الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخفاق الذريع 7

أفنان القاسم

2018 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أفنان: أخ إيمانويل يقصدك أنت يا أقوى، أخ دونالد، وينسى أنك أضعف مما يتصور، فالقوة والضعف نسبيتان.
ترامب: لهذا السبب أخ أفنان، لأن القوة والضعف نسبيتان أنا اليوم الأقوى، غدًا فليفرجها ربنا.
أفنان: على هذا الأساس، أخ إيمانويل ليس أضعف منك.
ترامب: أخ إيمانويل ليس أضعف مني في اللغة، لهذا لغته جميلة.
ماكرو: لغتي جميلة لأنها لغة جديدة كلغة الأخ أفنان.
أفنان: في علم السيميائيات اللغة الجديدة كالقديمة هي صحن للعلامات التي يتميز بها المجتمع، أي مجتمع في واقعه، وما الجديد إلا في معانيها، لهذا كانت لغة الأخ إيمانويل جديدة في ما تحمل من معان.
ترامب: أنت تمدحني دكتور لواقعية لغتي القديمة.
أفنان: أنا لا أمدح ولا أذم، أنا أربط اللغة بأعراضها.
ماكرو: لغتي هي أنا، هذا صحيح...
ترامب: وكذلك أنا لغتي هي أنا.
ماكرو: لكن الفرق بيني وبين الأخ دونالد هو أن لغته اتفاقية تزلق كالحلزون دون تحديد لمعانيها بينما لغتي تقول عن الأسود أسود وعن الأبيض أبيض.
أفنان: التحديد لديك لا شك فيه، لكن الأسود في عالم اليوم ليس بالضرورة أن يكون علامة على الشر والأبيض علامة على الخير، وليس بالضرورة أن يكون الأسود أسود كما ترى والأبيض أبيض.
ماكرو: الأسود عندي مرجع والأبيض عندي مرجع.
ترامب: وأنا أيضًا الأسود عندي مرجع والأبيض عندي مرجع.
أفنان: مرجع لا تتفرع عنه مراجع، لهذا يبقى الأسود أسود في إشاراته ومعانيه والأبيض أبيض.
ماكرو: إلى ماذا تريد الوصول دكتور؟
ترامب: نعم إلى ماذا؟
(يصب أفنان للرئيسين كوب شمبانيا ولنفسه يقدم الكوبين ويقرعهما بكوبه)
أفنان: نخبكما!
ترامب: نخبك!
ماكرو: نخبك أخ ترامب! نخبك أخ أفنان!
أفنان: لغتك الجديدة بكل ما حوته من إشارات وعلامات كانت تعبر عن سلوك وكانت تعبر عن واقع، السلوك هو طمعك، وباللغة الدبلوماسية الانتهازية هو طموحك إلى أن تكون وتحت إبطك فرنسا –أنت تقول أوروبا للتعظيم مما يؤكد فكرتي- الأقوى مكان الأقوى، أو، على الأقل، إلى جانب الأقوى، تحت أثواب الكونية والإنسانية والعولمية.
ماكرو: (غاضبًا) ليست أثوابًا!
ترامب: إيمانويل كل همه أن يأخذ مكاني.
ماكرو: (غاضبًا) ليس كما تقول!
أفنان: لو طالبت بتدمير هذا المحفل الذي هو هيئة الأمم المتحدة لشيخوخته لتجاوز وقتنا لضرورة شرطنا كما أطالب لما كانت الكونية والإنسانية والعولمية أثوابًا، لو اقترحت على الرأسمال العالمي الشراكة في تعمير وتطوير الشرق الأوسط وأفريقيا الغالية على قلبك ليس دون أهداف مبطنة وغيرهما كما أقترح لما كان همك أن تأخذ مكان دونالد، لو قلت عن الإرهاب من صنعك وصنع أخيك للابتزاز والترهيب ورأيت البديل في التثوير والتخليق تثوير وتخليق الإنسان في رأسه وفي بدنه وحتى في حذائه أينما يخطو على أرصفة الحرية والتقدم كما أرى لما كان نقدك للأسود ونقدك للأبيض علامتين باهتتين من علامات المنطق السياسي للغة الخطابات الدولية التي ما أن تنتهي حتى ينتهي مفعولها. نظرتك إلى مرجعك الذي هو هيئة الأمم المتحدة كانت سكونية عندما طالبت بتجديدها دون أن تأخذ بعين الاعتبار المراجع الموضوعية الأخرى التي تنشأ عنها المتمثلة بعجزها وتقهقرها ولا مواكبتها، نفس الشيء بخصوص الرأسمال العالمي، نفس الشيء بخصوص الإرهاب.
ترامب: الأخ إيمانويل يراهن على دول تحت كندرتي، يراهن على رأسمال عالمي وحشي، يراهن على إرهاب إيجابي، وهو، على عكسك أخ أفنان، يعيش في انفصام نفسي وانفصال واقعي دائمين. قالها هو بنفسه، كفى أن نبقى في زريبة الموافقين، كفى أن نبقى في زريبة المتفاوتين، كفى أن نتجاهل أسباب الأزمة المالية الأخيرة التي هي تركيز الثروات في العالم على كمشة من المقاولين الذين أنا واحد منهم بصفتي الشخصية، فهل تكفي هذه "الكَفَيَات" لتحقيق أوهام السيد ماكرو؟
ماكرو: (يضغط كوب الشمبانيا بغضب وعندما لا يمكنه كسره يضربه في الأرض) كل حقائقي أوهام!!!
أفنان: فلنقل مراجع حقائقك.
ماكرو: أنا لم أتجاهل مراجعي كرئيس فرنسي أوروبي وبالتالي كما يمكنني فعله في فرنسا في أوروبا وحتى في أفريقيا في الشرق الأوسط في العالم.
ترامب: دوني لن تفعل شيئًا، جهدك ومالك كما لو كنت ترميهما من الشباك.
أفنان: موافق أخ دونالد، لهذا يجب العمل معك، وعلى أي حال والنظام العالمي كما هو عليه لا يمكن إلا العمل معك، تحت شروط جديدة لاستراتيجيتك، شروط تأخذ بعين الاعتبار كل مصالحك وكل مصالح أخ إيمانويل وكل مصالحي، أعيد، كل مصالحي وكل مصالح الأخ إيمانويل وكل مصالحك، هذا هو الجديد في اللغة وفي الواقع أخ إيمانويل، فتنتهي عند ذلك كل الأزمات، الأزمة الإيرانية أولى الأزمات، وكل الأزمات الأخرى التي يعرفها كلنا.
ماكرو: (يجمع شظايا كوب الشمبانيا) أنا أعتذر عما وقع، أنا أعتذر، أنا أعتذر، فلتغفرا لي!
أفنان: هذا ما سيقع مع مشاريعك التي بدون قاع واقعي حقيقي.
ماكرو: أنا بالفعل أعتذر!
ترامب: (يرفعه) لا تقلق يا صديقي.
ماكرو: كانت لحظة من لحظاتي الإيروتيكية.
أفنان: (يقدم له ورقة كلينيكس) امسح الدم عن إصبعك.
ترامب: (يصب له كوب شمبانيا) أرجوك لا تقلق، لكل مشكل حله، لكل داء دواؤه.
أفنان: لكل مشكل حله المناسب، لكل داء دواؤه الناجع، لما يكون تحديد الداء كما يجب، لما يكون تحديد المشكل كما يجب، الظرف أقوى من المشكل، اللزوم أقوى من الداء.
ترامب: الظرف هو الأقوى، اللزوم هو الأقوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظات عن نص ما بين المقال والحوار المسرحي
نبيـــل عــودة ( 2018 / 9 / 26 - 19:40 )
هل هي محاولة لتفسير شخصية ترامب عبر تقييم لغته؟ يبدو ان هذا صحيح تماما. اللغة هي سر الشخص، وتكشف اسلوب تفكيره، ثراء فكره او ضحالته.
ترامب يبرز كمدعي لا يفقه معنى تعابيره..


2 - لكل منا لغته ولكل لغة علاماتها
أفنان القاسم ( 2018 / 9 / 26 - 20:28 )
وتتميز لغة الواحد عن الآخر في معانيها، هذه المعاني لا بد لها من مراجع في الواقع، كيفية تحديد هذه المراجع هي المحك على سلامة اللغة أو لا سلامتها، لهذا أنا لا أجري حكمًا عن ثراء أو ضحالة، الحكم حكم الأعراض الناجمة عن سلوك أو عن واقع... هذا هو التحليل السيميائي وليس ما غيره تحليل الأسترالي الذي راح يؤول قصة من أجمل القصص التي كتبتها أو يمدح ويطنب في المدح والتأويل لدرجة جعل من الخبز أباك ومن السمكة حبيبتك، فخرج عن الموضوع، وبهدل نفسه!!! أنا سعيد دائمًا بحضورك يا نبيل...

اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا