصيرة من الزمن

وتعليق الأستاذ القدير محمد هواش بسيط لكنه لبّ القضية
والحل ليس أمام أعيننا
لوحات فان جوخ أُهمِلت في حياته لكنها بيعت بالملايين بعد وفاته

الحياة إلى الأمام، انعزلنا أم شاركنا فيها
ولكن يبقى الاغتراب النفسي هو العنوان الحاضر أبدا مع كل ارتقاء جديد للبشرية

والعباقرة لا ينتهون ممّن ذكرتهم ومن تعجز القائمة عن حصرهم
يا لغنى الإنسان بهم

في وحدته يستطيع الإنسان أن يغني حياته بهم بعيدا عن الصراعات المميتة غير المجدية
بعيدا عن الانقسامات المفرقة للإخوة، بعيدا عن الغباء لاستشراف مستقبل أفضل

دمت بخير


6 - أشكر حضراتكم دمتم لي
محمدحسين يونس ( 2018 / 9 / 27 - 06:45 )
الزميلات و الزملاء الذين يثرون المناقشة .. أشكر حضراتكم

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا