الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب ترامب واجراءات اسرائيل فوق الارض

سمير دويكات

2018 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب ترامب واجراءات اسرائيل فوق الارض
المحامي سمير دويكات
لا شك اننا دخلنا منعطفا تاريخيا صعبا، ويحتاج الى العمل الكثير ولا شك ان هناك اجراءات تسبق الخطابات المعادية لفلسطين ولا شك ان الخطاب الدبلوماسي لم يعد يسمع والذي لم يسمع ايضا من عهد النكبة، وان اكثر الاصوات التي تسمع هي الاجراءات فوق الارض، وبالتالي فاننا ربما لم نتعلم من سبعون سنة من الاحتلال وثلاثون سنة من المفاوضات والوعود الكذابة، الناظر اليوم لحالنا تحت الاحتلال يجد اننا تراجعنا كثيرا ولاسرائيل اجراءات متقدمة علينا في خطوات كثيرة، فمكعب اسمنتي لا يتجاوز المتر المربع بارتفاع متر قادر على ان يشل حركة الدخول والخروج من والى رام الله اكثر المدن نشاط في فلسطين وهي مسالة تتعلق بمكعب اخر في مداخل المدن قادرة على التضييق علينا وجرنا الى ويلات كبيرة.
هذا الذي يجري فوق الارض، هو ترجمة فعلية لخطاب الرئيس الامريكي والذي لم يبق شيئا يعتب عليه، فما سمي من محادثات وقد اكملت عامها الخامس والعشرون قبل ايام قليلة، فانها اليوم وكانها قد اعدمت من جديد في خطاب ترامب يوم امس، وبالتالي وفي وضع الامم المتحدة غير الفاعل على مدار سنوات تاسيسها منذ سبعون عاما وهو عمل القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكما قال الامين العام للامم المتحدة، فان الحق الفلسطيني ما يزال يقبع في سجون الاحتلال ومكبل بغطرسة امريكا الشيطانية.
فخطاب اسرائيل كذلك لن يكون اقل مرارة من خطاب ترامب، ولن يكون اقل قسوة وان كان ربما سيستجدي فيه دول الامم المتحدة وشعبوها ليكون حافظة لعدم تدهور الامور الى مراحل خطرة وصعبة في الايام القادمة، ولكن علينا كفلسطينيين كما البعض اليوم صباحا وامس ان لا نتفاجا من الخطابات والاجراءات فهذا متوقع من اناس تم التعامل معهم ومع سياساتهم منذ اكثر من سبعون سنة وهي اكثر عدوانية كل ما مرت السنوات.
داخليا وفي ظل الحالة الفلسطينية المعقدة، وفي ظل بعض المؤسسات غير الدستورية التي تعود فينا الى الوراء خطوات كبيرة ومنها المحكمة الدستورية وفي ظل تراجع القضاء لخطوات بعيدة ستكون حياة الناس صعبة، ولن يكون الوضع الداخلي حامي للوضع الخارجي الصعب، واشعر ان هناك اناس ياخذون الوضع الى درجات كبيرة من التدهور الى حد الوصول بالوضع الى امور لم يسبق لها مثيل ليس الا لطيشهم وغواء مصالحهم، فوصلنا الى حالة من الانقسام لم يسبق لها مثيل لا في وضعنا ولا عند غيرنا، وهو الامر الذي يرشح الى صعوبة متكرر ومضاعفة في ظل سيادة لا تنتمي الى القوانين والاخلاقيات في كلتا الساحتين الداخلية والخارجية.
اخيرا فان الخطاب الفلسطيني ان لم يكن له اجراءات صمود غير تقليدية فوق الارض لن يكون ذي جدوى وان الامور ربما تتصاعد الى انفجار ما، وهو ليس لدينا فقط بل في دول كثيرة وخاصة بعض الدول العربية، وهو ما يؤشر على نتيجة السياسات الخاطئة في كثير من الدول ومن شانها ان تكون اكثر عدوانية واكثر تخبط مع مرور الايام.
فليس اقل ما يقال عن الخطاب انه احتلال فوق الاحتلال وقد منح اليهود فوق الارض اكثر بكثير مما يطلبونه حتى يخشى اليهود من تصاعد العمل المضاد لهم وقتها لن ينفعهم ترامب بشىء وخاصة ان الامر اخذ ابعاد اقليمية وان اندلاع اعمال عنف جديدة لن يستطيع احد وقفها وستمتد عبر العالم اجمع، فمن يلعب بالنار هو مجرد رجل اخرق لن يستطيع اطفاءها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على